واشنطن ـ أ.ف.ب
يلتقي الاميركيون والروس الجمعة في واشنطن في اطار اجتماع وزاري يفترض ان يبقي الحوار جاريا بين القوتين العظميين التي يسود التوتر علاقاتهما وبعد يومين من الغاء قمة بين الرئيسين باراك اوباما وفلاديمير بوتين.
وهذا اللقاء الذي سيضم وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيين جون كيري وتشاك هيغل الى نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، سيعقد في مقر وزارة الخارجية قبيل الظهر قبل اجتماع بين وزيري الخارجية. ويجري كيري ولافروف لقاءات واتصالات هاتفية بشكل منتظم فيما يعرف ان علاقات شخصية طيبة تربط بينهما.
لكن العلاقات الدبلوماسية بين العدوين السابقين ابان الحرب الباردة تدهورت الى حد قل نظيره منذ سنوات، منذ ان الغى الرئيس اوباما الاربعاء اجتماع قمة مع نظيره الروسي. وكانت هذه القمة مقررة في مطلع ايلول/سبتمبر في موسكو قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين في 5 و6 ايلول/سبتمبر في سان بطرسبورغ التي يتوقع مع ذلك ان يشارك فيها اوباما.
ولتبرير هذه الخطوة غير المسبوقة منذ ستينات القرن الماضي في تاريخ العلاقات الاميركية الروسية الصاخبة، تذرعت واشنطن ب"عدم احراز تقدم مؤخرا" في عدد من الملفات مثل المنظومة الدفاعية الصارزخية وخفض الانتشار النووي والتجارة وحقوق الانسان. ويقول الاميركيون انهم اصيبوا ايضا ب"خيبة امل" من الروس في قضية ادوارد سنودن.
كذلك عبرت موسكوعن "خيبة املها" من قرار الرئيس الاميركي.
لكن بالرغم من ذلك لم يتحدث اي من البلدين عن قطيعة.
وفي هذا الصدد اكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "ان علاقاتنا مع الروس هامة، اننا نتحدث في مواضيع عديدة، ونجحنا في التعاون وايجاد ميادين جديدة للتعاون". وعددت نظيرته في الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "نقاط التوافق" مثل "افغانستان، ايران، كوريا الشمالية" وايضا نقاط "الخلاف" مثل "سوريا والمنظومة الدفاعية الصاروخية وحقوق الانسان" اضافة الى الخلاف حول قضية سنودن.
وقد تدهورت العلاقات الفاترة اصلا بين البلدين منذ ان منحت موسكو اللجوء الموقت الى ادوارد سنودن المستشار المعلوماتي في وكالة الامن القومي الذي كشف برنامج مراقبة للاتصالات الالكترونية تطبقه الاستخبارات الاميركية.
ويتوقع ان يطلب كيري تحديدا من لافروف اسقاط وضع اللاجىء عن سنودن للتمكن من ترحيله الى الولايات المتحدة للمحاكمة بحسب بساكي.
وجاءت قضية سنودن لتضاف الى جملة مواضيع خلافية بين الولايات المتحدة وروسيا منذ عودة الرئيس بوتين الى الكرملين في ايار/مايو 2012. ففي خلال سنة منعت موسكو الاميركيين من تبني اطفال ايتام من روسيا وسنت قانونا يفرض على المنظمات غير الحكومية الممولة من الخارج بان تسجل ك"عملاء للخارج" كما قمعت "الدعاية المثلية الجنس" امام القاصرين.
الى ذلك فان مواقف البلدين على طرفي نقيض بخصوص سوريا بالرغم من جهودهما لتنظيم مؤتمر سلام.
وفي ظل ولاية ديمتري مدفيديف سلف بوتين اقترح اوباما فكرته الشهيرة ب"اعادة اطلاق" العلاقات الثنائية. واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي اليكسي بوشكوف ان الغاء قمة بوتين واوباما تعني "دفن اعادة الاطلاق نهائيا".
لكن ستيفن بايفر من مركز بروكينغز للابحاث لفت الى انه "في الملفات الكبرى --عدم الانتشار النووي، التجارة الثنائية (...) ايران، كوريا الشمالية-- فان مصالح البلدين تتلاقى (...) ويفترض ان تتمكن الولايات المتحدة وروسيا من التعاون في الكثير من المجالات"، كما نقل عنه الموقع الالكتروني للمركز.
ويرى سيليست والاندر البرفسور في الجامعة الاميركية ايضا ان الاميركيين "لا يريدون اقفال الباب امام كل شيء"، و"كون الروس لم يلغوا رحلتهم يدل على انهم لا يرغبون ايضا في كسر العلاقة".
أرسل تعليقك