بيروت ـ جورج شاهين
انتقد الرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود، بشدة تسليم مقعد سورية في قمة قطر إلى المعارضة، واعتبرها "مأسسة للعار العربي".
وتساءل لحود، في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، الخميس، "هل يعقل أن يتم استبعاد سورية، وسط عقد الكرامة العربية، عن مقعدها ليجلس عليه في قمة الزيف، من يدعي تمثيلها، خلافًا للواقع والقانون، وبخرق فاضح وخطير لميثاق الجامعة العربية، لا سيما في مادتيه 8 و 18؟ هل يعقل أن يقتصر غياب الاستنكار على واحد أو اثنين من زعماء العرب، فتتقلص لائحة الشرف في هذا الزمن الردئ، في حين يشتد الخناق على أعناق رجال ارتضوا لأنفسهم الارتهان والتبعية والإذعان لإملاءات راع أميركي وآخر إسرائيلي، يقذف بالحجارة قطيعًا من غنم كي ينتظم الصف على باب المسلخ؟ هل يعقل أن تصبح سورية قيادة وشعبًا وجيشًا، متصدية وحدها لإرهاب كونه يمارس على أرضها؟ هل يعقل أن تتجاهل قمة عربية عمدًا، حق العودة بعد أكثر من عقد من إدراجه بالقوة في المبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت؟ هل من العدل والإنصاف بكل المعايير أن تنقلب قمة الدوحة على حق العودة، فيستريح أعداء الأمة على أمجادهم وأطلالنا؟، فيما استذكر شعرًا لشاعر سوري كبير قضى نحبه، قبل أن يرى أن بعض أمة العرب كان لهم على الدوحة لدعم العار مؤتمر، فلم يكتفوا بالرباط، بل أضافوا إلى سجلهم الأسود قمة زائفة، ما زاد من مساحات تصحرهم".
وأضاف "أرادوها حربًا مفتوحة على الكرامة العربية والعنفوان القومي، وسيكون لهم ما أرادوا، ذلك أن الحق منتصر أبدًا، وأن الأمم إنما هي بشعوبها التي لن ترضخ للهوان والذل والإذعان، لهم خريفهم ولنا ربيعنا المقبل لا محالة، بعد أن زيفوا ربيعهم العربي، وأذابوه في أتون من حقد ونار، على كل امرئ في العالم العربي، وكل قائد رأي، وكل زعيم، أن يُعيد حسابه قبل فوات أوانه، ذلك أن المراهنة الخاطئة إنما تجعل من المتآمرين والمتخاذلين فتاتًا على مائدة الحلول الكبرى، في حين أن الأقوياء بشرعيتهم وشعبهم وجيشهم ومقاومتهم ولجانهم الشعبية سيصمدون، وهم عصيون على اليأس والتخاذل، ذلك أن زنارًا من الحق يزنرهم، أما في لبنان، فلقد انقشع الغبار عن سياسة النأي بالنفس، التي كانت مجرد شعار يتستر وراءه المراهنون على سقوط سورية، إن لبنان إنما ينجو من محنته وتداعيات المنطقة بوحدة شعبه وجيشه ومقاومته، ذلك أن الضعيف لا يسعه أن يجلس إلى مائدة القرار
أرسل تعليقك