رعب بين أطباء مستشفى في بغداد بعد هجوم أحد المُسلِّحين
آخر تحديث GMT14:12:54
 العرب اليوم -

رعب بين أطباء مستشفى في بغداد بعد هجوم أحد المُسلِّحين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رعب بين أطباء مستشفى في بغداد بعد هجوم أحد المُسلِّحين

بغداد - جعفر النصراوي

ظهر السفاح العراقي أبو طبر في أواسط سبعينات القرن الماضي واسمه الحقيقي حاتم كاظم ولأن  جرائمه دارت في بغداد حينه اشتهر بهذا الاسم لأنه يستخدم طبر (فأس) في قتل ضحاياه ويكفي أن تنطق اسمه حتى يرتسم الرعب على مُحيَّا كل من يسمع به. اليوم وفي العاصمة العراقية بغداد يظهر اسم أبو طبر من جديد ولكن هذه المرة المستهدف هو أطباء مستشفى الإمام علي في مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية الذين باتوا يعيشون في هلع نتيجة التهديدات التي تردهم من أبي طبر الجديد المدعو فاضل الوافي المسلح الخطر والذي قام منذ أيام بمهاجمة أطباء المستشفى وتحطيم الأجهزة الطبية المتواجدة في ردهة الطواريء لأن فحص أحد الأطباء لزوجته لم يعجبه فثارت ثائرته. قصة معاناة أطباء المستشفى بدأت منتصف ليلة الاثنين بمرض زوجة شخص يدعى فاضل الوافي ويسكن في مدينة الصدر (شرق العاصمة)، بشكل استدعى نقلها إلى مستشفى الإمام علي في المدينة ليقوم طبيب "سيء الحظ" بفحص ضغط الدم لها، ويبدو أن نتيجة الفحص، أو طريقته، أو كونه يجرى من قبل "ذكر"، لم يُرضِ الوافي الذي كان يرافق زوجته فانتفض هائجًا وبدأ بضرب الطبيب لأنه لامس يد زوجته وهو يحاول قياس الضغط، ثم خرج مسرعًا من المستشفى، وعاد برفقة عشرة أشخاص مسلحين، تراشقوا بالنيران مع حرس المستشفى، ودخلوها عنوة وقاموا بعدها بضرب الجميع في قسم الطوارئ كما قاموا بتحطيم الأجهزة. وقال مصدر طبي من داخل المستشفى  لـ"العرب اليوم"  إن "مدير المستشفى هشام خالد لم يحضر إلى الدوام منذ وقوع الحادثة وذلك خوفًا على نفسه، تاركًا الأطباء وممرضي المستشفى  وسط التهديدات والمخاوف، مع أنه يتصل هاتفيًا ويشدد على ضرورة الانضباط في الدوام وكأن شيئًا لم يحدث، كذلك وزارة الصحة لم تحرك ساكنًا مع إننا أبلغناها بالحادث منذ وقوعه". ومع أن المصدر أكَّد أن مدير صحة الرصافة زار المستشفى ووعد بتوفير الأمن للمستشفى وبأن صوت الكادر سيصل إلى وزير الصحة شخصيًا، فإن وزارة الصحة مستمرة بالصمت الذي بدأته منذ الحادث، التي قالت إنَّها سمعت بها من وسائل الإعلام بل إن مسؤوليها الكبار، وحتى نوابًا من لجنة الصحة النيابية استمروا في إغلاق هواتفهم وقطع أي طريقة للاتصال بهم للتعرف على الإجراءات التي ستتخذ رغم المحاولات العديدة للاتصال بهم من قبل "العرب اليوم". وأضاف المصدر أنَّ "الكادر الطبي في المشفى مستمر بالاعتصام منذ الحادثة، وهو يشعر بالخوف من تكرار التهديد وإمكانية تعرضه لهجوم آخر سيكون أدهى من سابقه وأمرّْ كما توعد المهاجمون"، لكنه يؤكد "لن ننهي الاعتصام لحين معاقبة المعتدين وأخذهم جزائهم العادل". وقال مصدر آخر في مستشفى الإمام علي إن الجميع بدأ يسمع الكثير من الكلام من أهالي المنطقة عن الوافي وبأنه طرد من عشيرته؛ كونه شخص متهوِّر ولا يخشى أحدًا، ويتابع وهو يصف  حجم الدمار الذي تسببه في المستشفى، "لقد كسر أجهزة المستشفى واستخدمها لضرب الأطباء مع أنه وجماعته كانوا يحملون أسلحة ورشاشات"، ويتابع بالقول وأعتقد المرة المقبلة لن يمنعهم شيء من قتلنا". ويؤكد المصدر أن ما يقوم به الوافي لن يعود بالنفع عليه ولا على جماعته، ويوضح "لو مرضوا أو أصيبوا من جراء أعمالهم المتهورة والهمجية لن يجدوا غيرنا لعلاجهم"، مبينًا أن "الوافي يريد أن يصبح مثل أبو طبر من خلال ترويعه الأطباء والعاملين في المستشفى". وتزداد حالة الرعب من "أبو طبر" لدى الطبيبات المقيمات في المستشفى، وتقول إحداهن "نحن نسكن في المستشفى في دار للطبيبات ونرتعد خوفًا منذ الحادثة التي شنها مسلحون علينا، لكن إدارة المستشفى لا ترضى منحنا إجازة رغم اعتصامنا وامتناعنا عن العمل إلَّا في الحالات الطارئة جدًا". وتشير الطبيبة أن "الترويع والخوف الذي يحل بنا يوميًا جعلنا نندم لامتهاننا الطب والذي كنا نرجو من خلاله توفير خدمة إنسانية للناس ولم نتصور أن نقابل بهذه المعاملة والتهجم". وتؤكد الطبيبة بالقول "لن نوقف اعتصامنا حتى يعلم الناس أننا على حق وبأننا نقدم خدمة سامية هدفها نبيل ويجب أن نقابل بالاحترام لا بالضرب والإهانات والعنف"، مطالبةً الحكومة بـ"محاسبة الجناة الذين اعتدوا على المستشفى ومنع المسلحين بالقانون حتى لا يتكرر الاعتداء على المستشفيات الأخرى". وتبيِّن الطبيبة "أنا ومن معي من الطبيبات في السكن لا نستطيع حتى النوم من شدة الفزع والرعب من عودة المسلحين"، وتؤكد "ما قام به الوافي كان لقيام طبيب بفحص زوجته مع العلم أن الدين والشرع حلل هذا الأمر ولم يحاسب عليه. وتضيف الطبيبة أنَّ "مازاد من هلعنا أوراق التهديد التي وصلتنا والتي كتب عليها عبارة (راجعيلكم) أي سنعود إليكم مرة أخرى وهذه وحدها كافية أن تشل حركتنا وتمنعنا من التركيز في عملنا مع أنَّنا في أمس الحاجة إليه حين مزاولته لأن الأمر يتعلق بحياة الناس. وأعلن كل من التيار الصدري وعصائب أهل الحق برائتهم من المدعو فاضل الوافي واصفين إيَّاه بالمجرم الخارج عن الأخلاق ويجب إلقاء القبض عليه ومعاقبته للجرم الذي ارتكبه. وأصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بيانًا الجمعة أكَّد براءته من "المنشق" وهي كلمة يصف الصدر عادة بها أتباع حركة "العصائب"، ودعا فيه الأجهزة الأمنية إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات بحقه وبحق المسؤولين "ليكونوا عبرة لغيرهم من المفسدين"، الذي "يثيرون الرعب" في نفوس الأطباء والعاملين في مستشفى الإمام علي بمدينة الصدر. وأوضح البيان الذي تُلي في خطب الجمعة في المساجد التابعة للتيار الصدري أن "ما جاء في الاعتداء على كادر المستشفى من قبل المدعو فاضل وافي وجماعته لا يمت بالأخلاق الإسلامية ولا إلى أخلاق آل الصدر بصلة". فيما أكدت عصائب أهل الحق، أن المجموعة المسلحة التي هاجمت مستشفى الإمام علي في مدينة الصدر لا تنتمي إليها، وشددت على أن الجهة التي قامت بهذه الحادثة "معروفة للجميع" من دون إيضاح، لافتة إلى أنها شكلت وفدًا لزيارة المستشفى وتبرئة موقفها. موقف التيار والعصائب هذا جاء بعد معاودة "المنشق" فاضل الوافي تهديده للمستشفى كما تقول مصادر طبية تعمل فيه. وقال مدير مكتب الصدر في مدينة الصدر إبراهيم الجابري لـ"العرب اليوم" إن "حادثة مستشفى الإمام علي مؤسفة ولا يمكن وصفها إلا بالهمجية، وغير إنسانية". ويضيف الجابري أن "مكتب الصدر منذ اليوم الأول لوقوع الحادثة بعث بوفد إلى المستشفى للوقوف مع الكادر الطبي، معبرًا عن رفضه لهذا الاعتداء". ويبين الجابري أن "الاتصالات جارية مع مدير عام صحة الرصافة وأعضاء مجلس النواب في لجنة الصحة والبيئة من التيار الصدري، لحث الأطباء المُعتدى عليهم للجوء إلى الإجراءات القانونية وتقديم شكوى ضد هؤلاء المعتدين، كي لا يتجرأ أحد ويعتدي على شخص يقدم خدمة للمواطنين مرة أخرى"، مضيفًا أن "مكتب الصدر بالنجف أصدر بيانًا استنكر فيه هذا الاعتداء". ولم يتمكن موقع "العرب اليوم" من الحصول على تصريح من الجهات الرسمية في وزارة الصحة رغم محاولاتنا العديدة للاتصال بالمسؤولين الذين أكدوا أنهم سمعوا الخبر نافين علمهم الدقيق  بالموضوع مطالبين بتأجيل الاتصال بهم إلى ما بعد جمع التفاصيل الكافية عنه فيما قام المتحدث باسم وزارة الصحة زياد طارق بغلق هاتفه الرسمي، وامتنعت عضو لجنة الصحة النيابية مها الدوري ومفتش عام وزارة الصحة عادل محسن عن الإدلاء بأي تصريح من جهته أكد رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ صالح الحيدري لـ"العرب اليوم" ، إن "الدين الإسلامي الحنيف حلل ذهاب المرأة إلى الطبيب الرجل في الحالات التي تستوجب ذلك، إذ أن قيام الرجل بفحص المرأة من فوق الملابس كما حصل في الحادثة أمر لا شائبة فيه" وأضاف الحيدري أن "الذي حدث في مستشفى الإمام علي من اعتداء على الأطباء والكادر الطبي أمر مرفوض رفضًا تامًا"، مبينًا أن "مثل هكذا أمور لا تحل بهذه الطريقة وكان من الممكن أن يذهب زوج المرأة بها إلى طبيبة للحيلولة دون حدوث هذا الإشكال" ويبين الحيدري أن "الشرع الإسلامي لا يرضى بمنهج العنف إطلاقًا ولا يقبل أسلوب الشتم والضرب، أذ أن هناك حالات تستوجب العلاج للمرأة وقد لا تتوفر طبيبة فيجب التوجه إلى الطبيب لأن ترك النفس بلا علاج هو الأمر الخطأ لأن أنفسنا أمانة لدينا وعلينا حفظها وصونها". يُذكر أن حالات الاعتداء بالضرب والتهجم على الأطباء لأسباب الشرف بفعل المجتمع العشائري العراقي تُسجل من وقت لآخر في مستشفيات بغداد وباقي المحافظات، إلا أنه لم يتم أي هجوم مسلح على مستشفى منذ انتهاء الحرب الطائفية في العام 2007 عندما كانت ميليشيات الأحزاب المختلفة تقمع الأطباء وتجبرهم تحت تهديد السلاح والضرب على معالجة جرحاهم وإنقاذهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رعب بين أطباء مستشفى في بغداد بعد هجوم أحد المُسلِّحين رعب بين أطباء مستشفى في بغداد بعد هجوم أحد المُسلِّحين



GMT 03:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة إلى 43712 شهيدًا

GMT 04:16 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تؤيد مشروع قرار لمجلس الأمن بوقف اطلاق النار في غزة

GMT 01:22 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة جندي أميركي بعد إصابته أثناء دعم الرصيف العائم في غزة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab