يبدأ المحققون في مصر الثلاثاء تحليل الصندوقين الاسودين لطائرة الايرباص الروسية التي تحطمت فوق سيناء السبت من دون ان يتضح بعد ما اذا كانت الكارثة نتجت عن مجرد حادث ام عن اعتداء.
وتتواصل عمليات البحث في صحراء سيناء عن جثامين واشلاء ضحايا. وذكرت مصادر قريبة من التحقيق ان عملية تفريغ الصندوقين الاسودين ستبدأ الثلاثاء وقد تستغرق وقتا.
ويحوي احد الصندوقين البيانات الفنية للرحلة، بينما يحتوي الآخر على تسجيل المحادثات التي تمت في قمرة القيادة خلال الرحلة القصيرة للطائرة التي كانت متجهة من شرم الشيخ الى سان بطرسبورغ، وتحطمت بعد اكثر من عشرين دقيقة على اقلاعها.
في موقع الحادث، بدأ قرابة عشرة محققين فرنسيين من ايرباص ومن مكتب التحقيق والتحليل لامن الطيران المدني التابع للحكومة الفرنسية عملهم الى جانب عدد من المحققين الالمان، تطبيقا للاجراءات الدولية التي تقضي بمشاركة البلدين اللذين يمتلكان النصيب الاكبر في الكونسورسيوم المصنع لطائرات ايرباص، في التحقيق في اي حوادث تتعرض لها هذه الطائرات.
واعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تصريح الثلاثاء ان تبني فرع تنظيم الدولة الاسلامية في مصر مسؤولية اسقاط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء "محض دعاية تهدف الى الإضرار بسمعة مصر".
الا انه قال ان كشف غموض هذا الحادث "سيأخذ وقتا"، مضيفا "لا يمكننا القفز الى استنتاجات سريعة".
وكانت شركة متروجيت الروسية للطيران التي تملك الطائرة اعلنت الاثنين ان الطائرة كانت "في حالة تقنية ممتازة".
واعلنت "ولاية سيناء" في تنظيم الدولة الاسلامية السبت مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة، مشيرة الى انها اقدمت على ذلك ردا على الضربات الروسية الجوية ضد مواقع التنظيم في سوريا. ولم يعط التنظيم اي تفاصيل حول الطريقة التي تمت فيها العملية.
وقال السيسي ان "الموقف في سيناء والمنطقة التي وقع فيها الحادث على وجه التحديد تحت سيطرتنا الكلية".
واكد ان "جميع الأطراف التي تبدي اهتماما بهذه القضية يمكنها المشاركة في التحقيق".
وذكرت شركة متروجيت ان "عملا خارجيا" فقط يمكن ان يفسر الحادث، رافضة فرضية "عطل تقني او خطا ملاحي".
الا ان الوكالة الفدرالية الروسية روزافياتسيا المكلفة النقل الجوي في روسيا خففت من اهمية اعلانات متروجيت، معتبرة انها "سابقة لاوانها".
وقال مدير الوكالة الكسندر نيرادكو "لا يوجد اي مبرر لاستخلاص النتائج من الان حول اسباب تحطم الطائرة"، معتبرا انه "لا يزال من الضروري القيام بالكثير" في مجال تحليل الحطام والصندوقين الاسودين.
واقر المسؤولون الروس بانهم ليسوا على علم بتورط جهاديين محتمل في الحادث. وفي واشنطن، اعلن مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر الاثنين ان "ليس هناك مؤشرات حتى الان" الى عمل ارهابي تسبب بسقوط الطائرة.
ورجح كلابر عدم امتلاك تنظيم الدولة الاسلامية امكانات لاسقاط طائرة ركاب اثناء تحليقها، لكنه تدارك انه لا يمكن "استبعاد" هذه الفرضية بالكامل.
ويرى الخبراء ان انتشار الحطام والاشلاء على نطاق واسع يعني امرا واحدا هو ان الطائرة انشطرت بالكامل في الجو.
واستبعد الخبراء الذين تحدثت اليهم وكالة فرانس برس ان يكون لدى تنظيم الدولة الاسلامية الامكانات لاسقاط طائرة ركاب تحلق على علو تسعة الاف متر، الا انهم قالوا انهم من الممكن نظريا ان تكون هناك قنبلة وضعت في الطائرة قبل اقلاعها وانفجرت لاحقا، او ان تكون الطائرة اصيبت بصاروخ اطلق من الارض بينما كانت على علو منخفض.
- ماساة رهيبة -
في سان بطرسبورغ في شمال غرب روسيا التي يتحدر منها معظم الركاب ال224 وافراد الطاقم الذين قتلوا في الطائرة، بدأت العائلات بعد ظهر الاثنين التعرف على الجثامين ال140 التي كانت وصلت صباحا.
وقال نائب حاكم المدينة ايغور البين لوكالة فرانس برس "بدأت اجراءات التعرف على جثث الضحايا. انه عمل طويل وشاق سيتواصل طالما لزم الامر".
وللمرة الاولى منذ وقوع المأساة وغداة يوم حداد وطني، اطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر شاشة التلفزيون الاثنين. وقال "انها مأساة رهيبة. في مثل هذه الاوقات من المهم الحصول على دعم كل البلاد".
وتقاطر الالاف مساء الاحد الى سان بطرسبورغ لتكريم ذكرى الركاب ال217 وافراد الطاقم السبعة الذين قضوا في الكارثة وجميعهم من الروس باستثناء ثلاثة اوكرانيين.
وهي اكبر كارثة جوية عرفتها روسيا حتى الان.
وفقد الاتصال مع طائرة ايرباص ايه321-200 فجر السبت في سيناء بعد 23 دقيقة على اقلاعها من منتجع شرم الشيخ. وبالنظر الى مدى انتشار الحطام والاشلاء، تم توسيع نطاق البحث ليشمل اربعين كيلومترا بعد ان كان 15 في مرحلة اولى.
ويجري تحقيق مواز في روسيا، وتمت مداهمة مكاتب تابعة لشركة الطيران ووكالات السفر المعنية.
ا ف ب
أرسل تعليقك