بغداد- نجلاء الطائي
كشف رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، الأربعاء، عن استعداد قوات مقاتلة من بلاده للتوجه إلى العراق؛ للمشاركة ضمن الخطوط الأمامية في مواجهة تنظيم "داعش" ولحماية أعمال إصلاح سد الموصل المهدد بالانهيار.
وأكد رينتسي، في بيان أمام مجلس النواب، أن "قواتنا في العراق من أجل التدريب ولكن أيضًا ضمن عملية عسكرية مهمة في سد الموصل الواقع في محافظة نينوى شمال العراق، وأن السد الذي شهد معارك طويلة يعاني من أضرار شديدة تهدد بانهياره ما سيتسبب في وقوع كارثة ستؤدي إلى تدمير بغداد بالكامل".
وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي أن "إيطاليا التي فازت إحدى شركاتها بعطاء لإصلاح السد ستنشر إلى جانب الولايات المتحدة 450 جنديًا سيغادرون سريعًا إلى الموصل لحماية السد القائم على نهر دجلة أحد البني التحتية الحيوية للبلاد وذلك بعد موافقة البرلمان".
وأفادت تقارير بأن سد الموصل أكبر سدود العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط معرَّض لانهيارات جراء التآكل في بناه التحتية، لكن الحكومة العراقية طالما تنفي هذه التقارير وتؤكد استمرار معالجته.
وتضاربت الأنباء خلال الأيام الأخيرة بشأن "تآكل" سد الموصل واحتمالية انهياره، في وقت نفى فيه محافظ نينوى تلك الأنباء، عادًا إياها "غير صحيحة وتفتقر للمصداقية".
وذكرت تقارير متخصصة وصول التخسفات الأرضية تحت جدران السد إلى مراحل متقدمة، أدت إلى تزايد الشقوق في هذه الجدران، وعلى إثرها شكلت السفارة الأميركية لدى بغداد خلية أزمة من المتخصصين تجتمع أسبوعيًّا لمعاينة وتقدير آخر التطورات.
وإحدى توصيات الخلية التي تم تشكيلها إرسال فريق غوص متخصص من أفراد البحرية الأميركية ليغوصوا إلى قاع السد لمعاينته عن كثب.
وأعدّ مركز بحوث السدود والموارد المائية في جامعة الموصل دراسة العام 2009 وقدمها في المؤتمر العالمي الثالث عشر لتكنولوجيا المياه الذي عقد في مصر، أشارت إلى أنه حال انهيار السد فإن 207632 متر مكعب من المياه سيتدفق بسرعة 3.5 كلم في الثانية وبارتفاع 25.3 متر في الساعات التسعة الأولى من الكارثة، معرضًا أكثر من نصف مدينة الموصل إلى الغرق بمياه يصل ارتفاعها لـ20 مترًا.
وبحسب الدراسة، فإن الكارثة البشرية والاقتصادية لا تشمل الموصل فحسب، فالأرقام تشير إلى أن حصيلة الكارثة ستؤدى إلى مقتل وتشريد أكثر من مليوني عراقي، فضلاً عن اكتساح مياه السيول على مسافة 500 كم ضمن امتداد مجرى نهر دجلة، مكتسحًا أمامه كل ما على الأرض وستغمر المياه أجزاءً كبيرة من العاصمة بغداد تصل لارتفاع 4 أمتار.
أرسل تعليقك