بيروت – جورج شاهين
عبر رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط في الذكرى السنوية السابعة على حرب تموز 2006عن "حزنه الكبير على تبدد الصمود الاستثنائي للمقاومة وأهل الجنوب في القصير وأزقة حمص وغير حمص، بأمر عمليّات إقليمي حوّر وجهة بندقيّة المقاومة إلى غير مكانها الطبيعي في مواجهة إسرائيل.
وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونيّة:" أما وأن القتال على سوريا وفي سوريا يتفاقم بشكل غير مسبوق منذراً بمزيد من شلالات الدماء والانهيار الكامل للبنية السوريّة برمتها والاشتعال الكبير في إتجاه دول الجوار، فإن ذلك يفتح المجال أمام إتجاهات في غاية الخطورة على مختلف المستويات. ودليل الصراع على سوريا هو غياب الاتفاق الدولي والاقليمي على عقد مؤتمر جنيف الذي أقر منذ أشهر وهو غير قابل للنجاح دون الاتفاق على حل سياسي يكون عنوانه الرئيسي حكومة إنتقالية تفضي لخروج بشار الأسد ومحاسبة المسؤولين من نظامه عن المجازر والحفاظ على المؤسسات وفي مقدمها الجيش".
وأضاف: "أما وأن هذه الرؤية الموحدة لا تزال غائبة وغير متوفرة، ستبقى الدول الكبرى تتحارب بالواسطة على حساب الشعب السوري والتراث التاريخي والأثري الذي دُمّر القسم الأكبر منه، وسيبقي حالة الاقتتال مفتوحة إلى ما لا نهاية ويزيد من مخاطر توسع مخاطره نحو المنطقة بأكملها والعراق خير مثال على ذلك".
وتابع :"أما القتال في سوريا، فعدا عن الوحشيّة التي يمارسها النظام ضد أبناء شعبه والتي باشر بتنفيذها منذ إندلاع الثورة من نحو عامين ونصف، فهناك القتال المستجد، وغير المفهوم، بين تنظيمات المعارضة وفصائلها المختلفة تحت عنوان التطرف والاعتدال، وذلك ولد حروباً إضافيّة بالتوازي مع الحرب التي يشنها النظام. وكأن سوريا لم يكن ينقصها إلا إنضمام حركة طالبان إلى القتال لتزيد من المشاكل ولتثبت النظريات أن النظام يقاتل الارهاب الدولي على أراضيه!
وقال أيضاً:"أما وأن النظام يواصل سياساته المشبوهة في أكثر من منطقة سوريّة والتي من شأن إستمرارها المس بوحدة سوريا ومستقبلها، فيبدو أن هناك تحضيرات لاقامة إستفتاء حول مستقبل منطقة الأكراد، ما قد يرمي إلى فصلها عن سوريا ذاتها. والنظام يتابع كذلك مساعيه لانشاء واقع جديد في حمص من خلال تهجير الآلاف من أهالي المدينة الاصليين وإستبدالهم بمجموعات مستوردة في سياق جهوده لوصل دمشق بالساحل السوري من خلال حمص، كما أن هناك معلومات عن سعيه لتجنيس عشرات الآلاف من الغرباء في جبل العرب بأسماء درزية ناهيك عن تسليح الشبيحة المحليّة والغريبة في الجبل بالتوازي مع تسليح مماثل في جبل الشيخ".
وأما وأنه لم يعد سراً مشاركة الفرقاء اللبنانيين بالواسطة أو مباشرة في النزاع السوري، وإزاء كل التعقيدات التي تتولد عن الأزمة السورية الملتهبة، يحق لنا التساؤل: ألا نستطيع كلبنانيين أن نتنازل بعض الشيء لتأليف حكومة مصلحة وطنيّة تراعي الشؤون البديهية والمعيشيّة للمواطنين بعيداً عن المزايدات ونظرية العزل المعطل والثلث المعطل؟ لقد أثبتت كل التجارب السابقة أن مفهوم عزل أي طرف في الداخل غير مجد وغير قابل للتحقق، كما أن نظرية الثلث المعطل التي إبتدعت في حقبة النقاش المحتدم حول المحكمة الدوليّة لم يعد لها أي معنى كذلك.
وأما وأن ذكرى حرب تموّز قد مرّت منذ أيّام قليلة، فلا يسع المرء إلا أن ينظر بحزن كبير على تبدد الصمود الاستثنائي للمقاومة وأهل الجنوب في القصير وأزقة حمص وغير حمص بأمر عمليّات إقليمي حوّر وجهة بندقيّة المقاومة إلى غير مكانها الطبيعي في مواجهة إسرائيل.
و أكد جنبلاط "أن الحاجة لتأليف حكومة جديدة تتطلب الاقلاع عن نظريات الأحجام وسياسات العزل، فليس من أحجام أهم من حجم المواطن وهو الذي يعاني من المشاكل الاجتماعيّة والمعيشيّة، من البطالة والركود الاقتصادي، ومن غياب السياسات الاصلاحيّة للادارة العامة والمؤسسات العامة. ألا تلحظ القوى السياسيّة، بعيداً عن خلافاتها ومناكفاتها التي لا تنتهي، أن الدين العام ينمو دون أن يكون هناك أي خطط جدية للجمه وكسر حلقة نموه الدراماتيكي؟ هل يعقل أن تعيش البلاد لسنوات طويلة دون إقرار موازنة عامة بما يخالف كل الأصول المالية والعلميّة؟
وقال :"ختاماً، أما وقد نجت حديقة الصنائع من مشروع تحويلها لمرآب للسيارات ولو أن ما يُخطط لها لا يحقق الجماليّة المطلوبة، فلماذا لا تستجيب بلديّة بيروت لمطلب الحفاظ على حديقة اليسوعية والاقلاع عن مشروع تحويلها مرآباً ولتفتش عن مواقع أخرى في العاصمة للقيام بتلك المشاريع"؟ وبالمناسبة، "فإننا لن نقبل بعد اليوم أن تبقى منطقة عاليه والجبل مكباً لنفايات سائر المناطق. فلتعالج كل منطقة نفاياتها بنفسها وتتحمّل مسؤوليتها. ثم ماذا عن الأسعار المرتفعة لشركة “سوكلين”؟ إننا ندعو لإعداد مناقصة جديدة بأسعار أفضل بدل الأكلاف المرتفعة التي تتكبدها البلديات. وأين أصبحت بالمناسبة “فاطمة غول”، وماذا عن السفينة التي كان يفترض أن تصل إلى مرفأ الجيّة؟ أليست هذه من الأمور التي تهم المواطن البسيط أكثر من الاستراتيجيات الكبرى والنظريات التي تتولد كل يوم على شاشات التلفزة؟
أرسل تعليقك