دمشق – العرب اليوم
كشف وزير "الخارجية" السوري وليد المعلم، أنّ العلاقات الثنائية بين سورية وروسيا دخلت مرحلة استراتيجية غير مسبوقة من التحالف الذي يملك أبعادً كثيرة لا تقتصر على الجانب العسكري والسياسي فقط، بل تشمل النواحي الاقتصادية والثقافية.
وأوضح المعلم خلال لقائه، نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي الرئيس المشارك من الجانب الروسي للجنة الحكومية السورية الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي التقني ديميتري روغوزين في موسكو، الجمعة، أنّ الاقتصاد جزء أساسي من الصمود السوري، مُعربًا عن الاستعداد إلى عقد دورة جديدة إلى هذه اللجنة في أقرب وقت ممكن.
وأوضح المعلم، أنّه من الطبيعي أن يشمل جدول أعمال اللجنة جميع آفاق علاقاتهم بما في ذلك المجالات الاقتصادية والثقافية، خصوصًا أنهم قرروا إعطاء الأولوية في مرحلة إعادة الإعمار إلى شركات الدول التي وقفت إلى جانب سورية، ولا سيما الشركات الروسية.
من جهته، جدد روغوزين، التأكيد على وقوف روسيا إلى جانب سورية، ودعمها في جميع المسائل، ومشاركتها في الأعمال، وليس بالأقوال في مكافحة التطرف، ومساندة الجيش العربي السوري في حربه ضد التطرف، وتخليص البلاد من جرائمهم الوحشية.
وبيّن روغوزين أنّ الأيام الأخيرة كشفت من الذي يكافح التطرف فعلًا، ومن الذي يدعم "داعش" وغيره من التنظيمات المتطرفة، مُشيرًا إلى أنّ روسيا موجودة في سورية بصورة شرعية لمكافحة الشر المشترك.
وأضاف نائب رئيس الوزراء الروسي أنّ هناك دولًا تعلن قولًا وقوفها ضد التطرف، بين ما ترعاه بصورة مباشرة في واقع الأمر، وتقدم له كل أنواع الدعم، مؤكدًا أنّ جريمة إسقاط الجانب التركي طائرة حربية روسية كانت تنفذ مهمة لمحاربة التطرف في الأراضي السورية لم تكن من قبيل الصدفة بل كانت حادثة متعمدة، قائلًا أنهم يرون فيها أهداف تركيا المغرضة.
وكشف روغوزين أنّ هدف الجريمة التركية، الحفاظ على واقع الأمور، ودعم تنظيم "داعش" في سيطرته على أراض سورية، وخصوصًا التي توجد فيها منابع النفط، لأنهم يرون أنّ تدفق النفط السوري المسروق إلى تركيا يجري على نطاق واسع، ويعود بأرباح تقدر بمليارات الدولارات التي تذهب إلى حسابات أولئك الذين أصدروا الأوامر بإسقاط طائرتهم.
وتابع روغوزين، إذا كان هناك من أراد ترويعهم فإنّه يجهل طبائعهم، وسيجني نتيجة عكسية لأنهم متمسكون بتحقيق جميع الأهداف التي وضعوها أمام أنفسهم، مُبينًا بالدرجة الأولى العملية الجوية الروسية في سورية من أجل محاربة التطرف، مُشيرًا إلى أنّ موسكو ستحلل بدقة ردود الفعل الدولية على الجريمة التركية، خصوصًا بعد ما سقطت جميع الأقنعة، وأصبح من الواضح اليوم مع من يجب العمل من أجل تحقيق الحل السياسي في سورية.
وأوضح روغوزين أنه من المزمع، عقد دورة جديدة للجنة الحكومية الروسية السورية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي التقني قريبًا في دمشق، وستتركز على مناقشة المشاريع المشتركة ومساهمة الشركات الروسية في عملية إعادة الإعمار في سورية.
أرسل تعليقك