الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
طالب حزب الأمة الحكومة السودانية بإعلان المناطق التي تضررت بالسيول والأمطار الغزيرة مناطق منكوبة ومناطق كوارث، وإطلاق نداء للمنظمات العالمية للتدخل السريع لمساعدة المتضررين، وقال الأمين العام لحزب الأمة الدكتور إبراهيم الأمين إن قيادات من الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب قاموا الثلاثاء، بطواف على المناطق المتضررة في ولاية الخرطوم، واتهم الأمين الحكومة بالفشل في إدارة الأزمة وإخفاء الحقائق، وأكد في تصريحات لـ"العرب اليوم" إن ما لحق بالمواطنيين حدث نتيجة للفساد في عمليات التخطيط العمراني، مشيراً إلى أن العشرات فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم ومنازلهم نتيجة لذلك الخلل والأهمال الكبير، وحذر من انتشار الأمراض وتفشي الوبائيات للتدهور الذي ينتظر صحة البيئة، وقال إن مشاهدات الوفد كشفت عن معاناة حقيقية لمئات الأسر التي تقطعت بها السبل ، ولم تقدم لها لليوم الثالث مساعدات تنقذ الموقف ،وأعلن أن حزب الأمة قام بتشكيل لجنة للطواري تتابع الموقف ساعة بساعة، وأشار إلى أن حكومة الصادق المهدي وخلال تعرض البلاد للفيضانات وموجة مماثلة من السيول في العام 1988 وجهت نداءات للمجتمع الدولي واستنفرت الأسرة الدولية، وأعترفت بأن معالجة الأضرار تفوق قدراتها، فكان أن إستجاب المجتمع الدولي لتلك النداءات، وتسلمت الحكومة حينها من المملكة العربية السعودية 100 عربة ، ووضعت تحت تصرف الحكومة طائرات مروحية، وأضاف : بعثني الصادق المهدي وكان حينها رئيسا للوزاء، للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي تجاوب مع الحكومة، وقررت الحكومة اليمنية خصم راتب يوم واحد من كل موظف، كما عقدت الغرفة التجارية اجتماعاً عاجلاً جمعت خلاله حوالي 14 مليون ريال يمني تبرعاً منها للمتصريين وضحاياً السيول في السودان، ووأوضح أن الحكومة تقابل الأزمة حالياً بصمت غريب رغم الظروف القاسية التي تعيشها مئات الأسر حالياً، وسخر من إعلانها بأن الأمر كان مفاجأة لها، من ناحية أخرى أعلنت حكومة ولاية الخرطوم تكوين صندوق لإعانة المتضررين من السيول في المناطق المتاثرة ووجهت بإعطاء الأولوية لتوزيع الغذاء وإيواء الأسر التي لم تغادر مواقعها. وأعلنت أن خدمات المياه عادت بنسبة70% في المناطق التي غمرتها السيول فيما بدأ التيار الكهربائي في العودة تدريجياً لبعض الأحياء، وقالت شبكة الشروق الإخبارية إن فريقاً طوعياً يتبع لمنظمة العون الإنساني والتنمية، وتعرض للرشق بالحجارة في منطقة الكرياب في الخرطوم عندما خرج الأهالي هناك وأغلقوا الشارع الرئيسي، ووصف مدير برنامج السودان في منظمة العون الإنساني والتنمية المهندس سيف النصر حسين الحادث بالمؤسف، وناشد الأهالي بضرورة التعاون مع منظمات المجتمع المدني وغيرها من الجهات الساعية للمساعدة في درء آثار السيول.متعهداً بمواصلة العمل ، كما استعرض البرلمان التقارير الواردة من الولايات وحجم الخسائر، وينتظر أن يقوم بعض أعضاء البرلمان بزيارات للولايات للوقوف على الأوضاع ميدانياً، وفي حديث لـ"العرب اليوم" يقول وزير التخطيط العمراني السابق وخبير تخطيط المدن المهندس شرف الدين بانقا، إن المياه تصرف عبر الطرق لأن المصارف نحتاجها فقط في حالة الأمطار المتوسطة، وأضاف بانقا، هناك بعض الحلول العاجلة من بينها منع السيول من اختراق الخرطوم بإقامة سدود ترابية تحجز المياه ليتم تفريغها في مرحلة لاحقة وهذا لايكلف كثيراً من المال، أما الأمر الثاني لابد أن يدرك من يعل في بناء الطرق أن القاعدة الأساسية في ذلك أن تكون الطرق النقطة الأدنى، وليس كما يحدث الأن، فكثير من الطرق تسبب انهيار المنازل لعلوها الذي يحجز كميات كبيرة من المياه، الأن مشكلة الخرطوم تتمثل في الهجرات المتزايدة من الأرياف والأقاليم وتبدو المشكلة سياسية بالدرجة الأولي فالحروب تسببت في هجرة هؤلاء، والكثير منهم يسكن في مناطق متروكة لأنها معيبة وغير قابلة للسكن، ولكي يتم تجاوز بعض من عناصر المشكلة لابد من الاهتمام بالريف ووقف الحروب والصراعات، لانك لاتستطيع أن تمنع أي مواطن من الهجرة إلى الخرطوم، لاحقا استونفت حركة المرور على طريق "الخرطو م - عطبرة أبوحمد" بعد إصلاحات مؤقتة حتي يتمكن المواطنون من العبور من وإلى منطقة أبوحمد شمالي السودان عند الكيلو 111 والكيلو 160 والتي تعرضت لانجراف مناطق واسعة منها نتيجة للسيول التي تعرضت لها المنطقة خاصة "وادي أمير " ، وتضم منطقة أبوحمد أكثر من مليون من المعدنيين التقليديين، إلى ذلك توقع مدير هيئة الأرصاد الجوية السودانية الدكتور عبد الله خيار الذي زار ولاية نهر النيل ،الثلاثاء، أن تتعرض الولاية منتصف الأسبوع القادم لأمطار غيرمسبوقة، وتوقع أن يفيض نهر النيل فيضاناً غيرعادي، وطلب خيار من حكومة نهر النيل ومجلس الدفاع المدني إصدار توجيهات للمواطنيين القاطنيين في الجزر في أبوحمد بالخروج من تلك الجزر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم.
أرسل تعليقك