واشنطن ـ وكالات
كشف وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أنه تم إنشاء المكتب الأول في الوزارة الذي سيسعى إلى التواصل مع المجتمعات المسلمة في العالم.
وقال كيري، خلال إفطار رمضاني أقامه أمس الأربعاء، في قاعة "بنجامين فرانكلين" بوزارة الخارجية، "لقد عدت للتو من الشرق الأوسط، ويمكنني القول إن المرحلة الحالية تشهد على الحاجة الملحة للسلام والأمن الدائمين بين الاسرائيليين والفسلطينيين، والسنة والشيعة، وبين أقليات متعددة وأشخاص مختلفين" في الشرق الأوسط.
وأضاف أن "شراكتنا من أجل السلام تمتدّ إلى مكان بعيد، من الشعب السوري إلى شعوب القارات كلها، وكل الأشخاص الذين يسعون إلى الديمقراطية والكرامة اللتين يستحقانهما".
واعتبر أن واشنطن تعتقد أنه يمكنها التوصل إلى شراكة مع الشعوب الشرق أوسطية من أجل الازدهار، وقال إن ساحة التحرير (في مصر) والبائع في تونس الذي أضرم النار في نفسه ما أدى إلى اندلاع الثورة التونسية أشعلا فتيل ثورتين "لم تنطلقا من حوافز دينية على الإطلاق"، معتبراً أن "هاتين الثورتين تطالبان بالاحترام وبالفرص الجديدة لأشخاص شعروا بالإحباط جراء عجز حكومتيهما على تلبية احتياجاتهم".
وحذّر من أنه عندما لا يرى الشباب أملاً في تخطي الفقر أو تحسين حياتهم، تتحول مشاكلهم عندئذٍ إلى مشاكل من الصعب تخطيها، واعتبر ان "تلبية مطالب هؤلاء الشعوب بالكرامة والفرص الجديدة تتطلب شراكات جديدة وخلاقة".
وكشف كيري عن "افتتاح المكتب الأول في الخارجية الذي سيتواصل مع المجتمعات الدينية والمسلمة في الخارج بهدف محاولة توطيد علاقتنا بهذه المجتمعات"، مؤكداً صدور معلومات إضافية حول هذا الموضوع في الأيام القليلة القادمة.
وأعرب عن إعجابه بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وبخاصة خلال زيارته الأولى إلى المملكة العربية السعودية، حيث أطلعه الملك على عزمه "الجمع بين الأديان وعلى مبادرته الخاصة بهدف محاولة تخطي الانقسامات، وجمع المسلمين وكافة الأديان سوياً"، مشيراً إلى أن "بعض الأردنيين أيضاً، مثل الأمير غازي (الممثل الشخصي والمستشار الخاص لملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين) وغيره، يسعون إلى تخطي الانقسامات وإظهار أن الإسلام المتطرف والسياسي لا يمثل فحوى الإيمان".
ودعا كيري إلى الاهتمام بالآخر مهما كانت الاختلافات، مضيفاً "في حال كنا نعمل ما أوصانا الله به، فهذا ما علينا القيام به"، داعياً إلى العمل انطلاقاً من الإيمان وإلى "معاملة بعضناً بعضاً باحترام".
كما دعا إلى العمل على "رفع مستوى الانسانية، وعيش حياتنا بشكل كامل وحر، والاستيحاء من يوم الصيام هذا، ومن كل يوم صيام من شهر رمضان".
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أول أمس أن كيري سيقيم إفطاراً رمضانيا مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي، يسلط خلاله الضوء على الجهود الأميركية للتواصل مع المجتمعات المسلمة في العالم.
أرسل تعليقك