بغداد ـ نجلاء الطائي
اتهم حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاتحادي نوري المالكي على لسان أحد قادته كتلتي المجلس الأعلى والأحرار بالعمل على إسقاط حكومة المالكي، كاشفا أن ما بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري صراع أزلي نتج بسبب اختلاف الرؤية في الكثير من المواقف الدينية والسياسية.
وقال القيادي في الحزب الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب سياسية لـ"العرب اليوم" إنه "بات واضحا دور كتلتي المجلس الأعلى والأحرار داخل التحالف الوطني في العمل على إسقاط حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي"، مضيفا أن"توجهات الكتلتين باتت معرقلة لعمل حكومة المالكي.
وأضاف القيادي في حزب الدعوة أن الخلاف بين حزب الدعوة الإسلامية وبين المجلس الأعلى وتيار الصدر خلاف أزلي لايمكن أن يوصلنا إلى تحالف استراتيجي طويل الأمد وسرعان ما يفرطون به لأجل مكاسب أو صراع سياسي أو دعوات انتخابية"، مضيفا أن" الخلافات ترجع إلى أوائل عقد الثمانينات عندما انفك جناج من حزب الدعوة وشكل المجلس الأعلى".
وبين القيادي أن"حزب الدعوة الإسلامية رفض أن تكون أي مرجعية دينية هي من تمسك قيادة الحزب بشكل إداري أو فعلي واقترح أن تبقى المرجعيات الدينية روحا أبوية يستمد منها الحكمة والمشورة عند الحاجة لكن الجناح الذي يتزعمه الشهيد محمد باقر الحكيم قرر الانفصال عن حزب الدعوة وتشكيل المجلس الأعلى واعتبار إحدى المرجعية الدينية هي القيادة الفعلية لهم مما زاد من تعقيد الخلافات العقائدية لأكبر حزبين شيعيين في العراق"، موضحا "أما الخلاف مع التيار الصدري فبعضه يرجع إلى الحقبة نفسها والبعض الآخر يرجع إلى السياسات المتضاربة والمعقدة التي ينتهجها قادة التيار وضبابية المشروع السياسي لهم".
وأكد القيادي أن" التيار الصدري يضمر الضغينة لحزب الدعوة الإسلامية لأسباب عديدة أولها أيدولوجي غير مفهوم لدى العامة مما دعا قادة الحزب (الدعوة) إلى رفض تمثيل تيار السيد مقتدى الصدر في حزب الدعوة الإسلامية قبل وبعد 2003 والسبب الآخر أن بعض القوى داخل الدعوة عملت على تهميش مقتدى الصدر تماما لدرجة وصلت إلى محاولة إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الجانب الأميركي عام 2004"، مؤكدا " هذه الأخطاء تتحملها القوى السياسية الشيعية كلها".
وأشار القيادي إلى أن"هذه الخلافات لاتسمح للبيت الشيعي المتمثل بهذه القوى وعدد آخر من الأحزاب أن يكون تحالفا ستراتيجا قويا يحافظ على عمله ومسيرته لفترة طويلة بل على العكس فإن التحالف الوطني رغم صموده لحد الآن إلا أن بقاء هذه التعقيدات أضعفته في صناعة القرار السياسي المشترك وساهم بأضعاف الحكومة التي يترأسها المالكي".
أرسل تعليقك