القاهرة ـ محمد مصطفى
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس الدورة الحالية لبيت العائلة المصري عدم وجود أي فتنة طائفية في مصر بين المسلمين والمسيحيين ، وان ما يحدث من وقت لآخر من مناوشات هو استغلال لمواقف اجتماعية وسياسية ووضعها في عباءة الدين .. مضيفا أن الإسلام والمسيحية دينا رحمة
ومحبة وتسامح ولا ينتج عنهما أي تشدد أو يساهمان في إيجاد متشددين.
وطالب الإمام الأكبر رجال الدين الإسلامي والمسيحي بمواجهة أي متشدد من الجانبين باللين والحكمة والموعظة الحسنة وبالعلم بعيدا عن أي مواجهات تضر بالمجتمع .
جاء ذلك في كلمة الإمام الأكبر في ختام الدورة الأولى للوعاظ والقساوسة التي ينظمها بيت العائلة المصري لأول مرة تحت عنوان "معا من أجل مصر" بمشاركة ممثلين عن الأزهر والكنيسة المصرية .
وجدد الدكتور الطيب موقف الأزهر بالبعد عن السياسة أو العمل الحزبي واهتمامه بما يحقق المواطنة ومصلحة الشعب المصري بكل طوائفه في إطار دوره الوطني والعلمي والديني ، كاشفا عن بدء بث قناة الأزهر الفضائية خلال شهرين وفقا لمنهج الأزهر لنشر روح التسامح.
وردا على سؤال من أحد المشاركين في الدورة حول ما يقوم به بعض السلفيين من إظهار التشدد تجاه المسيحيين، أوضح الإمام الأكبر أن في كل مجتمع عناصر من هذا النوع ، والسلفيون في لقاءات الأزهر بهم أكدوا حرصهم على مواجهة أي أسباب للفتنة ، مطالبا الجميع بالتصدي لأي محاولات لزرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب المصري .
وأوضح شيخ الأزهر استمرار هذه الدورات والتوسع فيها في بعض المحافظات .. مؤكدا أن هدفها هو إعداد مجموعة من علماء الدين الإسلامي والمسيحي تواجه الطائفية وتنشر قيم التسامح بين أبناء الشعب المصري ومواجهة أي محاولات من الداخل أو الخارج لتقطيع أوصال شعب مصر أو تجزئته ، واصفا هذه المحاولات بالمخططات الخفية والخبيثة التي تحاول النيل من وحدة الوطن.
وأشار إلى وضع الأزهر كافة إمكانياته لإنجاح هذه التجربة ، وطالب بالاهتمام بالتوسع بها وتوفير كتب للمشاركين بها حول المواطنة وسبل مواجهة الفتنة وقيم التسامح للدينين الإسلامي والمسيحي والحوار بين العلماء ورجال الدين وإشاعة ثقافة التسامح والحوار بدلا من التشدد.
وأشاد رجال الدين المسيحي المشاركون في الدورة بالأزهر وحرصه على عقد هذه الدورات.
ومن المقرر أن يصدر بيان ختامي عن الدورة التي استمرت ثلاثة أيام بمشيخة الأزهر ويعقبها اليوم لقاء للمشاركين من الجانبين مع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
أرسل تعليقك