بيروت – جورج شاهين
وصف رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميّل قرار الاتحاد الأوروبي إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب بـ "أنه قرار ملتبس ونتائجه خطيرة ولا ترجمة فعلية له على الأرض"، مشيرًا إلى أن "للقرار رمزية ومدلولا، إنما مفعوله على الأرض محدود جدًا، وبالتأكيد شكل إرباكًا كبيرًا على الساحة اللبنانية".
وكشف الرئيس الجميّل أن "السفير الإيطالي، عندما زاره قبل أيام معدودة من صدور القرار، وسأله عن رأيه في القرار، ردّ بأن ما تقوم به أوروبا إرباك كبير على الساحة اللبنانية، وله تأثير سلبي على مسار الأمور من النواحي كلها، وخصوصًا على صعيد تشكيل الحكومة وهو تعطيل للمسيرة الوطنية".
وأوضح أن "القرار يعاقب أشباحًا، لأن الجناح العسكري شبح وعناصر "حزب الله"، التي تقوم بمثل هذه العمليات هي فريق مستتر جدًا ومخفي جدًا"، مذكرًا بأن "العماد مغنية كان متخفيًا وأجهزة العالم كلها لم تستطع أن تحدد شكله أو صورته، وبقي كالشبح يتنقل من بلد إلى آخر".
وأشار الرئيس الجميّل إلى "أننا لا نعلم بعد الترجمة الفعلية لهذا القرار على الأرض، كما أننا لا نعلم ردة فعل "حزب الله"، إذ يمكن أن تزيد طريقة تعاطيه مع القرار الطين بلة وتشكل ضررًا على البلد".
وتوجه الرئيس الجميّل لـ "حزب الله" بالقول: رب ضارة نافعة وهذه مناسبة له أن يعيد قراءة سياسته في لبنان، ويعود إلى البيت وإلى الحضن اللبناني وإلى الشرعية والوحدة الوطنية الحقيقية، فهذا الأمر لصالحه ولصالح الجميع، لأنه يواجه هذا التحدي بطريقة جامعة، ونكون قد تجنبنا الفراغ القاتل، الذي نتخبط به والفراغ يعني الاهتراء والاضمحلال للمؤسسات الدستورية ونهاية ركائز الدولة والوطن كلها.
واعتبر أنه "إذا أردنا أن نأخذ عبرة مما حدث وإذا أراد "حزب الله" العودة إلى الضمير وإلى المصلحة اللبنانية العليا، عليه أن يعود إلى إعلان بعبدا، الذي يشكل بوصلة للمستقبل".
ورأى أن "الاتحاد الأوروبي حيّد الجانب اللبناني من العقوبات، لأنه اعتبر الجناح العسكري جناحًا أجنبيًا، كما حيّد الشرعية اللبنانية عندما أكد التعامل مع أية حكومة يشارك فيها "حزب الله"، مؤكدًا أن "المعالجة اللبنانية لا يمكن أن تكون بكبسة زر، إنما هي في حاجة إلى دبلوماسية فاعلة، وأن يتكوّن محاور مأذون من قبل الدولة يمكن أن يبحث مع أوروبا القرار، في ظل غياب الحكومة وفي ظل مجلس نواب معطل ورئيس جمهورية مكبل".
وذكر الرئيس الجميّل اللبنانيين بأننا "توافقنا جميعًا على إعلان بعبدا، الذي أصبح نوعًا من ميثاق أبلغ إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وأصبح وثيقة ميثاقية لبنانية ودولية"، مشددًا على أن "الضغينة لا تبني بلدًا والحقد والفرقة يدمران البلد، وكل ما نطلبه من هذا الحزب أن يرحم لبنان وأن يعود إلى الوطن والمؤسسات".
وأكد أنه "لا يحق لـ "حزب الله" أن ينفرد بقرارات كل اللبنانيين معنيون فيها"، معتبرًا أن "أشرف الناس لا يعني أن غيره نكرة، وإذا كان أشرف الناس، فليمد يده إلى الشرفاء الآخرين في هذا البلد، لأنه ليس الشريف الوحيد فيه، فالشريف هو من يتعاطى بمناقبية مع الناس". واعتبر أن "الحكومة مسؤولة، لأنها قبلت التمادي مع نوع كهذا من السلوك والتصرفات التي تورط لبنان في مشاكل أكبر منه".
وأضاف الرئيس الجميّل "نتلقى الضربات والعالم متآمر على "حزب الله"، فهناك بصمات له في تايلندا والأرجنتين وقبرص ومصر وصولا إلى سورية، وإذا كان تورطه في أعمال إرهابية في هذه البلدان صحيح على "حزب الله" أن يأخذ العبر ويتحمل المسؤولية لا أن يضع اللوم دومًا على إسرائيل". ودعا إلى "توظيف القرار الأوروبي إيجابا في المسألة الداخلية، وليكن هذا القرار حافزًا للبنان لكي نستفيد منه، حتى ننطلق من جديد ونعود إلى إعلان بعبدا، ونشكل حكومة حتى نتفادى الفراغ".
واعتبر الجميل أن "الدولة اللبنانية ضحية وعليها التقيد بالقرار الأوروبي، لأن معارضتها لأي قرار دولي بمثابة انتحار للبنان، فهناك مصالح يومية مع الاتحاد الأوروبي وهناك قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، إلا إذا أردنا أن نعيش في عزلة تامة عن العالم". وأعرب عن "اعتقاده بأن قوات "اليونيفيل" أخذت تطمينات من عدم التحرش بها"، آملا "ألا تكون هناك تحرشات"، مؤكدًا أنه "لا مصلحة لـ "حزب الله" في أن يلعب هذه اللعبة".
وسأل الرئيس الجميّل: إذا تحدى "حزب الله" هل أوروبا ستخاف وترتجف؟، معتبرًا أن "التحديات على طريقة الوقوف على المنابر ومد الإصبع، هي حجة الضعيف، و"حزب الله" لا يعترف أساسًا بالجناح العسكري، بل يعترف بحركة جهادية".
ووصف الرئيس الجميّل الوضع العربي بـ "الدقيق جدًا"، معتبرًا أنه "من السابق لأوانه أن نجزم كيف ستتطور الأمور، بدءًا بمصر ثم تونس ثم ليبيا، لأن هذه البلدان التي عاشت الثورات لم تستقر إلى الآن".
وأكد أن "حزب "الكتائب" بألف خير، رغم الظروف الصعبة التي مرّ بها، وهو يثبّت وجوده في الأقاليم والوحدات على الصعيد الحزبي، أما على الصعيد الوطني فلا غبار على مواقفه، فهو يسير على البوصلة وليس بمسايرات، ويتمايز لأنه يتمسك بالثوابت".
أرسل تعليقك