بيروت – جورج شاهين
دان رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان، القصف الجوي السوري داخل الأراضي اللبنانية، واعتبره انتهاكًا مرفوضًا للسيادة اللبنانية، وكلّف وزير الخارجية والمغتربين، عدنان منصور، بتوجيه رسالة احتجاج إلى الجانب السوري بهدف عدم تكرار مثل هذه العمليات.
وأكد سليمان، خلال لقاء عقده، الثلاثاء، في مقر إقامته في لاغوس، مع هيئة مجلس إدارة جمعية المبادرة "اللبنانية _النيجيرية"، أنه على الرغم من الغيوم السياسية والأمنية والاقتصادية إلا أن لبنان ستعبر إلى الأفضل وإلى شاطىء الأمان، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالبلاد؛ لأن الوقت الحالي لا يتحمّل المزايدات السياسية.
وفي الوقت الذي شدد فيه على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أعرب عن إيمانه بالقانون النسبي أيضًا، داعيا النواب لتعديل القانون ليكون مقبولًا لهذه المرة ومناسبا للمرات المقبلة .
من جانبه رحّب رئيس الجمعية السيد فيصل خليل، خلال المؤتمر، بالرئيس سليمان وطمأنه على وضع الجالية اللبنانية في نيجيريا، مؤكدًا أنها على الرغم من بعض الصعوبات بقيت تتعامل مع بعضها بالمحبة، داعيًا إلى أن يكون تمثيل الدولة اللبنانية في نيجيريا على مستوى التطلعات وحجم الجالية هناك.
وعاد سليمان ليؤكد أن العالم تحوّل إلى بلد واحد بفعل العولمة، معتبرًا أن الجنسية التي نتحدث عنها ستصبح بلا معنى، وذلك بعد ظهور الجنسية العالمية، مشيرًا إلى أن الحياة تتطلب الاختلاط والتعدد، ولكن من المهم أن يبقى المُغترب اللبناني مرتبطاً بوطنه الأم، مشيرًا إلى أه لم يعد هناك قلق من ابتعاد المُغترب عن بلده الذي ما زال مرتبطاً به، والدليل على ذلك حجم التدفقات المالية إليه وهي 1,6 مليار في هذه الفترة، لافتًا إلى أن المغتربين ساهموا في هذه التدفقات بجزء كبير.
في سياق آخر اعتبر الرئيس اللبناني أن الاعتداء على شيخين، الاثنين، بذرة فتنة، موضحًا أن كل المسؤولين تصدوا لها بحذر، وتركوا للجيش مهمة اعتقال مرتكبي الواقعة، وأشاد بالوعي الذي ظهر لدى الجميع تجاه الواقعة التي تم حصرها في خانة العمل الفردي، متمنيًا ألا تتكرر هذه الحادثة وتعالج من قبل المعنيين، مطالباً برفع الغطاء عن المرتكبين وأن يأخذ القضاء مجراه، مؤكدًا أن الجميع يعمل على تدارك أي فتنة.
وكشف سليمان أن الاقتصاد اللبناني لديه القابلية للنهوض لأنه لم يفقد مقوماته، مشيرًا إلى أن اللبنانيين قادرون على المساهمة في النهوض به، معربًا عن رغبته أن يأتي إلى لبنان المستثمر اللبناني، حيث تم دراسة كيفية الإفادة المشتركة، وتم اتخاذ قرار بإنشاء الهيئة الوطنية للاغتراب برئاسة رئيس الجمهورية لتهتم بشؤون المغتربين، لافتًا إلى أنه يتم التفكير حاليًا في إعادة تشكيل هيئة اقتصادية للاغتراب لتأمين الاستثمارات في لبنان عبر المستثمرين اللبنانيين أولا ثم الأجانب، مشيدًا بالمبادرة النيجيرية اللبنانية حيث إنها تؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي.
وقال: إن الوضع المصرفي في لبنان سليم، إضافة إلى أن الوضع النقدي لم يتأثر بالحوادث الأمنية ولا الاضطرابات السياسية، حيث إن التدفقات المالية تتحسن، وهناك فائض في ميزان المدفوعات 400 مليون دولار مقارنة مع العام الماضي 300 مليون دولار، وهذا مؤشر إيجابي جداً.
وأعرب الرئيس سليمان عن أسفه لعدم إنجاز موازنة 2013، لافتاً إلى أن فكرتها الأساسية تشجيع الاستثمار والشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحًا أنها يجب أن تخفف من الأعباء الضريبية، فضلا عن لحظها سلسلة الرتب والرواتب.
وقال، إننا مع نظرية عدم التقشف، وبخاصة بعدما توافرت لدينا فرصة الغاز والتنقيب عن النفط، مشيرًا إلى أنه عندما ترسو المناقصة على الشركات، ستزداد الثقة الاقتصادية في لبنان وترتفع الأسهم، ومع بدء العمل سوف يزداد النمو والناتج المحلي، وسوف يرأس رئيس الدولة صندوقًا سياديًّا للحفاظ على هذه الثروة للأجيال القادمة.
وأعاد رئيس الجمهورية التشديد على ضرورة وضع قانون انتخاب جديد، إضافة إلى إجراء الانتخابات في موعدها، مشيرًا إلى أن لبنان كان ساحة صراع، وقد ضحينا كثيرًا لتحقيق الديموقراطية، لافتًا إلى أن الآخرين يحاربون لإجراء انتخابات والحصول على الديموقراطية، ونحن نحارب لعدم إجرائها.
وتابع: "أنا مؤمن بالقانون النسبي، حيث إن النسبية تستطيع أن تحل أمورًا كثيرة وتخلق تعددية لدى الطوائف وبخاصة الإسلامية منها، إلا أن الأحادية تتناقض مع التعددية السياسية المرادفة للديموقراطية، مشددًا على تصميمه على إجراء الانتخابات وحثّ الجميع على ذلك.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن الجولة الأفريقية كانت مفيدة على مستوى الدول التي تم زيارتها، مشددًا على ضرورة التواصل لرفع مستوى العلاقات الثنائية على الصعد كافة، مشددًا على استمرار سعيه لتحرير المخطوفين اللبنانيين في نيجيريا.
وزار رئيس الجمهورية والوفد المرافق مقر ""Eko Atlantic وهو عبارة عن مشروع إنشائي واستثماري لمدينة عصرية ومتكاملة في لاغوس، وكان في استقباله أمام مبنى الشركة، الرئيس التنفيذي للمشروع، رونالد شاغوري، والمدير العام، دافيد فرام، إضافة إلى شخصيات عدة.
وتم عرض فيلم موجز عن المشروع الذي يهدف إلى ردم المحيط الأطلسي إلى جانب الحدود البحرية في لاغوس على مساحة 11 مليون متر مربع وطول 7 كيلومترات، وبتكلفة تتجاوز 20 مليار دولار.
أرسل تعليقك