دمشق ـ العرب اليوم
ذكر تقرير صحفي أمس أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا استشار عدداً من المعارضين حول رأيهم بأن يكون شكل الدولة السورية «فيدرالياً».
وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء في تقرير لها نقلاً عن عدد من المعارضين السوريين: إن دي ميستورا سأل معارضين من «قائمة موسكو» عن رأيهم في «أن تصبح سورية دولة فيدرالية»، مبينةً أن المبعوث الأممي تناقش مع معارضين آخرين مستقلين بالفكرة، وشرح لهم «هذا الشكل من الحُكم في سورية المستقبل».
وتضم «قائمة موسكو»، عدداً من المعارضين يمثلون «مجلس سورية الديمقراطية» و«الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير»، وغيرها من التنظيمات المعارضة، تلقوا دعوة من الأمم المتحدة «شخصية» للمشاركة في محادثات جنيف الأخيرة «بصفة استشاريين»، واجتمعوا في مدينة لوزان، واتفقوا على تشكيل وفد معارض ثالث، أطلقوا عليه لقب «الوفد الديمقراطي العلماني».
ولفت أحد المعارضين الذين تحدثت إليهم «آكي» أن من طُرحت عليهم فكرة فدرلة سورية، «رفضوها، وشددوا على ضرورة أن تبقى سورية مركزية»، إلا أن معارضاً آخر أشار إلى أن الفكرة «لاقت بعض الرضى لدى معارضين سوريين من قوميات غير عربية». وأضاف: «لمسنا من كلام المبعوث الأممي أن هناك تأييداً من روسيا، ومن النظام لهذا المبدأ، وأن المشكلة تكمن في إقناع المعارضة السورية بمن فيهم (قائمة موسكو) ومجموعة المستقلين، الذين رفضوا الفكرة بدورهم رغم تقارب بعض طروحاتهم مع طروحات روسيا».
في سياق منفصل، تولت مصادر دبلوماسية أوروبية تسريب أنباء عن مساع أميركية مدعومة أوروبياً، سرية من أجل تشكيل مجلس عسكري من ضباط من الجيش العربي السوري وآخرين انشقوا عنه.
ونقلت وكالة «آكي» عن المصادر، قولها: «تقدّمت فكرة تشكيل مجلس عسكري مشترك بين طرفي النزاع في سورية بقيادة مقبولة من كليهما، وصارت الخطوات الأميركية أكثر جدّية ودخلت مرحلة البحث بالتفاصيل وطرح الأسماء». وأضافت: «هناك تواصل بين هذه الدول وضباط رفيعي المستوى منشقين عن الجيش، وضباط مؤثرين ما زالوا على رأس عملهم في الجيش يرفضون المسار الذي اتّبعه النظام.. وسيصار إلى الاستفادة لأقصى حد من هذه الثنائية في تشكيل مجلس عسكري». وعن علاقة هذا المجلس بمسار محادثات جنيف، ذكرت المصادر أن القرار الدولي (2254) لم يتطرق للخطوات التي تلي وقف إطلاق النار، مبينةً أن واشنطن ودولاً أوروبية «تعمل على مسار عسكري منفصل عن المسار السياسي يتعلق بطريقة تنظيم القوى العسكرية المتحاربة (قوات الجيش والمسلحين) والتقريب بينها وجمعها بقيادة جديدة لا تخضع لأوامر النظام ولا لأوامر المعارضة المتشددة، وهي التي ستُشرف على تطبيق البنود التي سيتم التوافق عليها في أي مفاوضات مقبلة بين المعارضة والنظام».
وزعمت المصادر الأوروبية التي لم تكشف هويتها، أن بعض المُرشحين لقيادة المجلس العسكري «يعمل بشكل متواصل منذ نحو ستة أشهر على الإعداد الميداني لهذه الخطوة»، مدعية أن «آخرين من الجيش (ينتظرون) قراراً دولياً داعماً لهذه الخطوة وطمأنات موثوقة، للبدء بأول الخطوات العملية».
واعتبرت أن هذا المجلس «سيقوم بالتنسيق بين الجيش والمنشقين ومقاتلي المعارضة، والإشراف على وقف إطلاق النار وضمان المناطق الآمنة، والإشراف على ضمان تنفيذ كل الأطراف القرارات التي سيتم اتخاذها نتيجة المفاوضات المقبلة»، مبينةً أن المجلس سيتشكل بـ«ضمانات أميركية وروسية مشتركة»، و«سيُرغم الجميع على القبول به».
وعن موقف روسيا من هذا المشروع، قالت المصادر: إن «موسكو على إطلاع على فكرة هذا الموضوع، وستتجاوب معه عند بدء تنفيذه».
فيما ينشط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري خلال اجتماع ميونيخ
فيما نشطت الدبلوماسية الأميركية من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية قبيل اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» لسورية بمدينة ميونيخ الألمانية، وتقديم مساعدات للمدنيين خلال ذلك الاجتماع، في حين اشترطت برلين لاستئناف محادثات جنيف، وقف الاشتباكات وإيصال المساعدات للسوريين.
ويقود وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في سورية. ويهدف مسعى كيري، الذي سيحتاج لتأييد روسيا كي ينجح، إلى منح وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثق عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، متنفساً كافياً حتى يعود إلى مائدة التفاوض عقب تعليق المحادثات السورية السورية في جنيف الأسبوع الماضي.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول كبير في الحكومة الأميركية، قوله: «يعتقد كيري أنه إذا تمكنا من التوصل لوقف لإطلاق النار، وجرى تسليم المزيد من المساعدات… فمن الممكن تحقيق تقدم دبلوماسي آخر».
وأضاف «من الصعب استمرار الحوار في وقت يتعرض فيه الناس للقتل والتجويع حتى الموت».
وسيكون اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» لسورية في ميونيخ غداً الخميس حيوياً لإنقاذ العملية الدبلوماسية التي كانت عنصراً رئيسياً في سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية.
ومطلع الأسبوع الجاري، تحدث كيري عن محادثات قائمة بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في سورية، من دون أن يوضح أي تفاصيل أخرى سوى أن روسيا طرحت «بعض الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف إطلاق النار»، وأنه حصل على تأييد إيران لوقف إطلاق النار، الذي عبر عن أمله في تنفيذه قبل استئناف محادثات السلام.
وسبق للخارجية الروسية أن ذكرت أنها تعتزم طرح أفكار جديدة بخصوص وقف إطلاق النار في سورية، خلال اجتماع ميونيخ لكنها ربطته بإغلاق الحدود السورية التركية. وطالب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم بإغلاق الحدود السورية الأردنية أيضاً.
وقبل يومين، حدد كيري ونظيره السعودي عادل الجبير لاجتماع ميونيخ مهمة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية.
وقال دبلوماسي غربي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، «إذا أغلقت الحدود بين سورية وتركيا فلن يصمد هؤلاء الرجال على قيد الحياة طويلا… التحدي الآن هو… حماية رأس المعارضة من الغرق». وسبق للمتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن دعا روسيا إلى وقف قصفها «لأنه يدعم نظام (الرئيس بشار) الأسد»، واعتبر أن القصف «يطيل عمر الصراع ويجعله أكثر صعوبة فيما يخص مساعينا للوصول أي حل سياسي أو انتقال (سياسي) من أي نوع» وذكر أن «الدعم العسكري الروسي لقوات النظام على الأرض داخل وحول مدينة حلب» هو السبب وراء تعليق محادثات جنيف. وطالب كيربي الروس بالتعبير عن التزامهم، الفعلي وليس الشفهي، بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول.
في برلين، شدد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أهمية اجتماع ميونيخ، وأضاف قائلاً: «من أجل فتح أبواب المفاوضات السورية من جديد بين المعارضة والنظام في جنيف، يجب تكثيف الجهود لتحقيق التهدئة، وإيصال المساعدات الإنسانية».
وتوقع شتاينماير في مؤتمر الصحفي عقده مع نظيره الكرواتي ميرو كوفاش، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عقد اجتماع ثان في حال إخفاق اجتماع ميونيخ المقبل، قائلاً: «لن يكون الحل العسكري بديلاً في سورية». وشدَّد على ضرورة استمرار المفاوضات بين النظام والمعارضة في جنيف.
أرسل تعليقك