بيروت - جورج شاهين
أعلن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، أنه سيبحث مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال لقائهما في نيس بعد أيام قليلة، الوضع في المنطقة وتطوراته. وشدد على رفض التدخل العسكري الأجنبي في سورية، مديناً في الوقت عذاته استعمال السلاح الكيميائي لإبادة الناس.
ودعا إلى عدم توريط لبنان في الأزمة السورية وتحييده تحييداً كاملاً، وقال "وهي مسؤولية أضعها أمام الجميع فلا أرض لبنان ولا جو لبنان ولا شعب لبنان يجب أن يدخل بفعل أو رد فعل وهذا أمر واضح".
وأضاف "نطالب بكامل حدودنا وبالأراضي التي سلخت عن لبنان، وهذا حصل منذ مائة سنة، وليس من الصعب علينا الحفاظ على هذا النمط بروح واحدة وبقلب واحد وبفكرة واحدة وبدستور واحد وهو ما زال محفوظاً ولله الحمد".
وأوضح سيلمان "أنه حاول وسيحاول أن يجمع الجميع في لبنان على موقف الاعتدال والشراكة الوطنية ولبنان الرسالة ولبنان الدور، مشيراً إلى أنه يريد حكومة جامعة، وهكذا يريد رئيس الحكومة حتى نمرر هذه المرحلة التي يمر بها الشرق الأوسط".
من جهته، أشاد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بمواقف الرئيس سليمان، وحرصه على وحدة لبنان واللبنانيين، واعتبر أن الرئيس سليمان "كالارز، كلما زادت النكبات، ازداد قوة وصلابة"، وأشار إلى أن رئيس الجمهورية يعلم الجميع الصلابة والوفاء للبنان واحترام الآخرين ولو كانوا يوجهون إليهم السهام.
تأتي مواقف الرئيس سليمان والبطريرك الراعي خلال مشاركة رئيس الجمهورية البطريرك الماروني في اختتام السنوية العاشرة لحديقة البطاركة في الديمان، التي نظمتها رابطة قنوبين للرسالة والتراث، ووصل سليمان عند الرابعة إلا عشر دقائق إلى الصرح البطريركي في الديمان، واستقبله البطريرك الراعي والسفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، وحشد من المطارنة ورئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي وأعضاء مجلس أمنائها وداعميها والأسرة البطريركية، وانتقل الجميع إلى باحة الصرح الداخلية، حيث رحّب أمين النشر والإعلام في الرابطة الإعلامي جورج عرب بالرئيس سليمان، وحيا حضوره المتوّج مسيرة المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، ثم أحيت جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس رسيتالاً من التراث السرياني.
ثم ألقى الشدراوي كلمة شكر فيها الرئيس سليمان على حضوره السنوي الذي يتوج عمل الرابطة، ومسيرتها التي يرعاها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
وبعدما تبادل الراعي وسليمان الكلمات بشأن المناسبة وأهميتها الثقافية والروحية كانت خلوة على شرفة الجناح البطريركي استمرت قرابة نصف ساعة، وتوجه سليمان بعدد من التصريحات للإعلاميين تطرق فيه لعدد من القضايا، وبشأن تطرق موضوع الضربة لسورية أثناء زيارته إلى فرنسا، قال "نحن ذاهبون إلى مؤتمر الدورة السابعة للألعاب الفرنكفونية لتسليم فرنسا مقاليد رئاسة هذه الدورة التي هي حالياً في لبنان، وسألتقي الرئيس الفرنسي ونبحث الموضوع في المنطقة، أما بالنسبة للموضوع السوري فإننا ضد التدخل العسكري الأجنبي في سورية، ولكن هذا لا يعني أننا لا ندين أشد الإدانة استعمال السلاح الكيماوي لإبادة الناس، ولكن الأمم المتحدة تولت التحقيق في هذه المسألة وعلى ضوء نتائج هذا التحقيق تأخذ الأمم المتحدة المساءلة التي تراها مناسبةً في حق المرتكبين، أما إذا حصل تدخل آخر فنحن نتوجه إلى الجميع، إن كان جهات خارجية أو داخلية بعدم توريط لبنان في هذا الموضوع وتحييده تحييداً كاملاً، وهذه مسؤولية أضعها أمام الجميع، فلا أرض لبنان ولا جو لبنان ولا شعب لبنان يجب أن يدخل بفعل أو ردة فعل وهذا أمر واضح".
وبشأن تعليقه علي مبادرة الرئيس بري، قال "إن مبادرة الرئيس بري جيدة، وهي إجمالاً تصب في عمل هيئة الحوار ونحن نذكر أنه وفي هيئة الحوار هناك أمران مهمان، إعلان بعبدا الذي صدر ووافق عليه الجميع بعد قراءة مفصلة لكل كلمة وجملة فيه وحصلت حوله مناقشات وحذفت كلمات وعبارات من الأطراف المتقابلة على طاولة الحوار وهناك الإستراتيجية الدفاعية التي نتجت عن هيئة الحوار وقد وضعت هذه الإستراتيجية شخصياً وهي لم تناقش بعد. والإستراتيجية الدفاعية تضم في ثناياها كافة المواضيع الوطنية أي حشد القدرات الوطنية للدفاع عن الوطن من التربية إلى الأشغال إلى الطرقات إلى الصحة العامة ولكل المواضيع الأخرى وأي أمر يطرح على الطاولة لا يرتبط بالإستراتيجية ويرغب المتحاورون بمناقشته لا مانع عندنا من مناقشته، أما المواضيع التفصيلية الأخرى فموجودة في إعلان بعبدا الذي لم ينفذ وإننا على استعداد لمناقشة كيفية تنفيذه، بالنسبة للموضوع الحكومي إذا رغب رئيس الحكومة المكلف طرح الموضوع على طاولة الحوار يمكن أن نتحاور ولكن إذا كان يقوم بمهمته وفقاً للتكليف الدستوري وعندما نقول حوار فكل شيء مطروح".
وبشان اعتصام الهيئات الاقتصادية بسبب تردي الوضع الاقتصادي والمطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة، قال سليمان "أيد البطريرك الراعي منذ زمن تشكيل الحكومة، وناشد الجميع في 16 آب غداة تفجير الضاحية المؤلم أن يسرع السياسيون ويسمعوا كلمة الشعب فالشعب يريد حكومة لتسيير أموره فالبطريرك مشجع لذلك، وإن شاء الله نشهد تشكيل حكومة بأسرع وقت، وإن صرخات الاقتصاديين وهم أصحاب العمل الذين يعتصمون يدل على أن هناك شيء ما خاطئ من حيث يدرون أو لا يدرون، لأنهم يعبرون بذلك عن وجعهم، فحل الأمور يحسن الوضع الاقتصادي سريعاً في لبنان ورحمة بالناس يجب أن يتعاون الجميع على حماية لبنان وخاصةً بعد التفجيرات التي حصلت".
واختتم "أريد حكومة جامعة، وهكذا يريد رئيس الحكومة حكومة جامعة من كل اللبنانيين حتى نمرر هذه المرحلة التي يمر بها الشرق الأوسط".
أرسل تعليقك