وصل عشرات العسكريين الاميركيين خلال الساعات الماضية الى شمال سوريا وشمال شرقها لتدريب المقاتلين الاكراد ودعمهم في التحضير لعمليات مرتقبة ضد تنظيم داعش وخصوصا في محافظة الرقة شمالا، معقل الجهاديين.
واكد مصدر من وحدات حماية الشعب الكردية لوكالة فرانس برس وصول مدربين اميركيين الى عين العرب (كوباني) في محافظة حلب (شمال)، موضحا ان "مهمتهم التخطيط لمعارك جرابلس والرقة (شمال) والتنسيق مع طيران الائتلاف الدولي (بقيادة واشنطن) والقوات على الأرض".
واثبت المقاتلون الاكراد انهم القوة الاكثر فاعلية في التصدي لتنظيم داعش في سوريا، ويعدون حليفا رئيسيا للائتلاف الدولي الذي وفر لهم غطاء جويا في معاركهم ضد الجهاديين.
وخاض المقاتلون الاكراد احدى اعنف المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية ونجحوا بطرده من كوباني في كانون الثاني/يناير الماضي.
وقال الصحافي مصطفى عبدي المطلع على الوضع عن قرب في المنطقة لوكالة فرانس برس "هذا الدعم الاميركي الاخير والمتمثل بالمدربين حصل اساسا بتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية".
بدورها رفضت القيادة الاميركية في الشرق الاوسط (سنتكوم) التعليق على ارسال المدربين.
وافاد بيان "لقد قلنا اننا سنرسل عددا صغيرا من الجنود على الارض في سوريا من اجل التنسيق مع شركائنا في المكان. وباستثنا ذلك، لا ننوي الكشف عن تفاصيل اماكنهم او مواعيد تنقلاتهم".
- هجوم مرتقب على الرقة -
واكد عبدي "وصول ما بين عشرين وثلاثين مدربا اميركيا بينهم ضباط، الى كوباني خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية"، مشيرا الى انهم "مجموعة استطلاع والدفعة الاولى من الاميركيين الذين يفترض ان يدربوا المقاتلين الاكراد ويساعدوهم في التحضير للعمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في جرابلس والرقة".
وشهدت الرقة خلال الاسابيع الماضية غارات كثيفة تنفذها الطائرات الفرنسية التي تشكل جزءا من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن والطائرات الروسية، ردا على تبنى التنظيم المتطرف لاعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر وحادث تحطم الطائرة الروسية في 31 تشرين الاول/اكتوبر.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته فرانس برس عن "وصول اكثر من خمسين مدربا اميركيا الى شمال وشمال شرق سوريا"، مشيرا الى انهم "وصلوا في الوقت ذاته خلال اليومين الماضيين على دفعتين عن طريق تركيا وكردستان العراق".
واوضح عبد الرحمن ان "اكثر من ثلاثين منهم موجودون حاليا في كوباني، والمجموعة الثانية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، على ان يتجمعوا في كوباني لاحقا لتدريب قوات سوريا الديمقراطية في التحضير لهجوم مرتقب على الرقة".
وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن ائتلاف من فصائل كردية وعربية اعلن عنه في 12 تشرين الاول/اكتوبر ويقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.
واطلقت قوات سوريا الديمقراطية في 30 تشرين الاول/اكتوبر عملية ضد التنظيم المتطرف في ريف الحسكة الجنوبي (شمال شرق) حيث نجحت باستعادة 1400 كلم مربع في المنطقة بغطاء جوي وفره لها الائتلاف الدولي.
وتضم "قوات سوريا الديمقراطية" فصائل عدة اهمها وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة والتحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع الوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني.
وفي الرقة ايضا، قتل 12 شخصا، بينهم خمسة اطفال، في غارات شنتها طائرات حربية على المدينة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "12 مدنيا، بينهم خمسة اطفال، قتلوا في غارات استهدفت محيط مدرسة حطين في مدينة الرقة"، دون ان يتمكن من تحديد ما اذا كانت الطائرات التي شنت الغارات روسية او تابعة للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن.
- دعم اميركي جوا -
واعطى الرئيس الاميركي باراك اوباما في نهاية تشرين الاول/اكتوبر الضوء الاخضر لنشر خمسين جنديا على الاكثر من القوات الخاصة في سوريا في دور غير قتالي استشاري.
واكد ممثل الرئيس الاميركي في الائتلاف الدولي بريت ماكغورك في 22 تشرين الثاني/نوفمبر ان العسكريين "سيصلون قريبا جدا"، مشيرا الى ضرورة "عزل" الرقة وتضييق الخناق على تنظيم الدولة الاسلامية.
ولا يقتصر الدعم الاميركي على المدربين، اذ اعلنت واشنطن الشهر الماضي انها القت جوا ذخائر في شمال سوريا لمساندة مقاتلين من المعارضة يتصدون لتنظيم الدولة الاسلامية، في اشارة الى "قوات سوريا الديمقراطية".
وبحسب عبدي فان "الطائرات الاميركية القت ثلاث دفعات من الاسلحة في شمال وشمال شرق سوريا منذ تشكيل قوات سوريا الديمقراطية لدعمها في معاركها ضد تنظيم الدولة الاسلامية وخصوصا في ريف الحسكة الجنوبي".
ا ف ب
أرسل تعليقك