الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
جددت الحكومة السودانية حرصها على التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية، السفير رحمة الله محمد عثمان، في تصريحات لـ"العرب اليوم"، مساء الاثنين، إن الحديث عن معوقات تضعها الحكومة أمام عمل المنظمات غير صحيح، مضيفًا أن حكومة بلاده أعتمت خطة لتنظيم العمل الإنساني وافقت عليها منظمات الأمم المتحدة، وأن المجلس التنسيقي للعمل الإنساني يضم في عضويته منظمات الأمم المتحدة، وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 4,5 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية نتيجة لفرار المدنيين من ديارهم بسبب الحرب والاقتتال الداخلي في ولايات دارفور وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق ومنطقة أبيي.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، علي الزعتري، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إن الأمم المتحدة ومنظمات العون الإنساني أنفقت أكثر من 10,5 مليار دولار في السودان على مدى الفترة الماضية لتلبية حاجات هؤلاء جميعهم، واصفًا عمليات الإغاثة في السودان أنها واحدة من أكبر العمليات في العالم.
وفي جنوب كردفان قال نائب مفوض عام العون الإنساني، عبد القادرأبو كندي، إن الصراع المسلح أثر على حوالي 360 ألف شخص، تقدم لهم المنظمات الدولية والوطنية الممولة من وكالات الأمم المتحدة العاملة في الولاية، أبرزها "برنامج الغذاء العالمي" و"اليونسيف" و"الصحة العالمية"، خدمات تشمل الغذاء والإيواء والصحة والتعليم، مشيرًا في تصريحات لـ"العرب اليوم" إلى توجه الأمم المتحدة الخاص بالتحول من العمل الإغاثي إلى التنموي، وأوضح أن جنوب كردفان لا توجد بها معسكرات للمتأثرين كما جرت العادة عند حدوث نزاع، والسبب تجارب بلاده من إقامة المعسكرات والتي تحول بعضها على سبيل المثال في دارفور إلى وكر للمسلحين والمجرمين وتجار السلاح.
أما في إقليم دارفور المضطرب فأوضح مصدر حكومي لـ"العرب اليوم" أن عدد المنظمات الدولية يتراوح ما بين 25 إلى 30 منظمة تعمل في ظروف استثنائية بالنظر أن الوضع الأمني لم يستقر بعد، وهناك معسكرات تأوي حوالي مليون ونصف المليون متأثر، ويتعرض الطاقم العامل في هذه المنظمات لعمليات اعتداء من قبل الحركات المتمردة، ويقول مدير عام الوكالة الإسلامية السابق، د/سعيد عبد الله سعيد، إن ملف العمل الإنساني والطوعي في بلاده يواجه تحديات وصعوبات أبرزها، ضعف وتناقص التمويل والدعم الخارجي وبخاصة بعد أحداث الـ 11 من أيلول/سبتمبر، حيث توقف الدعم العربي الذي كانت تتلقاه المنظمات بنسبة كبيرة، مضيفا أن المطلوب في ظل ظروف بلاده الحالية، القيام بمبادرات مجتمعية ضخمة تساعد في تجاوز الصعوبات، وأشاد بأدوار المنظمات والمؤسسات الوطنية.
وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن حالة الجدل بين الحكومة والمنظمات العاملة في المجال الإنساني وتبادل الاتهامات بينهما من حين لآخر، قال إن "المنظمات التابعة للأمم المتحدة لا يمكن التحفظ على أدوارها، لكن هناك منظمات غربية تعمل في السودان تحت ستار العمل الإنساني ودورها أقرب إلى العمل ألاستخباري من الإنساني، ولذلك لا تبدو الحكومة حريصة على التعامل معها كثيرًا، ووصف تجربة الوكالة الإسلامية في العمل الإنساني بالممتازة، حيث استطاعت في فترة الجفاف والتصحر التي ضربت بلاده في الثمانينيات أن تخفف الكثير من الآثار، ساعدها في القيام بذلك الدور، الدعم الهائل الذي تلقته من الدول العربية والخيرين وأبرزهم الراحل عبد الرحمن السميط من دولة الكويت.
أرسل تعليقك