بغداد – جعفر النصراوي
اتهم المجلس السياسي العربي في كركوك، الثلاثاء، قادة وسياسيين عراقيين بـ "ازدواجية التعامل في قضايا، منها مقتل مدرب نادي "كربلاء" وتفجيرات الطوز واقتحام ساحة اعتصام الحويجة"، وأكد أنه "يشعر بألم ومرارة التمييز، لعدم التعامل مع جميع الأحداث العراقية بمساواة وعدالة، وفيما عد المجلس قوات "سوات" بأنها تركة ثقيلة خلفها المحتل"، مطالبًا صناع القرار بـ "القصاص من قتلة أبناء الشعب في أي بقعة عراقية".
وقال المجلس، في بيان له حصل "العرب اليوم" على نسخة منه: إن المجلس السياسي العربي في كركوك يعزي الجماهير والأندية الرياضية، وخصوصًا أبناء كربلاء المقدسة باستشهاد المدرب الرياضي محمد عباس وندين، ونستنكر الحادث الذي تعرض له"، وتابع أن "ما جرى للشهيد عباس كشف حقيقة حجم القسوة واللامبالاة التي تنتهجها قوات سوات في تعاملها مع الشعب العراقي".
وعد المجلس قوات "سوات" بأنها "تركة ثقيلة خلفها لنا المحتل ودليل لحجم الظلم الذي لحق بالأبرياء في ساحة الاعتصام بقضاء الحويجة على يد هذه القوة نفسها"، متسائلا "من هي قوات "سوات" ولمن تتبع، وهل هذه القوات هي فوق القانون أو تتمتع بحصانة دولية أو إقليمية أو محلية".
وأضاف المجلس في بيانه "إننا نشعر بألم وحزن ومرارة التمييز لعدم تعامل الجميع بمساواة مع ما جرى بقضاء الحويجة من مجزرة دفع في الغالب ثمنها الأبرياء وراء أهواء وخطابات سرعان ما تلاشت بعد الانتخابات المحلية"، وعاتب المراجع الدينية وقادة الكتل والمسؤولين في الحكومة والبرلمان لـ "عدم الاهتمام بقضية الحويجة كما اهتموا بحادثة كربلاء وجريمة الطوز عبر إدانات ولجان وتوجيه لمعاقبة المقصرين"، لافتًا إلى أن "أسر ضحايا الحويجة تركت دون تحقيق أو تعويض أو معاقبة للمقصرين".
وأكد أن "موقف عرب كركوك وجماهيره هو التأكيد أن الدم العراقي مهما كانت هويته، فهو مقدس لدينا ولا يزيدنا إلا إصرارا على التمسك بوحدة العراق"، مردفًا "إننا نجدد موقفنا الداعم لقواتنا الأمنية من جيش وشرطة في أداء مهامها الوطنية في حفظ الدم العراقي والدفاع عن وحدة ترابه الوطني"، مستدركًا "لكننا نطالب بالقصاص من قتلة الشعب العراقي سواء كانوا بالحويجة أو الطوز أو كربلاء أو أي بقعة من أرض العراق"، مطالبًا صناع المواقف والقرارات وقادة الكتل بـ "التعامل بعدالة مع جميع أبناء الشعب دون تمييز".
وكان نادي كربلاء الرياضي أعلن، الأحد الماضي "وفاة مدربه محمد عباس في ساعة متأخرة من ليلة السبت، بعد أن تعرض للضرب في 23 حزيران/ يونيو 2013، من قبل القوات الأمنية التي كانت متواجدة في ملعب كربلاء، بعد نهاية مباراة الفريق مع القوة الجوية بدوري النخبة الكروي.
وشهد حادث ضرب نادي كربلاء محمد عباس ردود مختلفة للفعل من قبل الأوساط الرياضية العراقية، إذ تظاهر الخميس العشرات من العاملين في مجال رياضة في محافظة بابل، أمام مبنى مجلس المحافظة، للمطالبة بتقديم الجناة الذين اعتدوا على مدرب فريق كربلاء الكروي محمد عباس إلى العدالة، وتعويض المتضررين ماديًا ومعنويًا لرد الاعتبار للرياضة العراقية، وفي حين قرروا تعليق نشاطاتهم لمدة شهر على خلفية الاعتداء، شدد مجلس محافظة بابل على أن الموضوع يحتاج وقفة جادة من الحكومة الاتحادية.
فيما تظاهر المئات من العاملين في المؤسسات الرياضية أمام مبنى مجلس المحافظة، لمطالبة اللجان المشكلة بحادث الاعتداء على مدرب نادي كربلاء لكرة القدم بـ "كشف مجريات التحقيق، كما طالبوا بطرد قوات سوات من المحافظة، فيما دعوا اتحاد الكرة وباقي الاتحادات الرياضية في العراق إلى إيقاف نشاطاتها لحين تنفيذ الحكومة العقوبة في حق قوات "سوات".
ويشهد قضاء طوز خورماتو الذي تسكنه غالبية من التركمان، بين مدة وأخرى، تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات للاغتيال تطال التركمان ومسؤولين في الحكومة، منها في 10 حزيران الحالي، نفذ بسيارة مفخخة كانت مركونة أمام مقهى شعبية في حي أقصو وسط القضاء، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح معظمها خطرة، وقبلها تفجير في 21 أيار 2013، أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم ضابط شرطة برتبة نقيب، وجرح 53 مدنيًا بينهم 5 أطفال وعدد من النساء، بتفجير مزدوج بسيارتين مفخختين قرب حسينية وسط قضاء طوز خورماتو، فيما قتل 6 مدنيين وأصيب 67 آخرين بانفجار 3 سيارات مفخخة في منطقة أمام أحمد وبراوسلي وسط القضاء.
أرسل تعليقك