بيروت - رياض شومان
إعتبر السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ، أن" حالة الإرباك تحكم الآن التهديد الأميركي والحاضنة الأوروبية والخليجية والعربية له، معرباً عن اطمئنانه الى" ان الغد لنا، والنصر لنا، ووعي شعب سوريا والتفافه حول جيشه و قيادته سيحققان هذا النصر ".وأكد أن "كل الإرهاب ينهار ان في مصر، او تونس، او في كل البلدان، وفي المنطقة، وكل الإرهاب سينهار أمام عودة الحق لكل الشعوب، لا سيما حق الشعب الفلسطيني".
السفير السوري كان يتحدث بعد زيارة قام بها السبت للنائب في ميشال عون رئيس تكتل الاصلاح و التغييرالنيابي حليف "حزب الله".
بعد اللقاء قال علي: "إن ما تتعرض له المنطقة، وليس فقط سوريا، من تهديد ومن أجواء مشحونة، ومن إرهاب أطل برأسه على المنطقة، وبشكل يقلق الجميع، كان محور لقاء معمق مع العماد ميشال عون".
أضاف: "إن رؤيتنا مشتركة حول التهديدات الأميركية ضد سوريا، وكل الضجيج الذي يرافقها من الأوروبيين والخليجيين، ويشارك بها الإعلام، يدل على الإرباك في السياسة الأميركية".
وقال: "طمأنت العماد عون على ان الجيش السوري في كفاءة عالية، وان الشعب السوري اليوم في حماسة أكثر، للالتفاف حول جيشه وقيادته، وأن التهديد الأميركي والأوروبي والإنقسام الموجود والرفض الشعبي، زاد في إحساس السوريين بانتمائهم الى وطنهم، والإلتفاف حول جيشهم".
وأعلن أن "القيادة ترفض التنازل عن أي سيادة، ونحن ننظر باطمئنان أكثر بعد سنتين ونصف الى مستقبل سوريا بعد مواجهة أفواج المسلحين والتكفيريين، الذين استخدموا حتى الآن من 83 دولة، وهم يمولون من استخبارات أميركية- تركية-اوروبية- خليجية، وبفكر وإعلام يقلب الحقائق، وبذرائع تصنع، كما حدث من يومين في استعمال الأسلحة الكيميائية، الذي سوقوه واستخدموه، ولم تنتظر الإدارة الأميركية، ولا بعض الدول الأوروبية نتائج تحقيق اللجنة الدولية".
ورأى ان "سوريا واثقة من قدرتها وتحالفاتها ورصيدها في البنية العربية، لا سيما على المستوى الدولي، رغم كل هذا العدوان المركب والمفبرك"، معتبرا ان "الإرباك الآن يحكم التهديد الأميركي والحاضنة الأوروبية والخليجية والعربية، ونحن مطمئنون الى ان الغد لنا، والنصر لنا، وفي سوريا وعي شعبي مستنفر".
سئل: هناك وجهة نظر ثانية، وهي الوجهة الإسرائيلية التي تريد من هذه الضربة ضد سوريا، أن تضعف الجيش السوري لكي تذهب سوريا الى جنيف -2، وتدخل في التسوية على قاعدة التوازن؟
أجاب: "هذا الطرح ليس جديدا، يريدون إعادة التوازن على الأرض. اسرائيل ضمن سياق كل الدول التي تهاجم سوريا، إسرائيل هي المستفيدة من كل ما يجري في سوريا. ربما الرهان الأساسي هو على تغيير موازين القوى، وتفكيك موازين الدفاع التي تشكل عائقا أمام فرادة إسرائيل، والمشاريع الأميركية. إسرائيل تتمنى عبر هذا الطرح الذي عبرت عنه عبر محلليها ومفكريها وسياسييها أن الجيش السوري يضعف، وهي تحاول تفكيك بنية الجيش، وضرب المراكز ودفاعاته وتحصينات الجيش السوري، وتريد تفكيك البنية التحتية للشعب السوري. ولكن بعد سنتين ونصف هذا الرهان يتكسر"، مشيرا إلى أن "كل الإرهاب ينهار ان في مصر، او تونس، او في كل البلدان، وفي المنطقة. كل الإرهاب سينهار أمام عودة الحق لكل الشعوب، لا سيما حق الشعب الفلسطيني، لا سيما استعادة السيطرة على القدس بكل مساجدها وكنائسها، وكل الشعوب يجب ان تلتف حول هذا الحوار، محور الممانعة والمقاومة وفي الدفاع عن معنى السيادة".
سئل: لماذا اليوم سوريا تضع السيارات المفخخة في لبنان، بحسب ما تقوله قوى 14 آذار؟
أجاب: "سوريا لم تكن يوما الا مع الاستقرار مع هذا البلد الشقيق. لكن الحقائق المقلوبة يجب الا تكون الشغل الشاغل لبعض الذين يريدون ان يستغلوا الرأي العام ويعكسوا الحقيقة. سوريا ومصر والاردن ولبنان لها عدو واحد هو اسرائيل. وأميركا تراهن على تفكيك المنطقة للحفاظ على استقرار اسرائيل، لكن كل هذه الرهانات ستبوء بالفشل. سوريا حريصة على لبنان شعبا ودولة ومقاومة كمحافظتها على بلادها".
سئل: ما مصير النازحين السوريين في لبنان؟.
أجاب: "هذا الموضوع كان من ضمن المواضيع التي ناقشناها مع العماد عون، الحكومة السورية ما تزال حكومة فاعلة ومنتجة وجادة، على الحكومة اللبنانية ان تعالج هذا الامر مع الحكومة السورية التي رحبت وما تزال ترحب، وحريصة على التنسيق، فسوريا جادة في استقبال كل ابنائها، وتوفير كل الامكانات لعودتهم في الاماكن التي يوجد فيها أمان، وهي ستؤمن كل المستلزمات للامان والتعليم، ضمن الامكانات الجيدة الموجودة".
وأوضح أن "المساعدات التي ستقدم لن تكون للمتاجرة من قبل جمعيات، او دول خارجية، او الدول التي تغذي الارهابيين"، معتبرا أن "الدول التي ترسل المساعدات للنازحين السوريين، هي نفسها التي تؤمن التسليح والتمويل للارهاب. فلتوفر الاموال التي تعطيها للارهابيين ولتعطها للفقراء الموجودين في الدول الخليجية ذاتها".
أرسل تعليقك