نيويورك ـ وفا
بعث المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير الدكتور رياض منصور، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (رواندا) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول جرائم الحرب وأعمال إرهاب الدولة التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء دولة فلسطين المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة المحاصر، وأكد منصور في رسائليه المتابطة، أن الوضع الإنساني أصبح كارثيا بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي المدمر والفتاك على قطاع غزة وذكر السفير منصور أن العدوان الإسرائيلي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين العزل في غزة، لا يزال يتسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وفي معاناة بشرية هائلة. وقال حتى وقت كتابة هذه الرسائل، فقد استشهد ما لا يقل عن 1269 فلسطينيا، من بينهم حوالي 287 من الأطفال و141 من النساء و57 من كبار السن. علاوة على ذلك، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي الوحشي فإن قوات الاحتلال استهدفت 52 عائلة فلسطينية مما أسفر عن مقتل 285 من أفرادها. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد المدنيين الذين اصيبوا بجروح مستمر في الارتفاع ليصل إلى 7110 أشخاص على الأقل، بينهم أكثر من 2164 من الأطفال و1100 من النساء و282 من كبار السن. وأسرد السفير منصور عددا من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الاخيرة بحق الشعب الفلسطيني ومن بينها قتل عائلات فلسطينية بكاملها. تطرق إلى قصف المدفعية الإسرائيلية لمدرسة تابعة لوكالة الأونروا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة والذي أدى إلى استشهاد 15 مدنيا فلسطينيا على الاقل وإصابة ما يقرب من 100 شخص بجروح. وقد أكدت وكالة الأونروا أنها أبلغت إسرائيل 17 مرة متتالية بالموقع الدقيق للمدرسة من أجل ضمان حمايتها وأبلغتها أيضا أن المدرسة تأوي مدنيين فلسطينيين نزحوا اليها. وفي هذا الصدد، أشار السفير منصور إلى بيان المفوض العام لوكالة الأونروا، بيير كراهينبول، الذي صرح فيه بأن قتل الأطفال وهم نيام، بجانب والديهم على أرضية إحدى الفصول الدراسية في أحد ملاجئ الأمم المتحدة المخصصة للنازحين في مخيم جباليا في غزة، 'صفعة وإهانة لنا جميعا، ووصمة عار على جبين العالم. اليوم يقف العالم مخزيا.' وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة السادسة التي تتعرض فيها مدارس تابعة للأمم المتحدة منذ 7 تموز لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وذكر السفير منصور أنه بالإضافة إلى ما سبق، فإنه نتيجة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أسابيع، علاوة على الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على القطاع لأكثر من 8 سنوات، فإن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية؛ فقد شرد أكثر من 240 ألف فلسطيني من بينهم أكثر من 180,000 شخص نزحوا إلى مدارس الأونروا. علاوة على ذلك، تتعرض المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية للنيران الإسرائيلية بشكل مباشر كما تواصل السلطة القائمة بالاحتلال استهداف الطواقم الطبية، بما في ذلك سيارات الإسعاف. وشدد على ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، كل الجهود الممكنة لوضع حد بشكل فوري لإراقة الدماء ولمعاناة الشعب الفلسطيني، ومساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، عن انتهاكاتها الجسيمة بحق الشعب الرازح تحت احتلالها. وقال: إن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 28 يوليه/ حزيران هو خطوة هامة، ولكن ما هو مطلوب الآن هو قرار قوي من مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، وتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. هنا، كرر ما قاله المفوض العام لوكالة الأونروا في بيانه اليوم، والذي جاء فيه: 'انتقلنا خارج نطاق العمل الإنساني وحده. إننا الآن في حيز نطاق المساءلة والمحاسبة. أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بعمل سياسي دولي حازم لوضع حد فوري للمجازر المستمرة '. وناشد السفير منصور المجتمع الدولي ان يستجيب بشكل عاجل لنداءات الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال وللدعوات من قبل جميع أولئك الذين يقدرون قدسية الحياة البشرية، بما في ذلك حياة الشعب الفلسطيني وأطفاله. وأضاف: يجب وضع حد للقتل وللمعاناة، ويجب أن ينتهي الحصار، وعلى المجتمع الدولي أن يفي بوعوده التي مضى عليها وقت طويل وأن يتخذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي ولتمكين الشعب الفلسطيني من أن يعيش حياة حرة وكريمة في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أرسل تعليقك