طهران - أ.ف.ب.
حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، من «حرب أهلية» في مصر، واعتبر أن الولايات المتحدة ليست «وسيطاً نزيهاً» بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. كما اتهم «قوى رجعية في المنطقة» بإثارة «فوضى» في العراق.
خامنئي الذي كان يلقي خطبة صلاة عيد الفطر، وصف تقديم الرئيس حسن روحاني تشكيلته الحكومية بأنه «حدث مهم»، لافتاً إلى أنها أعدّت «خططاً لحلّ المشكلات» في إيران. وحضّ الشعب على مساندة هذه الحكومة، معرباً عن أمله بأن يسرع مجلس الشورى (البرلمان) في منح الثقة لـ «الوزراء الصالحين»، وبأن تنجز الحكومة مهماتها.
أما روحاني فأعرب عن أمله بأن تنال تشكيلة حكومته ثقة البرلمان، معتبراً أن «الالتزام بالقانون يمهّد للتضامن والوحدة الوطنية». وأعلن الكرملين أن روحاني سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 13 أيلول (سبتمبر) المقبل في بشكيك عاصمة قيرغيزستان، على هامش قمة «منظمة شنغهاي للتعاون».
وتطرّق خامنئي إلى معاودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، قائلاً «الأكيد أن هذه المفاوضات ستكون مثل سابقاتها، ولن تؤدي سوى إلى هضم حقوق الفلسطينيين وتشجيع الصهاينة على ارتكاب مزيد من الجرائم، وقمع النضالات المحقة للفلسطينيين». وأضاف: «على العالم الإسلامي ألا يتراجع عن دعمه فلسطين، وأن يدين القمع الذي يمارسه الصهاينة الذئاب وداعموهم الدوليون».
وشدد على أن «أميركا ليست وسيطاً حقيقياً، بل تتحيّز علناً إلى جانب الصهاينة الغاصبين، وتناهض مصالح الفلسطينيين». وأشار إلى أن الإسرائيليين «يدمرون منازل (للفلسطينيين) ويشيّدون مباني (في المستوطنات)، فيما يزعمون رغبتهم في مفاوضات».
وقارن خامنئي بين «الأحداث السارة في إيران، وتلك المقلقة في المنطقة الإسلامية»، منتقداً «المجازر المُرتكبة ضد الشعب المصري واستخدام لغة القوة من المجموعات غير الشعبية حيال بعضها بعضاً». ولفت إلى «تزايد احتمال اندلاع حرب أهلية في مصر، ما ينذر بكارثة كبرى، لن يوقفها شيء، إذ ستكون ذريعة مطلوبة لتدخل قوى أجنبية». وحضّ «الشعب المصري العظيم والجماعات والنخب السياسية وعلماء الدين في البلد» على «التفكير في التداعيات الخطرة للأوضاع الراهنة، وعدم السماح بتدخل الأجانب».
وتطرّق إلى الوضع في العراق، مشيراً إلى أن حكومته «انتُخِبت عبر صناديق الاقتراع، لكن قوى عظمى وأخرى رجعية في المنطقة ليست راضية عنها». ولفت إلى «إرهاب أعمى تدعمه قوى في المنطقة والعالم، يحاول إثارة فوضى في العراق، لئلا يفرح شعبه بمكتسباته»، متهماً «دولاً في المنطقة وبلداناً أجنبية» بتزويد «إرهابيين بالمال والسلاح والمعدات لقتل الأبرياء، لئلا ينعم العراق بالاستقرار والازدهار». وحضّ «الشيعة والسنّة والأكراد والعرب» على «التنبّه إلى العواقب الوخيمة للخلافات الداخلية، إذ تدمّر الحرب الأهلية البنى التحتية ومستقبل الشعوب».
وشدد خامنئي على أن «الدسائس التي مُرِّرت في دول أخرى، عديمة الجدوى في إيران»، لافتاً إلى إحباط «محاولات زرع الفرقة المذهبية والقومية والخلافات الحزبية، لتأليب أبناء الشعب بعضهم على بعض، لأن أبناء المذاهب والقوميات يتابعون دربهم متحدين ومتلاحمين».
وزاد المرشد لدى لقائه مسؤولين وسفراء دول إسلامية: «نعيش في منطقة تعاني فيها دول كثيرة مشكلات فرضتها غالباً أيدي الأجانب وسياساتهم المغرضة». ونبّه إلى أن «الحلّ يكمن في أن تتخذ الشعوب القرار، من خلال حكمة النخب وتوجيه من القادة والعقلاء، ووقف التدخلات المغرضة للأجانب».
أرسل تعليقك