بيروت ـ جورج شاهين
وجه الرئيس السابق للحكومة وزعيم تيار المستقبل التعازي مجددا إلى أهالي شهداء الجيش اللبناني وتمنى الشفاء العاجل للجرحى وتوجه بتحية إلى رئيس الجمهورية "صاحب المواقف السيادية" وإلى قائد الجيش كاشفا أنه كان على تواصل دائم معهما مؤكدا أنه كان وما زال وسيبقى إلى جانب الجيش اللبناني.
وقال الحريري في مداخلة عبر برنامج "انترفيوز" عبر شاشة حزبه المستقبل "أتوجه بالتعزية إلى ذوي شهداء الجيش الذين سقطوا بالأحد والاثنين، وأعزي كل عائلة من عائلات هؤلاء الشهداء الذين هم شهداء كل لبنان، سقطوا في صيدا، التي هي عاصمة الجنوب وستبقى كذلك إن شاء الله. هناك الكثير من التضحيات التي بذلت وها هو الجيش يقدم تضحيات كبيرة علينا كلنا أن نتكاتف بشأنه".
وأضاف "هناك البعض ممن يحاول استغلال المواقف أو النعرات الطائفية، ولكني أؤكد لكم أننا في تيار المستقبل وأنا كسعد الحريري سنبقى نقف مع الجيش، مهما قالوا ومهما حاولوا، نحن سنبقى مع الجيش وسيبقى مشروعنا الدولة، كما كان هذا المشروع مشروع رفيق الحريري. هذه الطريق لا يحاولَنّ أحد إزاحتنا عنها، ونحن سنبقى حازمين في هذا الاتجاه".
وتابع "أحيي كذلك قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي كنت على تواصل معه لحظة بلحظة خلال المرحلة الصعبة، وكانت هناك اتصالات عدة فيما بيننا، كذلك أحيي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي كنت أتابع معه ما يجري بشكل متواصل، وأحيي مواقفه السيادية التي تحمي لبنان واللبنانيين، والتي هي أساس مشروع الدولة ومشروع لبنان. كما أحيي عمتي بهية أعانها الله، فهي عانت، وتعيش مع أهل صيدا، وهم جميعا عانوا ما عانوه، من تلك المجموعة التي قامت بما قامت به. وتبقى المشكلة الأساسية في لبنان هي مشكلة السلاح، فلولا هناك سلاح بيد فلان أو فلان لما كنا وصلنا إلى هنا".
وأكد أن "تفشي السلاح في أيدي مجموعات سيوصل البلد إلى المواجهات، ونحن قلنا هذا منذ العام 2005، وبعدها في الأعوام 2006 و2007 و2008 و2009، وسنظل نقوله، المشكل الأساسي هو السلاح في البلد".
وثمّن دور الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام، على المواقف التي اتخذوها في هذا الصدد.
وقال "هنا أود أيضاً أن أتحدث عن موضوع غلق الطرقات وردات الفعل التي تحصل من بعض الناس، وأنا أقول لهم، هناك من يسعى إلى افتعال الإشكال، وحين تقفلون الطرقات فأنتم تقفلونها على أنفسكم. وأتساءل ما يحصل في طرابلس أو بيروت أو البقاع هو إقفال طرق بوجه من؟ هل يكون الحل بتسكير الطرقات أم بفتحها أمام الدولة لبسط سيادتها؟ هل الحل في أن تكون هناك مجموعات كمجموعة الشيخ أحمد الأسير أو غيره تتحدى الدولة؟ لا شك لدي أن الاستفزازات التي يقوم بها "حزب الله" سواء في صيدا أو في بيروت أو في لبنان كله أو حتى في سورية تخرج المرء من جلده، ولكن هذا لا يعني أن لا نسير بمشروع الدولة، تذكروا من هو رفيق الحريري وما هو مشروع الدولة الذي كان يحمله".
وتابع "قد يقول البعض أن مشروع الاعتدال ليس مربحاً، لكني شخصيا لا أسعى لإطلاق خطابات لتتماشى مع الشارع فقط، وإذا كان الشارع على خطأ فإن وجود خطين متقابلين لا ينتجان صواباً، لذلك أتوجه إلى الجميع، إلى أهلنا في طرابلس وإلى بعض الجماعات التي قد ترى أن الطريقة التي تم التعامل بها كانت قاسية، وأقول لهم أن أي أمر ضد الدولة يجب أن يتم التعامل معه بنفس هذه القسوة".
وأضاف "البعض الآخر قد يقول أن طريقة التعامل تميز بين ناس وناس، ولكني أقول لهم أنه قد يكون هناك البعض ممن يستكبر على الدولة حاليا، وأؤكد لكم أن لا أحد أكبر من لبنان ومن بلده، ومن يفكر نفسه اليوم أكبر من البلد سيأتيه يوم يستنجد بالبلد وبأهل البلد وبالدولة، علينا بالمواطن وعلينا الحفاظ على الدولة وعلى مشروع الدولة وسنكمل المشوار".
وأخيرا قال "أود الإشارة إلى أن الجيش دفع اليوم ثمنا كبيرا وقد آن الأوان للتمديد لقائد الجيش، وهناك قانون في مجلس النواب بهذا الشأن لذلك علينا إقراره، كفى نمتدح الجيش ولا نعطيه شيئا في المقابل. يجب أن ننتهي من هذه المسألة لأن الفراغ في قيادة الجيش أمر لا يجوز، وأقول لأهلنا في صيدا، لكم الصبر، أعرف أن تضحياتكم كبيرة، وأن المعاناة كبيرة والجرح كبير، ولكن يجب على القوى الأمنية في صيدا أن تأحذ مكانتها".
وتابع "وكذلك أحيي وليد بيك جنبلاط وحلفائي الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل الذين وقفوا مواقف واضحة، ولكني أخص وليد بيك الذي رافقنا منذ اللحظة الأولى لنشوب الإشكال، وإن شاء الله يتم إحلال الأمن في صيدا، وينعم بالأمن أهلنا في صيدا وطرابلس والجنوب وفي البقاع وتحديدا في عرسال حيث أهلها الطيبون في حالة انقطاع عن الناس حاليا. وفي النهاية تذكروا أنه ليس لنا إلا الدولة ومشروع الدولة والوقوف مع الدولة، وأما من يعتقد أنه أقوى من الدولة فإني أؤكد له أنه سيأتيه يوم يستنجد فيه بالدولة، ونحن سنمد له يدنا لأننا أولاد رفيق الحريري. لا أحد يقنعني أنا سعد الحريري أن أحيد عن هذه الطريق، ومن سيقف في وجهنا في هذه الطريق عليه أن يتحمل مسؤولياته".
أرسل تعليقك