عدن - العرب اليوم
أكد السفير خالد حسين اليماني مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة أن مليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية تستخدم سياسة التجويع والحصار لقتل الشعب اليمني.
وقال خلال جلسة الإحاطة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في اليمن الليلة الماضية إن المليشيات تنتهج نهج مجرمي الحرب باستخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب الظالمة على اليمنيين في كل محافظة لا تزال تحت سيطرتهم.
وقدم مندوب اليمن في الأمم المتحدة اعتراضا لنقل آلية الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق إلى جيبوتي وبدون التشاور مع الحكومة اليمنية.. وقال إن اليمن يعترض عليه بشدة لأنه يعد تجاوزا للاتفاق المبرم مع الأمم المتحدة.
وأوضح اليماني أن الحكومة اليمنية قدمت في ٢٤ فبراير الماضي اسم ممثلها في اللجنة التوجيهية التابعة لآلية الأمم المتحدة للتفتيش والتحقق مع تسجيل موقفها حول مركز عمليات الألية بعد أن كانت الحكومة اليمنية قد اتفقت مع الأمم المتحدة على أن يكون مقر الآلية هو مدينة عدن اليمنية عقب تحرير المدينة واستعادتها من الانقلابيين وسبق ذلك الاتفاق على أن تعمل الألية من مدينة جدة.
وأشار إلى أن المليشيا قامت بزرع ألغام مضادة للأفراد على مداخل ومخارج المدن وفي الطرقات الرئيسية والفرعية وتسبب ذلك في بطء وصعوبة وصول المعونات الإنسانية إلى العديد من المناطق.
وجدد المندوب اليمني استعداد حكومته للذهاب إلى المشاورات مع الانقلابيين في أي وقت وفي أي مكان حقنا للدماء ومن أجل السلام في اليمن.. مشيرا إلى أن المتمردين يعرقلون كل الجهود في هذا الاتجاه ولم ينفذوا التزاماتهم ببناء الثقة كما لم يحضروا في الموعد المحدد للمشاورات في يناير الماضي ولا زالوا يتهربون من الذهاب إلى أي موعد جديد.
وأكد دعم اليمن لجهود المبعوث الأممي لليمن إضافة إلى دعم المجتمع الدولي باعتبار أن هذا المسار هو المسار الوحيد الذي ندعمه ويحقق فرص السلام وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ وفق أجندة المشاورات التي وافقت عليها الأطراف قبل جولة مدينة بال بسويسرا في ديسمبر الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أن اليماني تطرق في إحاطته أمام مجلس الأمن إلى الوضع الإنساني فقال إنه على الرغم من التحسن المطرد في الوضع الإنساني خاصة في المناطق المحررة إلا أن الحاجة الإنسانية لأبناء اليمن وعلى الأخص تلك الواقعة تحت سيطرة المليشيات لا تزال كبيرة.
وأوضح أن الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثيين وصالح أدخلت البلاد في حالة من الفوضى العارمة والدمار من أجل تحقيق أهداف سياسية بقوة السلاح وساهمت في تردي الأوضاع الإنسانية التي كانت أصلا متردية قبل الانقلاب ولا زالوا يستهدفوا المدنيين والمدن المأهولة بالسكان والمناطق السكنية في تعز مع استمرار حصار المدينة منذ أكثر من سبعة أشهر.
وأضاف اليماني أن القوى الانقلابية استهدفت المستشفيات والمؤسسات الطبية ومنعت دخول أبسط المواد الإغاثية مثل الأوكسجين والغذاء والمياه وهو ما تسبب في عجز النظام الصحي في تعز حاليا عن مواجهة الحالات البسيطة مما يمثل كارثة صحية إنسانية كبيرة.
وأشار إلى أن الحرب في تعز شردت أكثر من مليون شخص إلى المناطق الريفية والآن ونتيجة للحصار المستمر من قبل المليشيات بدأ شبح المجاعة يلوح في المجتمعات المستضيفة للنازحين في المناطق الريفية.
وأشاد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة بدور المنظمات التي تعمل بلا كلل من أجل إدخال المساعدات إلى المحتاجين في مدينة تعز.. مشيرا إلى أن المليشيات لا تزال تعيق وصول ودخول المساعدات إلى المحتاجين من السكان فيما يزداد الوضع الإنساني سوءا داخل الأرياف وتفاقمت أزمة النازحين.
وشرح السفير اليماني لأعضاء مجلس الأمن ما تعانيه العاصمة صنعاء من ممارسات الانقلابيين فقال إن المليشيات لا تزال تنهب قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى صنعاء وعمران وحجة وصعدة وتقوم باستغلالها وبيعها في السوق السوداء وذلك في مسعى منها لإطالة أمد المعاناة الإنسانية لليمنيين من أبناء هذه المحافظات.
وطالب المنظمات الدولية بتسمية من يقوم بنهب المساعدات الإنسانية الكبيرة التي خصصت لليمن .. وحمل المجتمع الدولي مسئولية عدم إدانة النهب والابتزاز الذي تمارسه المليشيات الانقلابية والتي أفرغت الدولة اليمنية من كل مواردها وإعادتها إلى عهود التخلف الأمامي الطائفي.
واتهم السفير اليماني المليشيات بالاستمرار في انتهاك حقوق الطفل اليمني إذ زادت عمليات تجنيد الأطفال وزجهم في المعارك مع الجيش الوطني وهو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة في هذه المناطق التي ما زالت القوى الانقلابية تسيطر عليها.
وأوضح أن عملية التجنيد للأطفال تقوم على غسل عقولهم بالتطرف الديني والمذهبي والعنصرية وهو ما يمثل قنبلة موقوتة.. وطالب مجلس الأمن التحرك لوأدها في الوقت المناسب عبر تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتي أشارت إلى هذا الأمر صراحة.
أرسل تعليقك