أكدّ رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والرئيس الأميركي باراك أوباما، الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة والتي تعتمد على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتزام الطرفين باتفاقية الإطار الاستراتيجي المشترك التي تربط بين البلدين.
جاء ذلك في بيان ختامي مشترك بين الولايات المتحدة وجمهورية العراق الذي صدر عقب الاجتماع الثنائي بين رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ورئيس الولايات المتحدة باراك أوباما.
وعبَّرالرئيس الأميركي عن دعمه الكبير للتقدم الذي حققه رئيس الوزراء وحكومة العراق منذ المرة الأخيرة التي التقى فيها الطرفان قبل عدة أشهر.
كما عبّر الزعيمان عن عميق تقديرهما للتضحيات التي قدمها الشعب العراقي في الحرب ضد تنظيم "داعش" وللمساهمات الكبيرة لأكثر من 60 شريكًا من دول التحالف الدولي في الحرب ضد تنظيم "داعش". فقد لعبت أكثر من 1850 طلعة جوية شنتها قوات التحالف في العراق لتؤدي دورًا حاسمًا في وقف تقدم تنظيم داعش ودعم قوات الأمن العراقية .
وأشاد العبادي بأداء قوات الأمن العراقية ومن ضمنها قوات المتطوعين في الحشد الشعبي وقوات البيشمركة ومقاتلي العشائر.
وعبّر العبادي عن شكره للرئيس أوباما وللشعب الأميركي على الدعم الواسع المقدم إلى العراق، وأكد الرئيسان، أهمية جوهر الشراكة التي تربط بين بلديهما.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة نشر الاستقرار في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة التنظيم، والمحافظة على النظام وعودة تقديم الخدمات العامة وحماية المدنيين ورجوع الأهالي من النازحين إلى محل سكناهم.
وأكدّ العبادي، أن حكومة العراق لا تتسامح إطلاقًا مع انتهاكات حقوق الإنسان، وطلب من الولايات المتحدة ودول التحالف الدول الدولي تقديم العون لإعادة نشر الاستقرار بشكل فوري والحفاظ عليه على المدى البعيد في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة تنظيم داعش.
وبيّن العبادي، أهمية انخراط المزيد من مقاتلي العشائر في القتال ضد تنظيم "داعش" كجزء مهم من تشكيلات قوات الحشد الشعبي.
وتعهد الرئيس أوباما بإستمرار دعمه لقوات الأمن العراقية ومبادرة مشاركة العشائر مع توفير التدريب والمعدات من قبل الولايات المتحدة.
ورحب أوباما بمبادرة الحكومة العراقية لتزويد مقاتلي العشائر شرق محافظة الانبار بالآلاف من البنادق وغيرها من معدات القتال.
وأشار أوباما إلى أن العبادي سيواصل النقاشات حول الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش أثناء لقاءاته مع وزير الدفاع الأميركي يوم 15 نيسان/أبريل، واجتماع دول التحالف الدولي الذي سيتم عقده في اليوم نفسه.
وأطلع رئيس الوزراء الرئيس الأميركي على جهود مجلس الوزراء لتنفيذ البرنامج الوطني الطموح الذي ورد عند تشكيل الحكومة.
وأكّد العبادي، أن يبقى هدف تمرير التشريع الذي ورد في برنامجه الوطني ضمن لائحة أولوياته. ووجه الرئيس الأميركي الدعوة لجميع الكتل السياسية لتقديم التنازلات الضرورية لنجاح تطبيق البرنامج الوطني بالكامل.
وأوجز رئيس الوزراء رؤيته لتطبيق نموذج يتسم بدرجة أكبر من اللامركزية في الحكم، حسبما دعت لذلك أحكام الدستور العراقي، وهو النموذج الذي أكدّ أنه أحد أهم متطلبات النجاح ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق التقدم في العراق.
وسلّط الضوء أيضًا على أهمية الحرس الوطني في توفير السلطة على الأمن لسكان محافظات العراق .
وأعرب الرئيس الأميركي عن دعمه للاستراتيجية التي حددها رئيس الوزراء والتزم بتوفير الدعم والمساعدات الضرورية وفقًا لما جاء في اتفاقية الإطار الاستراتيجي لتعزيز الديمقراطية الدستورية في العراق.
وأشار الزعيمان إلى ضرورة أن يستمر بلداهما في تعزيز آفاق التعاون الثنائي في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي.
وأوجز العبادي، مجموعة التحديات التي يواجهها العراق نتيجة انخفاض أسعار النفط عالميًا، واتفق الزعيمان على إمكانية الاستفادة من الدعم الدولي لحرب العراق ضد تنظيم داعش بشكل يؤدي إلى تعزيز إندماج العراق في الاقتصاد العالمي.
ولفت الرئيس أوباما إلى أن التعاون الاقتصادي يمثل عنصرًا أساسيًا لديمومة شراكة طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة.
وأكد الزعيمان، أن يعملا سويًا لزيادة إنتاج العراق من النفط ورفع صادراته في المستقبل، مشددين على ضرورة معالجة الوضع الإنساني في العراق، إذ نزح أكثر من 2.6 مليون عراقي عن مناطق سكناهم منذ كانون الثاني/يناير 2014.
وأشار الرئيس أوباما إلى قراره الأخير بتوفير 205 ملايين دولار كمساعدات إنسانية للعراقيين في المنطقة ولدعم العراق في استجابته للأزمة السورية.
وأعرب أوباما عن دعمه القوي لزيادة التعاون بين العراق والشركاء في المنطقة على أسس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
واتفق الجانبان على عدم جدوى الحلول العسكرية كحل للصراعات في المنطقة. وضمن هذا السياق، فقد رحب رئيس الوزراء بالإطار العام لخطة العمل المشتركة والشاملة بين دول 5+1 وإيران فيما يخص برنامج إيران النووي كوسيلة لتحقيق المزيد من السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد الزعيمان، أن وجود علاقة متينة بين العراق والولايات المتحدة كانت حاسمة لأمن المنطقة وللمصالح طويلة الأمد لكلا البلدين.
وتوفر هذه الزيارة فرصة لمراجعة التقدم الهام الذي تم إحرازه من قبل العراق والولايات المتحدة بالعمل سويةً ومناقشة سبل تعزيز التعاون أكثر عبر كامل آفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقد أظهرت استجابة الولايات المتحدة السريعة وواسعة النطاق للتحديات الراهنة التي يواجهها العراق قوة وثبات العلاقة بين بلدينا، واتفق الرئيس أوباما ورئيس الوزراء حيدر العبادي على أهمية مواصلة تعزيز هذه العلاقة الدائمة.
أرسل تعليقك