الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
دعت الرئاسة السودانية الجميع إلى جمع الصف الوطني لمواجهة التحديات الراهنة، وناشدت الجميع بتناسي الخلافات وإعلاء قيم التسامح والمحبة بين الناس لصالح أمن واستقرار السودان.
وأكد الرئيس السوداني عمر البشير أن حكومته حريصة على وحدة النسيج الاجتماعي ووحدة مكونات المجتمع السوداني، مشيدا بروح التعايش الديني الذي تشهده البلاد.
ورحب البشير - خلال حفل الإفطار السنوي الذي تنظمه الطائفة القبطية في مدينة أم درمان - بدور الطائفة القبطية في دعم قضايا بلاده، وجدد الالتزام باحترام الحقوق الدينية لغير المسلمين، مشيرا إلى أن الطائفة القبطية ترسم باحتفالها السنوي لوحة للتعايش الديني الذي يشهده السودان، مضيفا أن حكومته مهتمة وحريصة على إطفاء بؤر النزاع والصراع لصالح الأمن وتحقيق السلام الاجتماعي.
ودعا النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه خلال حفل إفطار جماعة أنصار السنة العلماء ورجال الدين وحكماء الإسلام للالتقاء في أمر الدين والخروج برؤية واضحة للخروج إلى بر الأمان، مضيفا أن الواقع يحتم علينا في السودان تقوية الصف الداخلي أمام التحديات والمؤامرات، وذلك من خلال تعزيز معاني السلام واحترام الرأي الآخر، وناشد الذين يقتتلون في بلاده إلى الاحتكام لصوت العقل وحكم الدين وتعاليمه ومعانية السمحة.
وأكد أن الذين يقتتلون في أطراف بلاده لو عرفوا دينهم لاهتدوا وتوقفوا وراجعوا أنفسهم، فيما أكدت جماعة أنصار السنة حرصها التام للعمل بغية مصلحة الوطن.
وكان نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف، ممثلاً لرئيس الجمهورية قد حضر حفل إفطار رمضاني نظمته الكنيسة الكاثوليكية (مطرانية الخرطوم) السبت، بمناسبة مرور 50 عامًا على تكريس الكاردينال غبريال زبير واكو، كاهنًا في الكنيسة الكاثوليكية، وأشاد آدم بأدوار غبريال زبير في نشر روح المحبة والتسامح والإخاء بين الناس.
وقال نائب الرئيس السوداني أن غبريال عمل لوحدة السودان، وأمثاله أثبتوا للعالم أن الحرب بين الشمال والجنوب لم تكن حربًا دينية، مضيفا أن كل الحروب في بلاده لم تقم على أساس ديني، داعيا دولة جنوب السودان إلى العمل بغية وحدة شعبي السودان وجنوب السودان.
وقال إننا نمد أيدينا بيضاء لأبناء دولة جنوب السودان للعيش بسلام.
ودعا غبريال في كلمة له بهذه المناسبة إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش بين الأديان، ونبذ الفرقة والشتات والتعاون لما فيه صالح ومنافع الناس، وتقدم بشكره للحكومة السودانية ولكل من سانده ووقف إلى جانبه.
وأوضح غبريال لولا هؤلاء لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم.
وينحدر غبريال زبير من منطقة غرب بحر الغزال في جنوب السودان، ويعد من أوائل الذين استوعبته المدارس التبشيرية الكاثوليكية في السودان، وتدرج إلى أن وصل إلي الكاردينال، وأرسى الأساس للكنيسة الكاثوليكية في السودان، ويتمتع غبريال بعلاقات جيدة مع الجميع في السودان، وبصفته رئيسًا للمطارنة يشارك في القضايا كلها التي تهم الكنيسة والشعب في السودان، وجنوب السودان، الذي يحظى فيه باحترام الجنوبيين، واكتسب غبريال علاقات واسعة على المستوى العالمي.
أرسل تعليقك