دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، اليوم الأثنين، إلى عدم الاستجابة "للتغير الديمغرافي" في المناطق المختلطة، وطالب بإعادة العمل بالتجنيد الإلزامي لدمج جميع مكونات الشعب العراقي، معربًا عن أسفه لما حصل من هجمات في العاصمة الفرنسية باريس.
وذكر سليم الجبوري، في كلمة له خلال احتفالية الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتسامح التي أقيمت في فندق بابل، وسط بغداد، أنه "يجب أن يكون هنالك عملًا جادًا من قبل أطراف العملية السياسية لتعزيز الثقة المتبادلة فيما بينها التي تعزز التسامح لنكون قادرين من السيطرة على التطرف الديني والقومي لإزاحة مشهد العنف والانتقام"، مبينًا أن "العراق فقد الكثير من المناطق المختلطة وهذا خطر كبير لا يمكن الاستسلام له ولا يمكن أن نستجيب للتغير الديمغرافي".
وأضاف الجبوري، أن "هجرة السنة والشيعة لمناطقهم أدى إلى خلو المناطق المختلطة من سكانهم الأصليين"، مشيرًا إلى، أن "الولاء للوطن لا يتعارض مع الولاء للانتماءات الثانوية لكن لا بد أن تكون الأولوية للوطن".
وتابع الجبوري، أن "التعايش يتطلب القبول بالتعددية والاحترام للمكون الثقافي ويفترض معرفة الآخر والانفتاح عليه والاتصال به والتعايش معه"، لافتًا إلى، أن "أهم الفرص التي تضمن دوام التعايش هي الجامعات التي تحتضن شريحة من الشباب المثقف بما يسهم في تدعيم الثقافة".
ودعا الجبوري، إلى "إعادة العمل بالتجنيد الإلزامي لدمج جميع مكونات الشعب العراقي"، معربًا عن، أسفه "لما حصل في العاصمة الفرنسية باريس قبل أيام ويجعلنا في إطار المسؤولية الجماعية من إنقاذ العالم من الإرهاب وهذا يتطلب نشر ثقافة السلم في كل مكان".
وأكد رئيس مجلس النواب العراقي، "نحن في الشرق الأوسط وخصوصًا العراق تحملنا مسؤولية المواجهة المباشرة التي نحتاج دعمًا لا محدود لمواجهة الإرهاب"، مشددًا على ضرورة "دعم برامج التعايش والتنوع خاصة من المنظمات الدولية ولا نتردد بإصدار تشريعات لدعم هذا التوجه".
من جانبها انتقدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، اليوم الأثنين، قانون البطاقة الوطنية في العراق، وأشارت إلى أن الأقليات الدينية في هذا القانون مهددة، وفيما أعربت عن خوفها على الأقليات العراقية من "مصير مشابه لليهود"، شددت على ضرورة "القضاء على التطرف".
وقال نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية جورجي بوستن، في كلمة له خلال الاحتفالية ،إن "العراق بلد عريق أطول البلدان عرقًا مر بأزمات عصفت بهم جرتهم إلى الاحتراب والتنازع مرات عديدة إلا كل ما عصفت أزمة به جلست قادة الشعوب ونزعت فتيل الأزمة"، مبيناً أن "الخوف من الآخر أدى الى إجلاء اليهود وهذا يخشى من بقية المكونات الأخرى بالعراق".
وأضاف بوستن، أن "المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة جاءت وقت حرج يمر به البلد"، مشيرًا إلى، أن "معظم المكونات العراقية متمسكون بتعايشهم حتى ظهرت هذه المادة زعزت التعايش خاصة الأقليات الدينية التي رأت أنها مهددة".
وتابع بوستن، أن "التعايش مصدر السلم والأمان والأمان يعني الاستقرار وهذا كل ما تريده كل المكونات الدينية والعرقية في البلد وعملنا مع حكومة العراق على ترسيخ قيم التسامح والتعايش".
وأشار بوستن، إلى أن "ما نراه تطور خطير في الملف الأمني في بغداد وبيروت وباريس يزعزع الناس بالأمان ولذلك يقع على عاتقنا القضاء على التطرف"، لافتًا إلى، أن "تنظيم داعش وجود هجين غير قادر على الاستمرار والقضاء عليه بالحب والتسامح والوحدة والتوحد ينبغي على الكل أن يعيش بالطريقة التي يفهمها ولا ينبغي أن نتحارب لفرض الطريقة على الآخر".
أرسل تعليقك