بيروت ـ جورج شاهين
واصل رئيس حزب "الكتائب" اللبنانية الرئيس أمين الجميل يرافقه نجله النائب سامي الجميل زيارته الى الكويت فزار مجلس الامة الكويتي، والتقيا رئيسه علي فهد الراشد واركان المجلس. وتم البحث في التطورات الاخيرة في لبنان وسورية وتداعيات هذه الازمة، اضافة الى مسألة قانون الانتخاب وما يعتريه من مشكلات، سواء في لبنان أم في الكويت لجهة تأمين صحة التمثيل.
بعد ان قدم النائب الجميل شرحا عن تفاصيل ما يجري في شأن قانون الانتخاب في لبنان والمشاريع المطروحة في هذا الشأن لجهة تأمين التمثيل. عرض الراشد بدوره للتجربة البرلمانية في الكويت، مشيرا الى انعقاد دورة لمجلس البرلمانيين العرب في الكويت الاسبوع المقبل، حيث ستتم مناقشة هذه الامور.
بدوره، قال الرئيس الجميل: ان ما يجري في سورية يدمي القلوب، وأن على النظام السوري أن يدرك أنه آن الاوان لكي يرحل، وأن يفسح في المجال للمصالحة في سورية على قاعدة الديموقراطية والحرية والسلام الحقيقي، مشددا على ان استمرار الازمة في سوريا وتفلتها يعزز المخاوف من انتشار التطرف وهذا لا يخدم احدا، مشيرا الى ضرورة تضافر كل المساعي والجهود العربية والدولية من اجل انجاز التغيير نحو الحرية والديموقراطية، وبناء دولة تحترم حقوق الانسان في سورية، لافتا الى ان التغيير يجب ان يكون بجمع الشعب السوري واعادة بناء المؤسسات، سواء أكانت أمنية او دستورية، حفاظا على مستقبل سوريا كي لا يتكرر ما جرى في دول اخرى.
وأكد الجميل على استمرار التعاون بين الكويت ولبنان لما فيه خير البلدين، مشيرا الى أن ما يجري في لبنان حاليا من احداث مؤسفة، أنما هي احداث مستنكرة ومدانة.
وقال الجميل: ان ما يجري في سوريا انتفاضة قام بها الشعب السوري ضد عقود من الديكتاتورية والقمع، مشيرا الى ان ما يجري يدمي قلوب الجميع، وأنه لا بد من التغيير، وآن الاوان لكي يعي النظام السوري ان عليه ان يرحل ويفسح المجال امام مصالحة حقيقية، وعودة السلام والحرية الى سوريا.
وكان الجميل التقى مجموعة من رجال المال والاعمال ورؤساء تحرير وسائل الاعلام الكويتية. وخلال رده على اسئلة الصحافيين قال: ان لبنان يمر بمراحل صعبة تطرح تساؤلات وجودية، مشددا على اهمية ان يتصالح اللبنانيون مع انفسهم اولا، ووضع حد للايدي التي تتلاعب ببعض اللبنانيين، معيدا الى الذاكرة احداث 1958 و 1969 وغيرها. وشدد الجميل على ان سلاح "حزب الله" يعطل دور مؤسسات الدولة، ويستفز مشاعر الطائفة السنية وهذا أمر غير مقبول. وعاد بالذاكرة الى اندلاع الاحداث في سورية، محذرا من اقحام لبنان في دوامة الازمة السورية من اجل الحفاظ على مستقبل لبنان، لكن احدا لم يستمع الى صوت العقل بعدم استيراد الحرب السورية الى شوارع بيروت وطرابلس وصيدا. وشدد الجميل على أهمية مبدأ الحياد الايجابي الذي تجاوبت معه الدولة اللبنانية من خلال اعلان بعبدا الذي لم يلتزم به بعض الاطراف، ما دفع الامور نحو مزيد من التوتر.
وفي الختام، قدم النائب الجميل عرضا لتطور الامور، معربا عن خشيته على المدى القصير، مشيرا الى ان الامور ستعود الى مجاريها على المدى البعيد. ورأى ان ما يجري في مصر من حراك ضد الاخوان المسلمين اشارة واضحة على النبض الديموقراطي الحي لدى قسم كبير من الشعوب العربية، ما قد يحول دون عودة الاستبداد مرة اخرى.
وقال: ان تجربة الحرب الاهلية في لبنان علمتنا ان السبيل الوحيد لحفظ لبنان، هو من خلال بناء الدولة ومؤسساتها، والالتزام بالقانون والدستور والخضوع لسلطة القوى الشرعية.
وكان رئيس "الكتائب" حضر مأدبة الغداء التي أقامها الشيخ خليفة العلي الصباح رئيس تحرير صحيفة "الوطن" الكويتية على شرفه في شيرمان كلوب، بحضور نائب رئيس التحرير وليد الجاسم وعدد من الشخصيات، حيث قال: ان المراقب للوضع اللبناني يلاحظ ان لبنان مر بمراحل صعبة جدا وطرحت تساؤلات وجودية ففي عام 1958 كان هناك طموح الناصرية بضم لبنان وفي عام 1975 عندما كان هناك مشروع الوطن البديل او الظروف السورية أو الايرانية بالاضافة الى الاجتياح الاسرائيلي، لافتا الى ان السؤال هو كيف صمد لبنان وكان السؤال الآخر هو كيف لا يتصالح اللبناني مع نفسه في كل تلك المراحل، وخاصة أثناء الهيمنة السورية.
وأضاف الجميل: الشواهد تؤكد ان هذه المشكلات التي نعيشها لا تدفعنا الى السؤال متى سيتصالح اللبناني مع نفسه وانما متى ستتوقف التدخلات الأجنبية في الوضع اللبناني، واوضح أنه بعد توقف التدخل المصري في عام 1962 توقفت الحرب، وفي عام 1975 بعد ازالة هيمنة ابو عمار ومنظمات التحرير عن لبنان توقفت الحرب، وكذا بعد انتفاء الهيمنة السورية كان هناك أمل كبير في 2005 تحديدا ان يتصالح اللبناني مع نفسه الى ان عاد العنصر الايراني مع حزب الله والانقلاب المسلح. وقال الجميل: اعترف ان هناك تقصيرا من قبل اللبنانيين تجاه أنفسهم وبنفس الوقت علينا الاعتراف بأن ما حصل من الحريري عام 2009 وتغيير الحكومة كان بمثابة انقلاب وعندما تم تشكيل حكومة ميقاتي كان بمثابة انقلاب ورأينا ما يسمى بانقلاب القمصان السود من حزب الله وفرضوا ميقاتي على الحكومة".
أرسل تعليقك