بيروت – جورج شاهين
باشر سفيرالولايات المتحدة الأميركية الجديد السيد ديفيد هيل, زياراته الرسمية في لبنان خلفاً للسيدة مورا كونيللي بالبروتوكولي منها, فبعد أن قدم أوراق اعتماده لدى رئيس الجمهورية, زار رئيس الحكومة المستقيل نيجب ميقاتي والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام.
ومن بعبدا حيث أرجيت المراسم البروتوكولية زار هيل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عصر الجمعة في السرايا، في أول زيارة رسمية له إلى مقر رئاسة الحكومة, وتم بحث العلاقات اللبنانية – الأميركية, إضافة إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة وتداعيات الأحداث في سورية على لبنان .
وقد أكد الرئيس ميقاتي في خلال اللقاء أن لبنان يعتبر أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية، وفق ما يراه السوريون مناسباً لبلدهم، وأن استخدام القوة والعنف لا يمكن أن يؤديا إلى حل المشكلات المطروحة, وجدّد الدعوة إلى تحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة ومساعدته على معالجة القضايا الكثيرة التي يعاني منها، لا سيما منها ملف النازحين السوريين, وشدد على أن لبنان غير قادر بمفرده على تحمل تداعيات النزوح السوري إليه، وهو عبّر عن ذلك منذ بداية الأزمة السورية، وبالتالي فالمطلوب من المجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم في هذا الصدد وبالسرعة القصوى, لأن هذا الملف بات يشكل عامل ضغط كبير على الواقع اللبناني برمته.
ولفت إلى أن مؤتمر أصدقاء لبنان المقرر عقده في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة, هو أمام تحد أساسي يتعلق بالإسراع في ترجمة الوعود المتكررة التي قدمت للبنان منذ بداية الأزمة السورية بمساعدته على حل هذه المعضلة الإنسانية والسياسية الكبيرة .
وفي مجال آخر أمل الرئيس ميقاتي في عودة من غادر من طاقم السفارة الأميركية في بيروت وعائلاتهم، وأشار أن الأجهزة الأمنية المختصة تتخذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة البعثات الديبلوماسية والرعايا الأجانب في لبنان .
وفي ختام الزيارة إذاع السفير الأميركي البيان الآتي: كان لي الشرف أن أقدم أوراق اعتمادي إلى الرئيس ميشال سليمان هذا الصباح، لقد انتهيت للتو من الاجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبحثنا مجموعة من القضايا المتعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية وألأمنية في لبنان، وسأجتمع مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام في وقت لاحق الجمعة. إسمحوا لي أيضا أن أعرب عن امتناني للترحيب الحار الذي قوبلت به عند عودتي إلى لبنان. أعود إلى لبنان في وقت يمثل تحدياً لجميع اللبنانيين، ومن الواضح أن الموضوع الرئيسي خلال لقاءاتي ،الجمعة، كان متعلقاً بالوضع في سورية. يركز قادة الولايات المتحدة في هذا الوقت على كيفية الرد على هجوم نظام الأسد الوحشي على مواطنيه باستخدامه الوسائل الهمجية المتمثلة بالأسلحة الكيميائية. إن الولايات المتحدة تعتقد، من دون شك، بأن الصراع في سورية يجب أن ينتهي من خلال حل سياسي وليس عسكرياً، ولكن في الوقت ذاته يجب أن يحاسَب نظام الأسد على هجومه الوحشي بالأسلحة الكيميائية ضد شعبه. نحن نركز بقوة أيضا على عزل لبنان عن أي مضاعفات تتعلق بالرد على هجوم سورية الكيميائي، والحفاظ على سياسة النأي بالنفس اللبنانية. كما نؤمن بأن سياسة لبنان بالنأي بالنفس عن الصراع في سورية هي السياسة الصحيحة لاستقرار لبنان وللمنطقة، ونعتقد بأن مصالح الشعب اللبناني تُخدم بشكل أفضل، إذا التزم جميع اللبنانيين بسياسة النأي بالنفس هذه، ومع ذلك، يواصل فريق واحد في لبنان هو حزب الله، انتهاك هذه السياسة بشكل صارخ من خلال المشاركة المباشرة في الصراع السوري، وبالتالي مضاعفة التحديات التي تواجه لبنان. إن العلاقة الأميركية- اللبنانية قوية ومتعددة الأوجه، وستظل كذلك، ونحن ملتزمون تعميق الشراكة بين بلدينا وتوسيعها، بما يخدم مصالح دولتينا. لقد رسم قادتكم مساراً لبناء مؤسسات وطنية، ونحن فخورون بدعمنا لهذا المسار. لقد عدت إلى لبنان قبل أسبوع، وخلال هذه الفترة القصيرة، تحدثت إلى الكثير من اللبنانيين العاديين، وأصغيت إلى رؤيتهم المشتركة لهذا البلد: لبنان السلام والازدهار، لبنان حيث يتمكن الناس أن يعيشوا فيه حياة أمنة بطرق يختارونها بأنفسهم، لبنان حيث يتم اتخاذ القرارات من قِبل مؤسسات حكومية تخضع للمساءلة أمام الناس، وليس من قبل فرقاء تابعين لآخرين. ونحن نشاطر هذه الرؤية اللبنانية، وسنعمل على جعلها حقيقة واقعة.
وعصراً زار هيل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام في إدارته في المصيطبة وتم بحث الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة إضافة إلى العلاقات اللبنانية – الأميركية.
أرسل تعليقك