تعرَّض سفير المملكة العربية السعودية لدى العراق، ثامر السبهان، إلى حملة إعلامية من قِبل الكتل السياسية "الشيعية"، ممن عدّوا تصريحاته بشأن "الحشد الشعبي" تهديدًا للسلم الأهلي في البلاد، واعتبرت القوى السُنية هذه الحملة الإعلامية ضد السبهان بـ"المعدة سلفًا"، متهمين قوى سياسية وشخصيات "معروفة" بمحاولة تهديد السفارة في بغداد أمنيًّا.
كان السبهان ذكر في تصريح متلفز لإحدى القنوات الفضائية المحلية، أن رفض الأكراد ومحافظة الأنبار دخول قوات الحشد الشعبي مناطقهم دليلًا على عدم مقبوليته من قِبل المجتمع العراقي.
وأبدى تحالف القوى العراقية، الذي يمثل "السُنة" في البرلمان والحكومة، دهشته من هذه الحملة السياسية، واصفًا إياها بـ"المعدة سلفاً ضد السفير السعودي ثامر السبهان"، وأن تصريحاته كانت طبيعية جدًا وتحمل نوايا طيبة للمملكة العربية السعودية تجاه العراقيين بلا تمييز وفقًا للطائفة والعرق، وأنها وصايا خادم الحرمين الشريفين، والتي تعكس سياسة المملكة الرسمية تجاه العراق.
وتابع التحالف أنه "ومنذ أن أقرّت المملكة العربية السعودية فتح سفارتها لدى العراق واستئناف علاقاتها وهي تواجه تضييقًا إعلاميًا وسياسيًا وتهديدات أمنية صريحة لهذا الانفتاح العربي تجاه العراق من قِبل قوى سياسية وشخصيات معروفة الانتماء والتوجُه، والقصد منها هو جعل الأمة العربية تدير ظهرها إلى العراق وتعزله ليكون منفذًا وبوابة لتوجه وحيد لاغير.
وأشار البيان إلى أنه "كنا نتمنى من هؤلاء أن يستمعوا إلى النصيحة المخلصة التي قالها السفير السعودي ثامر السبهان في لقائه، وهي الحل الأمثل لمشاكل العراق حينما يقوم العراقيون بحل مشاكلهم بأنفسهم من دون أي تدخل"، مستدركًا أن هؤلاء المغرضين لا ينظرون إلا بعين واحدة ويسعون إلى ربط مصالح العراق وأمنه بالتوجهات الخارجية، وأن تصريحات السبهان إيجابية وأن محاولة لي عنق الحقائق ما هي إلا محاولة مفضوحة من قِبل البعض وتكشف نوايا مبيتة لهؤلاء ورغبتهم في ارتهان إرادة العراق للاستقطابات الإقليمية وللمؤامرات الخارجية التي أضرت بمصالح العراقيين طوال الأعوام الماضية.
وعبّرت الكتل السياسية التي تمثل "الشيعة" في البرلمان والحكومة في وقت سابق عن رفضها الشديد للتصريحات التي أدلى بها السفير السعودي ضد الحشد الشعبي، فيما عدّ البعض أن تلك التصريحات تهدد السلم الأهلي في البلاد، ودعت الحكومة الاتحادية إلى طرده "فورًا".
وذكر النائب عن دولة القانون، كامل الزيدي، أن تصريحات السفير السعودي تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي، وعلى الخارجية أن تكون على مستوى التحدي الذي تتعرض له البلاد، لافتًا إلى أنه على السفير السعودي أن يعرف حدود عمله، وأن الحشد الشعبي ركن أساس في حماية العراق عندما تعرض لهجوم داعش ومن يدعمه، وأن تصريحاته تهدد السلم الأهلي المجتمعي.
وقالت النائب عن ائتلاف دولة القانون، عواطف نعمة، إن "السفير السعودي كشّر عن أنيابه خلال لقاء بثته قناة السومرية، وكشف أهدافه الحقيقية في زرع بذور الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي من خلال خطابه المليء بالكراهية والشحن الطائفي، وأن هذه مجرد بداية للمهمة الموكلة لهذا السفير من قِبل السعودية".
وأضافت أن "السفير تعمّد الإساءة إلى الحشد الشعبي الذي ضحى بدمائه لتحرير مدن العراق من قبضة متطرفي داعش، وهو على دراية بأن الحشد الشعبي هيئة رسمية تابعة للمؤسسة العسكرية العراقية، وبناءً على ذلك فإن تصريحاته هذه تعد إساءة إلى الدولة العراقية، وكان الأجدر به أن يحترم سيادة البلد الذي سمح له بوجود على أرضه كسفير وألا يلعب بالنار".
وبيّنت نعمة أن "معظم حديث هذا السفير كان تدخلاً سافرًا في الشأن الداخلي العراقي وفي أمور تخصنا نحن كعراقيين، هل يستطيع السفير العراقي لدى السعودية التدخل في الشؤون السعودية كما تدخل السفير السعودي في شؤوننا؟".
واستنكر وزير النقل العراقي عن كتلة المواطن، باقر الزبيدي، تصريحات السفير السعودي، مؤكدًا أنها "مخالفة للأعراف الدبلوماسية، وأن تلك التصريحات تدخل سافر في الشأن العراقي، وأن الحشد الشعبي الذي حرَّر ديالى وصلاح الدين وقدم مئات الضحايا والجرحى وحرر ١٧٠ قرية وقضاء هو شرف هذه الأمة ورمز عزتها".
أرسل تعليقك