بغداد - العرب اليوم
أرسلت موسكو طائرات مقاتلة نفّاثة ومعها مدرّبون عسكريون إلى العراق إعلانًا عن زيادة دعمها للحكومة العراقية، وذلك وسط إشارات تنمّ عن تنامي المساعي الإيرانية والروسية لدعم العراق في معركته ضد "داعش" والمتشدّدين.
ووصلت شحنة الطائرات الروسية هذه بعد أيام قليلة من توجيه السوريين ضربات جوية إلى أهداف تعود لـ "داعش"، إلى جانب تصاعد المعونات العسكرية التي تُقدمها طهران أيضًا. وخلال هذا الوقت تواصل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدارس مسألة توجيه ضربات جوية إلى “داعش”. المساعدات المرسلة من جانب طهران وموسكو تنذر بمزيد من تقلّص قدرة واشنطن على ممارسة الضغط على المالكي في ذات الوقت الذي تحاول الإدارة الأميركية فيه دفعه للبدء بمسعى جدي للتقارب مع الأقليتين السنيّة والكرديّة في البلد.على مدى أكثر من عام كانت بغداد تحث واشنطن على الإسراع بتسليم طائرات أف - 16 النفاثة المقاتلة ومروحيات أباتشي وهي تخوض غمار معركة فرض السيطرة على البلد. إلا أن أعضاء في الكونغرس الأميركي عرقلوا تسليم هذه الأسلحة مرة تلو مرة.يذكر مسؤول عراقي كبير أن الدعم الأخير الذي تقدّمت به موسكو شاهد ودليل على أن الدور الأميركي في الصراع آخذ بالتضاؤل. ويمضي هذا المسؤول مضيفاً: “النفوذ الأميركي آخذ بالتنحي والسبب في ذلك هو ضعف دعم الولايات المتحدة للعراق في الجانبين الأمني والعسكري وهو يخوض معركة البقاء.”وقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً أن مستشارين عسكريين وصلوا في نهاية الأسبوع الماضي للمساعدة في تجهيز وتحضير تلك الطائرات التي ستشمل 12 طائرة من طراز “سوخوي - 25” النفاثة المقاتلة المخصصة لمهاجمة الأهداف الأرضية. ويضيف المسؤول العراقي الكبير أن خمس من تلك الطائرات قد وصلت إلى العراق يوم السبت الماضي كجزء من شحنة “مرتقبة” من الطائرات التي سيرسلها الروس. وتأمل بغداد أن تعزز هذه الطائرات محاولاتها لاستعادة سيطرتها على المساحات الواسعة من أراضيها التي استولى عليها “داعش”. وفي يوم السبت أيضاً شنت قوات الأمن العراقية المسندة بالدبابات والمروحيات هجوماً تعرضياً لاستعادة مدينة تكريت.وقد أيد مسؤول كبير في البنتاغون ما أورده تقرير صحيفة نيويورك تايمز ولكنه يقول ان ذلك لن يكون له أثر على المساعدات التي ستقدمها أميركا للعراق.
وأعلن السكرتير الإعلامي للبنتاغون، الأدميرال جون كيربي، في حديث مع مجلة "فورين بولسي": "سوف تبقى مهمتنا على حالها بلا تغيير، وهي حماية مصالح أميركا والكوادر الأميركية العاملة، وتقييم وضع قوات الأمن العراقية، وكذلك وضع "داعش"، إلى جانب مواصلة توفير تغطية استخبارية واستطلاعية وافية، والتحضير لمساعدة قوات الأمن العراقية بصفتها الاستشارية".
أرسل تعليقك