بيروت – جورج شاهين
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر الثلاثاء، في الصرح البطريركي في بكركي سفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي في لبنان برئاسة سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست، في لقاء عرض فيه صاحب الغبطة لأبرز الصعوبات التي تواجه استقرار وأمن لبنان وتحول دون عيش أبنائه بسلام وطمأنينة، مؤكداً أن الكنيسة معنية بالمحافظة على كرامة الإنسان وعلى حقوقه الأساسية كما أنها معنية بتثبيت السلام والتوافق بين الشعوب. وأعرب الوفد الذي تألف من سفراء دول كل من بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، بلجيكا، بلغاريا، قبرص، جمهورية تشيكيا، الدنمارك، اليونان، أيرلندا، هولندا، سلوفاكيا، فنلندا، المجر، إسبانيا، بولندا، رومانيا والسويد، عن أهمية هذا اللقاء الذي تم من خلاله استيضاح عدد من الامور المتعلقة بالأوضاع على الساحة الإقليمية عموماً واللبنانية خصوصاً، مشيراً إلى تمسّك الاتحاد الأوروبي بازدهار واستقرار وسيادة لبنان على الرغم من الصعوبات التي يعانيها.
وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي السفيرة أنجلينا أيخهورست "أتوجه باسم زملائي سفيرات وسفراء وممثلات وممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الثلاث وعشرين التي لديها سفراء معتمدون في لبنان بالشكر العميق لصاحب لنيافة الكاردينال بشاره الراعي على دعوته لنا واجتماعه بنا اليوم. لقد ناقشنا مع نيافته آخر التطورات في لبنان. وتظهر الحوادث الأمنية في صيدا وطرابلس والبقاع وحتى في بيروت، مرة جديدة عدم استقرار الأوضاع. وتتجه أفكارنا كلها إلى الضحايا وعائلاتهم، وإلى جميع سكان الأحياء التي تطاولها أعمال العنف. ونحن نجدد دعمنا للمؤسسات اللبنانية، إذ يجب أن تكون الأجهزة الأمنية قادرة على توفير السلام والأمن على جميع الأراضي اللبنانية. كما ندعم جميع جهود من يعملون من أجل التهدئة والحوار، ونجدد دعوتنا إلى احترام سياسة النأي بالنفس التي اعتمدها وإعلان بعبدا.
كذلك ناقشنا مع نيافته الأزمة الإنسانية. فقد أظهر لبنان وسكانه حساً إنسانياً كبيراً باستقبالهم في بلدهم عدداً كبيراً من اللاجئين الهاربين من أعمال العنف في سورية. ونحن نقدر عالياً تضامنهم ونقدم لهم كل الدعم الممكن. وقد خصص الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكثر من 1.25 مليار يورو لتلبية احتياجات الأزمة الإنسانية في سورية والبلدان المجاورة لها، بما في ذلك حوالى 250 مليون يورو للبنان. وفي هذا السياق الحساس، سألت نيافته عن رأيه في أوضاع المسيحيين في لبنان والمنطقة. وفي هذا الصدد، فإننا ندعم الجهود المبذولة لتحرير المطرانين يازجي وإبراهيم اللذين خطفا في سورية وفي شهر نيسان/أبريل الماضي. وكما تعرفون، فإن الاتحاد الأوروبي متمسك جداً بأمن لبنان ووحدته وسيادته وازدهاره. ونحن ندعو إلى المحافظة على السلام وبناء المستقبل معا عن طريق الحوار الذي يبقى الوسيلة الفضلى لحل النزاعات".
أرسل تعليقك