الصدر يؤكد تلقيه تهديدات بالقتل لمنعه من المشاركة في التظاهرات

كشف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الخميس، تلقيه تهديدات بالقتل لمنعه من المشاركة في التظاهرات، مؤكدًا أنه سيصل إلى المتظاهرين رغم التهديدات، من دون الإفصاح عن الجهة التي هددته بالقتل.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العاصمة العراقية، منذ مساء الأربعاء الماضي، إجراءات أمنية احترازية تحسبًا لوصول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء.

ودعا زعيم التيار الصدري، الاثنين الماضي، إلى الخروج بتظاهرة حاشدة يوم الجمعة المقبل، عند أبواب المنطقة الخضراء في بغداد، والتي تضم أبرز المقار الحكومية والبعثات الدبلوماسية.

وأصدر الصدر ست توصيات لمتظاهري الجمعة، داعيًا إلى أن تكون التظاهرة غاضبة بصفة سلمية وعدم الدخول إلى المنطقة الحمراء، خلال هذا الأسبوع، وانتظار انتهاء المهلة، وأوضح في بيان له "شكرًا لكل من ناصر العراق بالتظاهر السلمي ودعم مشروع الإصلاح الشامل"، مخاطبًا المتظاهرين بقوله "هذه مجمل توصيات أضعها بين أيديكم أيها الثائرون الأحرار وأيها الوطنيون الشجعان، سأحاول الوصول إليكم على الرغم من التهديدات بالقتل، وإذا لم أتمكن فأسألكم الدعاء والفاتحة ومنكم ومن الله العذر".

وأضاف أن "التنظيم في الجمعة السابقة كان أكثر من رائع، ومشددًا على ضرورة عدم الاعتداء على أحد، مشيرًا إلى أن دخول المنطقة الحمراء ليس هذا الأسبوع محله، وإنما بعد انتهاء المهلة، معربًا عن تمنيه بألا تنتهي المهلة من دون إصلاح جذري.

وشدَّد الصدر على ضرورة أن "تكون الهتافات والشعارات واللافتات للعراق فقط جزيتم خيرًا"، مشيرًا إلى أن "أي شخص أو أيّة مجموعة تخالف فهي ليست منكم، وحاولوا إبعادها بالطرق اللائقة".

واتخذت القوات الأمنية العراقية وسط العاصمة إجراءات أمنية مشددة احترازية للتظاهرات التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بأن تكون بالقرب من المنطقة الخضراء، الجمعة، وعززت القوات هذه الإجراءات في محيط المنطقة من جهة كرادة مريم، ووضعت الأسلاك الشائكة في محيط المنطقة، تحسبًا لاختراق المنطقة من قِبل المتظاهرين.

وأكد رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، في كلمة له خلال مؤتمر المصالحة المجتمعية الذي عقد في بغداد، أنه "لا توجد كتلة سياسية بعيدة عن الفساد"، داعيًا الأحزاب والكتل "المتنفذة" إلى البدء بإصلاح نفسها والابتعاد عن لغة "التهديد باكتساح" أجهزة الدولة العراقية، في إشارة إلى تهديد  الصدر.

وتظاهر مئات الآلاف من أنصار التيار الصدري، الجمعة الماضية، في ساحة التحرير، وسط بغداد، بحضور زعيم التيار مقتدى الصدر، دعمًا لمبادرته الإصلاحية، وسط إجراءات أمنية مكثفة، بينما أكد زعيم التيار الصدري عدم وجود أيّة شخصية سياسية تمثله في الحكومة حتى لو كان منتميًا إلى التيار الصدري أو متعاطفاً معه، ودعا المسؤولين الذين يرفضون صوت الشعب الإصلاحي إلى التنحي، وتوعد "الفاسدين الظالمين" باستعادة حقوق الشعب العراقي، وهدد بأن الشعب العراقي سيدخل المنطقة الخضراء لاستعادة حقوقه.

وأشار الصدر إلى أن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بات على المحك بعد أن انتفض الشعب، وأطلق زعيم التيار الصدري في 13 شباط/فبراير 2016، مشروعًا للإصلاح في البلاد يتضمن أربعة ملفات، ودعا إلى تشكيل حكومة تكنوقراط "بعيدة عن حزب السلطة والتحزب" برئاسة رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، و"فريق سياسي يضم سياسيًا وطنيًا مستقلاً وقاضيًا معروفًا بحياديته، وأكد ضرورة ترشيح أسماء رؤساء الهيئات المستقلة وقادة الفرق العسكرية ورئيس أركان الجيش ليصادق عليها في مجلس النواب، مهددًا بـ"سحب الثقة" من حكومة العبادي حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يومًا.