بغداد ـ نجلاء الطائي
وصف تقرير لبعثة الأمم المتحدة في العراق مدينة الرمادي التي تم تحريرها من عصابات داعش نهاية العام الماضي بأنها أكثر المدن في العالم تلوثاُ بالالغام وان معظم احيائها غير آمينة بسبب هذه المتفجرات.
وذكر بيان للبعثة ورد إلى "العرب اليوم" نسخة منه، أن الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي زارت مدينة الرمادي برفقة محافظ الانبار صُهيب الراوي لتقييم الأوضاع وتقديم الدعم اللازم بصورة عاجلة للأسر العائدة إلى ديارها.
والتقى الوفد بقوات الأمن وممثلي الحكومة المحلية والشرطة لمناقشة نطاق وكثافة التلوث بالعبوات الناسفة وتؤكد التقييمات الأولية بحسب البيان "أنها منتشرة على نطاق واسع، في الطرق والمباني التجارية والمنازل والأماكن العامة، وهو ما يعرض المدنيين الذين يحاولون العودة لخطر شديد.
ويقدر الخبراء كما تقول البعثة الأممية أن الرمادي قد تكون إحدى أكثر المدن في العالم تلوثًا بهذه الألغام، وأكد مسؤولون للوفد مقتل 48 مدنيًا، بينهم عناصر من فريق نزع الألغام، وإصابة 83 بسبب العبوات الناسفة.
وقالت غراندي: "إنها لمأساة أن يموت الناس ويجرحون بسبب الألغام المتفجرة. وإزالة هذه الأجهزة الرهيبة تعتبر أولوية قصوى. والحقيقة أن كثيرًا من أحياء الرمادي، إن لم يكن معظمها، ليست آمنة بعد، لقد عانى الناس كثيرًا وهم متشوقون للعودة إلى ديارهم، وهذا أمر مفهوم تمامًا، وإزالة العبوات تستغرق وقتًا طويلًا، ومن الصعب ولكن من الضروري أن نضمن أن الناس في أمان".
وأشار البيان الى أن حكومة الأنبار وبرنامج تمويل الاستقرار بدأتا أعمال الاستقرار في حيي السعدية والمضيق، ويُتوقع بدء عدد من الأنشطة ذات الأولوية في المناطق حالما يتم الإعلان عن خلوها من المتفجرات، مشيرًا إلى أنه بموجب الخطة المتفق عليها مع حكومة الأنبار، سيقوم برنامج تمويل الاستقرار بإصلاح شبكات المياه، وتقديم منح نقدية للشركات، وإعادة تأهيل المرافق الصحية والمباني العامة، وتوظيف المئات من الشباب في فرق العمل، وقد تم حتى الآن تركيب خمس مولدات للمساعدة في إعادة تشغيل الشبكة الكهربائية وسلم الوفد ثلاثة مولدات أخرى اليوم.
وقال محافظ الانبار: "ساعدت حكومة الأنبار بنشاط في عودة أكثر من 630 أسرة إلى السعدية و250 أسرة إلى المضيق في قضاء الرمادي، ويتعين علينا تقديم مساعدات عاجلة لمساعدة هذه الأسر في إعادة بناء حياتها، ونقدر من فقدوا حياتهم في تحرير الأنبار، وأشكر قوات الأمن العراقية، وخاصة شرطة الأنبار، على التزامها بإزالة المتفجرات، ونحن بحاجة إلى مساعدة من المجتمع الدولي لتسريع ذلك، فضمان عودة الناس إلى ديارهم بأمان وكرامة مسؤوليتنا الجماعية".
ويعمل برنامج تمويل الاستقرار في المناطق المحررة حديثًا من داعش ويساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفق الأولويات التي حددتها السلطات المحلية، في إصلاح البنية التحتية العامة بسرعة، ويقدم منحًا للشركات الصغيرة، ويعزز المشاركة المدنية والمصالحة المجتمعية، ويوفر فرص عمل قصيرة الأجل عبر مشاريع الأشغال العامة.
أرسل تعليقك