الخرطوم، بيروت - عبد القيوم عاشميق، جورج شاهين
توجه الرئيس السوداني عمر البشير، صباح الأحد، إلى إيران في زيارة رسمية تستغرق يومين، يرافقه خلالها وزراء الخارجية علي كرتي ورئاسة الجمهورية بكري حسن صالح والاستثمار مصطفى عثمان إسماعيل والزراعة عبد الحليم المتعافي ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق محمد عطا المولي، في حين غادر الرئيس اللبناني العماد ميشال سيمان أيضًا، في زيارة تمتد حتى ساعات المساء الأولى، ورافقه سمير مقبل ووزير الخارجية عدنان منصور وفريق من المستشارين. وذلك للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الجديد حسن روحاني اليمين الدستورية رئيسًا لبلاده، للمشاركة في حفل قسم اليمين للرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني، خلفًا لأحمدي نجاد أمام مجلس الشورى الإيراني، بعدما جرى تنصيبه، السبت، برعاية المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامينيئي. وسط معلومات تشير إلى أن سليمان ينوي أيضًا زيارة السعودية قريبًا بعد أن يستكمل الاتصالات لإتمامها.
ومن المقرر أن يجري سليمان على هامش الزيارة لقاءات مع السيد علي خامنئي وعدد من رؤساء الوفود المشاركة في حفل قسم اليمين. وربما التقى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. فيما يجري البشير مباحثات مع الجانب الإيراني، بشأن عدد من الملفات المهمة والاستراتيجية بين البلدين.
وشهدت علاقات السودان وإيران تقدمًا ازداد بعد تسلم الرئيس السوداني عمر البشير الحكم في بلاده في العام 1989، بحيث زار البشير إيران مرارًا في الأعوام الأخيرة، كما قام رؤساء إيران هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ومحمود أحمد نجاد بزيارات مماثلة للخرطوم خلال حكمهما إيران، وظلت إيران من الدول الحليفة للسودان سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا.
وأكدت الحكومة السودانية أخيرًا أن "علاقاتها مع إيران لن تكون خصمًا على علاقاتها مع الدول العربية، خصوصًا تلك التي لا تبدي ارتياحًا لتطور هذه العلاقات وتمدد إيران في المنطقة". وجاءت تأكيدات الحكومة السودانية هذه إبان زيارة سفن حربية إيرانية لساحل البحر الأحمر شرقي السودان أخيرًا.
وتكتسب زيارة سليمان أهميتها من أن الرئيس يتوجه إلى العاصمة الإيرانية راعية "حزب الله" وهو في جو جفاء مع الحزب، خصوصًا بعدما وجه انتقادات عنيفة إلى قيادته، التي خرجت عن التوافق اللبناني بحياد لبنان عن الحرب في سورية، وذهب إليها لنصرة النظام في مواجهة فئآت واسعة من الشعب السوري يقاتلهم ويقتلهم. ولذلك فإن سليمان سيؤكد أهمية تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي في لقاءاته المحتملة في طهران.
ونقل الزوار عن سليمان قوله: إن زيارته طهران تدل على أنه غير مربوط بأحد، وهو تلقى دعوة من الجانب الإيراني وسيقوم بالزيارة ومن سيجلس معهم هناك لا يحبهم الأميركيون. لكن مسؤوليتي رئيسًا للجمهورية أن أزور أي بلد لمصلحة لبنان أن أزوره.
وأوضح الزوار أن "الرئيس سليمان شرح موقفه من المقاومة، حين قال إن تعديلا طرأ على وظيفتها الأساسية حين تخطت الحدود"، قائلا: أنا مع المقاومة ضد إسرائيل ومع وحدة الجيش والشعب والمقاومة لكن ضد إسرائيل. إلا أن هذا يعني أن يحصل تنسيق بين المكونات الثلاثة لهذه المعادلة، وما حدث أن المقاومة ذهبت إلى سورية دون أي تنسيق مع أحد. وأضاف سليمان لزواره "صحيح أن أفرادًا آخرين ذهبوا إلى سورية للقتال فيها، لكن هم ذهبوا مقاومة. وكما قلت أنا مع المقاومة، لكن معادلة الجيش والشعب والجيش والمقاومة يجب أن تحترم وأن يحدث تنسيق".
وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي دعي فيها عدد من القادة الأجانب ووزير الخارجية السابق للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، إضافة إلى الرئيس ميشال سليمان. وستتمثل سورية بوفد يرأسه رئيس الحكومة وائل الحلقي والسعودية بوزير الدولة وعضو مجلس الوزراء في المملكة مساعد بن محمد العيبان، وقطر بوزير الثقافة حمد بن عبد العزيز الكواري والكويت بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والإمارات رئيس المجلس الوطني الاتحادي محمد أحمد المر.
أرسل تعليقك