طهران - يو.بي.آي
قال الرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني إن حكومته الجديدة التي سيقدمها للبرلمان لتنال الثقة ستلتزم بعهدها في ازدهار الأحكام والأخلاق الإسلامية مشدداً على الاعتدال لكونه دلالة على الثقافة الإيرانية وهو أسلوب عقلاني أيضاً.
وقال روحاني بعد توليه مهامه رسميا اليوم السبت في حفل تنصيبه بحضور المرشد العام للجمهورية الإسلامية علي خامنئي "إن استمرار ثقة الشعب مفتاح الخروج من المشاكل والشعب يريد أن يتمتع بحياة كريمة ويعيش في حرية ومعنوية".
وأضاف أن" مطالب الشعب محقة ولكن لا يمكن تحقيقها دفعة واحدة، وإنما تدريجيا، وان الاعتدال هو الدلالة البارزة على الثقافة الإيرانية والاعتدال هو أسلوب عقلاني".
وأوضح أن الاعتدال" لا يعني العدول من المبادئ لكنه أسلوب عقلاني وفعال واعتماد الصبر من المجتمع والابتعاد عن الإفراط والتفريط.
وقال روحاني إن "الاعتدال يعني الابتعاد عن التفريط والإفراط وتثبيت دعائم سيادة الشعب وأرى أني مسؤول عن تنفيذ برامج الحكومة واعتماد السياسات المعتدلة لإدارة البلاد".
وتابع " سأكون ملتزما بالسلوك المعتدل والحكومة الإيرانية ستتخذ خطوات جديدة من اجل رفعة إيران على الساحة الدولية وإزالة الحظر الجائر" مضيفا أنها معنية بالمسائل المعيشية للشعب الإيراني.
وكان المرشد العام علي خامنئي قال إن انتقال السلطة في بلاده ظاهرة حميدة وإن القبول بالمسؤولية لا يعني الاستبداد والتمتع بالسلطة.
وقال خامنئي في كلمة خلال مراسم تنصيب روحاني مساء اليوم " إن أساس العمل والمحور بيد الشعب، وهذا هو الأساس لسيادة الشعب الدينية، التي وضع أركانها الإمام الخميني ".
وأشاد بروحاني ووصفه بأنه من" الكوادر الخدومة المخضرمة، وقد اجتاز اختبارات عديدة سواء في حقبة الدفاع المقدس او مجلس الشورى الإسلامي، وقد قدم خدمات جليلة"، داعيا الجميع الى مد يد العون له من أجل تنفيذ هذه المسؤولية والواجبات الجسيمة.
وأضاف " قبل الثورة لم يذق شعبنا طعم سيادة الشعب الدينية، وما بين الثورة الدستورية إلى انتصار الثورة، أكثر من 70 عاما كان منها أكثر من 50 عاما تحت حكم عائلة بهلوي الديكتاتورية".
وقال إن علي رئيس الجمهورية الجديد (روحاني) أن يهتم بأن الشعب " يعتبر إيران دولة إسلامية مؤسسة على أساس التعاليم الإسلامية" مشيرا إلى مسيرات يوم القدس التي دفعت بالإيرانيين أمس " ليشاركوا تزامنا مع أنحاء العالم الإسلامي، في المسيرات العظيمة تلبية لنداء الإمام الخميني منادين بإزالة الظلم عن الفلسطينيين".
من جهة ثانية أكد خامنئي "أن القبول بالمسؤولية لا يعني الاستبداد والتمتع بالسلطة، بل انه بمعني القبول ببذل الجهود لتقديم الخدمات للشعب الإيراني، من اجل التقليل من مشكلات المواطنين".
وأشار إلى الأوضاع الراهنة في العالم قائلا " الوضع في العالم الإسلامي يعاني من مشكلات، فهناك أوضاع مضطربة تسود في العالم، وفي منطقتنا أيضا نشاهد العديد من المشكلات، فمن جهة المشكلات في بعض الدول الإسلامية، ومن جهة أخرى، وجود الكيان الصهيوني الذي يمارس منذ 65 عاما الظلم والتعسف ضد أصحاب الأرض الأصليين في فلسطين".
وتابع أن المشكلات مستمرة فالصهاينة "يدمرون منازل الفلسطينيين، ويقتلون الطفل في حضن أبيه، ويودعون الشباب في السجون، ويقبعون في السجون بلا محاكمة، ويضغطون على الفلسطينيين في معيشتهم" متسائلا" أليست هذه جرائم؟" مضيفا "من المؤسف أن الصهاينة يحظون بدعم بعض الدول".
وقدم خامنئي الشكر للرئيس السابق محمود احمدي نجاد وحكومته على "بذلها مساع كبيرة في تقديم الخدمات والتقليل من مشكلات الشعب، وتحقيق مزيد من التطور، الذي لن يتوقف".
وكان خامنئي أصدر مرسوما بالمصادقة على الولاية الرئاسية للرئيس المنتخب روحاني كرئيس لإيران وفقا للمادة 110 من الدستور.
وتلا رئيس مكتب قائد الثورة الإسلامية حجة الإسلام محمد محمدي كلبايكاني مرسوم تنصيب روحاني ، وهو الرئيس السابع للجمهورية الإسلامية الايرانية.
و قد شارك عدد كبير من كبار مسؤولي البلاد والعديد من القادة ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وكبار المسؤولين في دول الجوار والمنطقة والدول الإسلامية في مراسم التنصيب.
وتسلم روحاني الحكم رسمياً من الرئيس محمود احمدي نجاد لتنتهي بذلك ثماني سنوات من رئاسة احمدي نجاد لإيران .
وسيقدم الرئيس روحاني غدا الأحد قائمة بأسماء المرشحين للحقائب الوزارية إلى رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني للحصول على ثقة البرلمان بعد أداء مراسم اليمين الدستورية في البرلمان.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قد أعلن في وقت سابق أن 55 وفدا أجنبيا يشارك في مراسم تنصيب روحاني ، من بينهم 11 رئيسا للجمهورية و 8 نواب رؤساء ورئيسا وزراء و7 رؤساء برلمانات و11 وزيرا للخارجية.
أرسل تعليقك