غزة ـ محمد حبيب
قال القيادي الفلسطيني والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان أن الممارسة العملية خلال العقد الأخير، سواءًا للحركة الإسلامية عمومًا، لاسيما حركة "حماس"، تؤشر إلى الاستناد لفقه "المصالح والمفاسد"، أو ما يطلق عليه البعض فقه "الضرورة"، وأحيانًا فقه "المرحلة"، لتحقيق المصلحة في ضوء واقع معين.
وتضفي هذه الرؤية الجانب الشرعي على السلوك من ناحية، وتعطي المبرر لاستخدام العنف بصوره المختلفة تجاه الآخر المختلف معها.
وأضاف دحلان، في تصريح صحافي، وصل "العرب اليوم"، السبت، تعقيبًا على المؤتمر الصحافي، الذي عقدته داخليًا حركة "حماس"، الجمعة، والذي عرضت فيه ما ادعت أنه اعترافات لمتخابر مع إسرائيل، اعترف بوجود مخطط إسرائيلي فلسطيني عربي لإسقاط حكمها في قطاع غزة، "في هذا السياق يمكن تفسير استخدام الحركة للكذب والعنف كأحد أدوات تحقيق مصالحها الضيقة استنادًا لفقه الضرورة، وتؤشر تجربة الماضي لحركة حماس إلى ذلك بوضوح".
وتابع دحلان أنه "في ضوء عدم قدرة الحركة على وقف حركة غضب الشارع المتأهب للخروج على الاستبداد والظلم، يصبح اللجوء لفقه الضرورة من قبل حماس مطلبًا ملحًا للخروج من المأزق، ويصبح توفير غطاء من الكذب لتلفيق التهم لأعدائها المناهضين أمرًا ضروريًا"، معتبرًا أن "تلفيق تهم العمالة لمعارضيها وخصومها ينبئُ بتأسيس حماس لمبررات استخدام العنف المفرط والقمع الشديد ضد الجماهير، التي تتأهب للخروج على استبدادها، ويؤشر خطابها السياسي، وممارستها العملية المتمثلة في استعراضات كتائب القسام الليلية، واستدعاء الكتاب والصحافين، وكوادر التنظيمات الأخرى على ذلك".
وأشار دحلان إلى أن "الشعب الفلسطيني أضحى مدركًا لأسلوب حركة حماس، وعازمًا على إنهاء حالة الاستبداد والقهر والقمع المنظم، بعد أن كسر حاجز الصمت والخوف مرارًا، وعلى حماس أن تدرس التاريخ جيدًا، فالشعوب من غير الممكن أن تخضع للظلم والاستبداد إلى ما لا نهاية"، لافتًا إلى أنه "على حماس، التي أسقطت خيار المقاومة، وأقامت منطقة عازلة على حدود القطاع مع الاحتلال، ولاحقت المقاومين، وزجت بهم في سجونها، وأذاقتهم أصناف العذاب، فخذلت الجماهير، وأخلفت وعدها، ونكثت عهدها مع الشعب، أن تُعيد حساباتها عوضًا عن تلفيق التهم، ونشر الأكاذيب، لتبرير العنف والقمع، في سبيل الحفاظ على إدامة الهيمنة في قطاع غزة، وخدمة مصالحها الضيقة، وأن تنظر لنطاقٍ أوسع من المصالح الكلية للشعب والقضية الفلسطينية، فتتعاطي مع رغبة الجماهير، وتعلن استعدادها للمصالحة والعمل لوحدة الوطن".
أرسل تعليقك