بيروت – جورج شاهين
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الدولة بعد حوادث عبرا باتت على المحك ولم يعد في استطاعتها إلا أن تمضي في مواجهة السلاح غير الشرعي كله والممارسات الخارجة على القانون لأي فئة، مشددا على وجوب تحمل السلطات مسؤولياتها.
وشدد على وقوف قوى 14 آذار صفا واحدا خلف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ، واصفا إياه بـ "الوطني صاحب المواقف السيادية".
وأكد ردا على كلام وزير خارجية سورية وليد المعلم، أن التاريخ سيذكر الرئيس سليمان لأنه تجرأ وقدم شكوى ضد سورية بعد كل خروقاتها للسيادة اللبنانية.
وتوقع في تصريح له الثلاثاء أن يشكل الرئيس تمام سلام الحكومة في وقت قريب، متمنيا أن تكون على صورة ومثال الرئيسين سليمان وسلام، حكومة مختلفة جدا لا تستحضر أشخاصا غير مؤمنين بالدولة.
واعتبر جعجع أن الخط الأحمر الدولي المرسوم لاستقرار لبنان ليس متصلا بالسلم الأهلي المرتبط بتصرفات الفرقاء اللبنانيين أنفسهم، مؤكدا أن دور السلطات الرسمية والحكومة والأجهزة الأمنية ما قبل عبرا لن يكون نفسه أبدا بعدها، فالمسؤولية أصبحت مضاعفة إذ لم يعد في مقدور الدولة التي أثبتت قدرتها على القضاء على أي ظاهرة غير شرعية أن تتصرف في شكل مخالف في مكان آخر تتوافر فيه الظروف نفسها من سلاح غير شرعي وتصرفات خارجة عن منطق الدولة والقانون، فالسلطة أصبحت على المحك إما أن تستكمل ما بدأته من إجراءات صارمة وحسم عسكري حيث تستدعي الحاجة وإما ستسقط في المحظور.
وقال" لا يمكن بعد كل ما جرى ألا يتم توقيف قاتلي هاشم السلمان المعروفين بالصور والأسماء، فالدولة باتت في موقف دقيق وحساس ورهاننا كبير على قرارها وقدرتها، كلنا خلفها لإنقاذنا، لأن الوقت حان لإثبات قدرة الشرعية التي تقف خلفها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وعليها أن تقدم وتقوم بواجباتها وإذا ما تعرض لها أي فريق فاللبنانيون سيكونون معها لأن لا أحد أكبر من الدولة، ولئن حاول البعض التعرض لها في مواقع معينة، إلا أن ذلك يبقى أمرا تكتيكيا وتفصيلا من غير الجائز التذرع به لعدم الإقدام، لقد عانى اللبنانيون مرارا، وذلك منذ حوادث نهر البارد، فقدرات الدولة في مواجهة كل ما هو خارج على الشرعية، وأن كان الثمن غاليا وتضحيات الجيش كبيرة إلا أنه لم يعد مقبولا ترك البلد سائبا وعلى الدولة أن تلعب الدور المنوط بها"،لافتا إلى أن" مسؤولياتنا كقوى سياسية الإسهام في إنجاح هذا الدور وتقديم الدعم إلى أبعد الحدود".
وعن موقف وزير خارجية سورية وليد المعلم من المذكرة التي أرسلها الرئيس سليمان إلى الأمم المتحدة متضمنة الخروق السورية للأراضي اللبنانية، أوضح جعجع"لعل الأنسب للوزير المعلم أن يخفض منسوب كلامه قبل أن يرتاح بعد أشهر قليلة"، متسائلا " ماذا ينتظر المعلم من رئيس الجمهورية أن يفعل بعد كل ما تعرضت له أراضي لبنان وسيادته من خروق من جانب نظامه؟".
وأضاف " نقول للمعلم أن الرئيس سليمان لم يرد أن يكون أول رئيس لبناني في التاريخ يشتكي سورية، ولكن التاريخ سيذكره لأنه تجرأ وقدم الشكوى ضدها".
أرسل تعليقك