بيروت ـ جورج شاهين
وجه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، كتابا مفتوحا إلى الدول الداعمة للجماعات المسلحة في سورية، ناشدها فيه التدخل لاطلاق مطراني حلب بولس اليازجي وحلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم المخطتفين.
وجاء في الكتاب: "أتوجه إليكم عبر هذا الكتاب، إيمانا مني بضرورة كسر الصمت في قضية مطراني حلب المخطوفين، ويحدوني الأمل بأن تبادر حكوماتكم إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لإيجاد حل لهذه القضية الملحة والبالغة الخطورة.
ففي الثاني والعشرين من نيسان تعرض مطران حلب للروم الأرثوذكس بولس اليازجي ومطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم لعملية خطف وهما في طريق عودتهما إلى حلب من قرية على الحدود التركية - السورية، وقتل سائقهما أمام أعينهما بدم بارد، كما أوردت وسائل الإعلام..
واضاف: "إن الوضع في سورية قد بلغ أفظع مستوى، والجرائم البشعة التي يرتكبها مسلحون يدعون القتال باسم الحرية طاولت هذه المرة رجلي دين مسيحيين مسالمين، لا علاقة لهما إطلاقا بالصراع المسلح الدائر في بلادهما، بل على العكس، كانا دوما داعيتي سلام، ولطالما رفعا الصلوات من أجل سوريا بكل مكوناتها، ومن أجل السلام فيها.
والمقلق أن عملية الخطف هذه ليست الاعتداء الأول الذي يستهدف رجال دين مسيحيين، فالمطرانان عندما اختطفا كانا في مهمة تفاوض لإطلاق كاهنين مختطفين أيضا هما الأب ميشال كيال من كنيسة الأرمن الكاثوليك، والأب ماهر بولس محفوظ من كنيسة الروم الأرثوذكس، وقد اختطفا في الرابع عشر من شباط. وعمليات الخطف هذه سبقتها عمليات قتل، فقد قتل المسلحون كاهنين من الكنيسة الأرثوذكسية هما الأب فادي حداد في 25 تشرين الأول 2012، والأب باسيليوس نصار في 26 كانون الأول 2012.
هذه الأعمال لا تمثل بأي شكل من الأشكال نضالا من أجل الحرية، هي ليست سوى أعمال إرهابية يرتكبها إرهابيون يملأهم الحقد، والكراهية التي تتغذى من دماء الأبرياء وحياة المدنيين. أما تبرير هذا الإرهاب بحجة السعي إلى إطاحة النظام فقد أضحى مثيرا للهزء والسخرية."
واردف عون: "ليس خافيا على أحد أن بلادكم قدمت ولم تزل، الدعم السياسي والإعلامي للانتفاضة السورية وللمسلحين الذين يحاربون النظام القائم. وهناك تقارير إعلامية ذكرت أن بعض الدول قد تكون مدت هذه المجموعات بالسلاح وبالمقاتلين معا، فشجعتهم على المضي قدما في ارتكاباتهم المروعة والإرهابية، لأنهم واثقون من دعمكم وموقنون أنهم لن يحاسبوا على ما يقومون به.
إني على ثقة بأن بلادكم تدين الأعمال الإرهابية التي تقع على الأرض، لكن الصمت المطبق يرتب عليها مسؤولية معنوية بحجم قدرتها التي تمكنها من المساهمة في منع هذه الجرائم، لذلك، فإن الواجب الأخلاقي يدعوها إلى القيام بكل ما يمكنها لتأمين سلامة المطرانين يازجي وإبراهيم، وبذل كل جهد ممكن لضمان الإفراج عنهما في أقرب وقت.
ما زلت أؤمن بأن السياسة لا بد من أن تحترم المعايير الأخلاقية من أجل خير البشرية بشكل عام، ومن أجل الشعوب المفككة في منطقتنا بشكل خاص. لذلك، أتوجه إليكم اليوم، متمنيا أن تبادروا بإنقاذهما قبل فوات الأوان، وقبل أن يحل الندم محل العمل، فحكم التاريخ هو على الأعمال لا على النيات، وإدانة التاريخ على الإحجام لا على الإقدام.
أنا على يقين بأنكم ستلبون هذا النداء، فشعوبكم تعاني الإرهاب وهو العدو الأخطر الذي يهدد الاستقرار في العالم."
أرسل تعليقك