بيروت - جورج شاهين
عقدت كتلة نواب حزب الله "الوفاء للمقاومة" اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، برئاسة النائب محمد رعد، وفي حضور أعضائها، وذلك لبحث "تداعيات الشلل الذي تعانيه البلاد نتيجة تعطيل فريق "14 آذار" للمؤسسات الدستورية الحكومية والنيابية، وما يعكسه ذلك من أداء مترهل في الإدارة، والمرافق العامة، والمؤسسات، والأجهزة الرسمية عمومًا، فضلًا عن تردي الوضع المعيشي للمواطنين، وتدمير الاقتصاد، وعدم توفر مناخ مناسب للنمو للاضطرابات والفوضى".
وعرضت الكتلة "انعكاسات تفجيري الرويس وطرابلس الآثمين، وما ينبغي متابعته من معالجات وإجراءات؛ لطمأنة المواطنين، وتخفيف الأعباء عنهم على مشارف العام الدراسي الجديد".
وتوقفت عند "التهديدات الأميركية بشن عدوان على سورية، إمعانًا في الاستعلاء والتسلط، وبسط النفوذ الإمبراطوري، وابتزاز دول العالم العربي وشعوبها، لحساب إسرائيل والمصالح الغربية عمومًا".
وأصدرت الكتلة بيانًا جاء فيه "أولا: إن التحديات التي تحيط بالبلاد والمشاكل التي تتفاقم فيها، وحالة الركود التي أصابت المؤسسات الدستورية الحكومية والنيابية، تضع لبنان أمام مفترق خطير يتهدد استقراره ومصيره، وإن فريق "الرابع عشر من آذار" يتحمل مسؤولية كاملة عما آلت إليه الأمور نتيجة إصراره على العرقلة والتعطيل لجلسات المجلس النيابي من جهة، وتشكيل الحكومة من جهة أخرى، عبر وضعه الشروط والمحددات التعجيزية أمام الرئيس المكلف، الأمر الذي يؤكد رفض هذا الفريق للمشاركة الحقيقية، وتعمده إحداث فراغ في السلطة؛ انتظارًا لمتغيرات يتوهم أنها ستمنحه الفرصة المناسبة للتفرد في حكم البلاد".
وأوضح البيان، "ويستند في ذلك كله -أي الفريق- إلى رهاناته الخاطئة على القوى الدولية المعادية وملحقاتها؛ بهدف إخضاع اللبنانيين لسياسة محور الإذعان والتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وترتيب أوضاع السلطة في لبنان بما يتناسب مع ملاقاة وخدمة سياسات هذا المحور من جهة, وبما يتلاءم مع عقلية التفرد والاستئثار من جهة أخرى".
وتابع البيان، "ثانيا: إن عزوف البعض عن الحوار الوطني ورفضه للتناغم المطلوب دومًا بين الجيش والشعب والمقاومة ضمن المعادلة الحتمية للحماية والدفاع الحقيقي عن لبنان، والتخفي خلف تفسيرات غير واقعية لبعض مضامين إعلان بعبدا، ثم الإصرار على التزام خطاب التحريض المذهبي والإلغاء، وتغطية فوضى السلاح الفتنوي، والتوغل في الانخراط ضمن المحور المعادي لسورية، كل ذلك أدى إلى انكشاف الوضع الأمني للبنان، وعمَّق الانقسام بين اللبنانيين، وأيقظ عوامل الفتنة وشجع ظواهرها، وأنهك الاقتصاد، وحرض الفئات الاجتماعية ضد بعضها البعض، وأدخل البلاد في أزمة ميثاقية، وأحدث خللًا خطيرًا على مستوى التزام الخيارات والثوابت الوطنية".
وأضاف البيان، "ثالثا: إن العدوان الأميركي على سورية أو التهديد به، هو نزق استكباري يمثل الإرهاب المُنظَّم والمباشر، ويُشكِّل تحديًا للمنطقة وشعوبها، وتهديدًا سافرًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وهو مرفوض ومُدان حُكمًا بكل المعايير، أيًّا تكن ذرائعه وحدوده، وهو أعجز من أن يخفي أهدافه الرامية إلى استنهاض الذراع الإسرائيلية مجددًا، ومحاولة إحكام القبضة الاستعمارية الغربية على المنطقة وثرواتها".
وأشار البيان، إلى "أن بلوغ الإدارة الأميركية مرحلة التورط المباشر بالعدوان على سورية يؤكد اقتناعاتنا بأن الأزمة التي عصفت بهذا البلد الشقيق منذ أكثر من سنتين، لم تكن إلا حلقة تآمرية، في سياق مشروع استراتيجي حالم بالسيطرة الأجنبية على المنطقة".
أرسل تعليقك