بيروت ـ جورج شاهين
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الاثنين، القداس السنوي على نية فرنسا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح والمطران حنا علوان بمشاركة الكاردينال نصر الله بطرس صفير وعدد من المطارنة والكهنة، في حضور السفير الفرنسي باتريس باولي وأركان السفارة، الوزير السابق زياد بارود وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها:" في هذه الايام التي يواجه الايمان المسيحي أزمة على مستوى العقيدة والممارسة، نحن مدعوون لتعميق أيماننا، في القول والفعل. إن الاحداث المقلقة والمؤلمة التي تهددنا تدعونا، فرنسيين ولبنانيين، لتكثيف الجهود في خدمة السلام، كرامة النساء والرجال، وخير الانسانية".
وتابع: "إن دور فرنسا في قوات "اليونيفيل" لهو مثال، إن قواتكم تبذل جهودا حثيثة منذ 1978 لحفظ السلام الهش. وفي العديد من المرات، أثبتت فرنسا بالفعل إلتزامها الحقيقي. إن دعواتنا وصلواتنا تتوجه الى كل الذين بذلوا الدماء والآلام، ودفعوا أثمانا في هذا الصراع".
وقال: "في هذا الوقت بالذات حيث هذه المنطقة من العالم التي كانت مهدا للحضارات، تعاني من الانقسام، من الصراعات، من الآلام ومن الدماء والدموع، ندعو الى التعقل والى السلام بين البشر. إن فرنسا القيم، قادرة على تفهم مأساة الابرياء ورجاء الذين يتألمون".
وتابع: "فرنسا الإشعاع والنور، لن تكون غي مكترثة في وجه صعود الراديكالية، التعصب وفي وجه انتشار الظلامية التي تغذيها التجاذبات السياسية ومراكز القوى الاقليمية والدولية".
أضاف: "إن مسيحيي الشرق، يشعرون أكثر فأكثر بأنهم متروكون، في تمسكهم في أرض أجدادهم وفي نشر القيم المسيحية والثقافية وقيم الحداثة. فكونهم مواطنون في بلدانهم منذ ألفي عام، لا يمكن إعتبارهم أقليات في بلدانهم. هم لا يطلبون الحماية، إنما، حقوقهم المدنية، كما المواطنين المسلمين او اليهود، فهم قدموا في السابق، ويساهمون دائما في إزدهار المجالات الثقافية، الاقتصادية، التجارية، الصناعية والسياسية في بلدانهم".
وقال: "حضرة السفير، هناك قوى ظلامية تسعى لتفكيك الدول والمؤسسات، وتعمل بدون كلل لإشعال الفتنة بين مختلف الطوائف التي تعايشت الى الآن بكل هدوء، وذلك، ويا لسخرية القدر باسم الديموقراطية والربيع العربي".
وتابع: "لا يمكننا مواجهة هذه الاعمال الكارثية، إلا بالإيمان، بالقيامة وبالانتصار النهائي للحياة على الموت، وبوعي البلدان الصديقة وبالنيات الطيبة. هذا الايمان يدعونا الى ملاقاة المخلص والى البحث عنه في وجوه إخواننا وأخواتنا، عبر خدمة الضعفاء، الفقراء، المرضى، اللاجئين والمتروكين، كما هي حال اللاجئين الاجانب الموجودين بيننا، كما كبار السن، الشباب، الاولاد والمظلومين".
وختم: "معكم يا حضرة السفير نحيي ذكرى القديس لويس الحادي عشر، ملك فرنسا، الذي أطلق صداقتنا الفرنسية - اللبنانية في شرعته الشهيرة بتاريخ 24 أيار 1210 والتي جددها لويس الرابع عشر في 1649. نصلي للرجال والنساء، أصحاب النيات الطيبة في بلدينا، كي لا يكفوا عن مواجهة الحرب والظلم، وليبذلوا دائما جهودهم كصانعي سلام، في بلادهم وفي العالم. بقيامته، وضع المسيح العالم في حالة القيامة".
أرسل تعليقك