الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
كشف السكرتير الصحافي للرئيس السوداني عماد سيد أحمد أن الرئيس البشير سيزور جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان قريبا تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت .
وقال سيد أحمد في تصريحات له، إن الخطوة تمت خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى مؤخرا بين الرئيسين بمناسبة التوقيع على مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين بلديهما ، مشيرًا إلى أن البشير قبل الدعوة وان الاتصالات جارية بين البلدين بشأن الزيارة وتحديد الزمن المناسب لها.
وفي جوبا رحبت حكومة جنوب السودان بالزيارة، وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور برنابا مريال بنجامين إن زيارة البشير مهمة وستدفع بعلاقات البلدين إلى مراحل متقدمة من التعاون.
وأضاف في تصريحات إلى "العرب اليوم" أن الزيارة تأتي في وقت أمكن فيه للخرطوم وجوبا تجاوز حالة الاحتقان السياسي التي سيطرت على علاقات البلدين في الفترة الأخيرة .
وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية السودانية اللواء يونس محمود إن الزيارة تأتي في وقت تنظر فيه الحكومة السودانية إلى دولة جنوب السودان كجار تربطه بها مصالح استراتيجية وعلاقات اقتصادية وتجارية واجتماعية و أمنية خاصة وحدودهما المشتركة طويلة وتمتد لآلاف الكيلومترات وتتداخل حولها القبائل.
وأضاف أن هناك مشكلات قائمة الآن وأخرى يمكن أن تحدث ، ويتطلب علاجها لقاء ا على مستوي القمة لتأسيس المصلحة بين البلدين وبالتالي تنزيل الاتفاقيات إلى المستويات الأدنى ، مشيرًا إلى أن الزيارة حال تأسيسها لكل ذلك إلا أن هناك بعض العقبات ستظل قائمة وطرفها دولة الجنوب حيث تتقاطع مصالح جماعات الضغط هناك خاصة المنتسبين إلى الجيش الشعبي ، فبعض من هؤلاء لاتزال تسيطر عليه روح التمرد على قرارات الالتقاء بين البلدين.
وأضاف، "من وجهة نظري لابد أن يحدث ذلك بعقلانية وحذر في الوقت ذاته، وعلينا ألا ننساق والحديث للواء يونس وراء العاطفة ونسرف في الأماني ، مشيرا إلى أن الكثير من الناس وبعد اتفاق البلدين الأخير رسموا صورا وردية لعلاقات البلدين، وظنوا انه لن تحدث مصاعب جديدة، مشيرًا إلى أنه يجب التعامل مع الجنوب بما يحقق مصالح السودان.
من ناحيته قال عضو في برلمان الجنوب فضل عدم الكشف عن اسمه نحتاج لبناء جسور الثقة بيننا في المقام الأول، إن تم ذلك لن تحدث مشكلات وان حدثت مشكلات يمكن تجاوزها دون أن ندفع ثمنا غاليا كما حدث في السابق، مشيرًا إلى أن زيارة البشير إلى جوبا ستضع العلاقة في إطارها الصحيح .
وأوضح أن هذه الزيارة ستكون الأولى للبشير إلى جوبا منذ حضوره احتفالات جنوب السودان بميلاد دولته في 9 موز/يوليو 2011م بعد أن صوتت الأغلبية العظمى من الجنوبيين لصالح الانفصال في استفتاء تقرير المصير الذي أجري بموجب اتفاق السلام الشامل الموقعة بين الشمال والجنوب عام 2005 في ضاحية نيفاشا الكينية وأسدلت الستار على مايقارب ربع قرن من القتال في حرب أهلية لم يتعاف منها حتى الآن السودان والجنوب .
أرسل تعليقك