جوهانسبرغ ـ أ.ف.ب
يتلقى رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا الذي ما زال في حالة حرجة، العلاج منذ شهر اثر اصابته بالتهاب رئوي في مستشفى خاص في بريتوريا، في حين تبرر السلطات تقديمها الحد الادنى من المعلومات باحترام السرية الطبية.
ونقل نلسون مانديلا (94 سنة) بشكل طارئ في حالة حرجة في وقت مبكر من الثامن من حزيران/يونيو بعد ان كان يعاني من المرض في الايام السابقة لكنه كان لا يزال يتنفس دون مساعدة طبية.
ومذاك افادت قناة سي بي اس الاميركية انه "اعيد الى الحياة" مرتين لدى وصوله الى المستشفى لكن لم يؤكد اي مصدر رسمي ذلك.
لكن تبين ان سيارة الاسعاف التي كانت تنقله الى المستشفى في بريتوريا تعطلت على الطريق السريع ما اضطرها الى ان تنتظر اربعين دقيقة في ليل شتوي بارد وصول سيارة اخرى.
وفي حين توافد المراسلون من كافة انحاء العالم تحسبا لوفاته قريبا، سلمت البلاد امرها وصلى له رئيس الاساقفة الانغليكان السابق ديسموند توتو حائز جائزة نوبل للسلام.
لكن الرئيس جاكوب زوما أخذ يبدي تفاؤلا اعتبارا من 12 حزيران/يونيو موضحا ان العلاج الذي يتلقاه ابرز مريض في البلاد بدأ ياتي ثماره متحدثا في الايام التالية عن "تقدم" في وضعه الصحي، فاخذت جنوب افريقيا تأمل في ان يعود اول رؤسائها السود الى منزله كما حصل بعد المرات الاربع التي ادخل فيها الى المستشفى منذ كانون الاول/ديسمبر، فعاد العديد من المراسلين الى بلدانهم.
لكن الرئاسة اعلنت مساء 23 حزيران/يونيو ان صحة نلسون مانديلا تدهورت فجأة وان حالته اصبحت "حرجة" حتى ان ابنته مكازيوي اقرت بان "كل شيء قد يحصل بين لحظة واخرى".
وعاد المراسلون في حين اعلن الرئيس زوما مساء 26 حزيران/يونيو الغاء زيارته الى موزمبيق وذلك عقب خروجه من زيارة الى نلسون مانديلا الذي بات يخضع لمساعدة اجهزة التنفس.
وكتب احد محامي مانديلا ذلك اليوم على وثيقة قضائية ان الجد كان في "غيبوبة مستمرة" وان العائلة كانت تنوي استنادا الى نصائح الاطباء وقف استعمال الاجهزة التي تبقيه اصطناعيا على قيد الحياة. وخلص المحامي الى القول "انهم ينتظرون دفن ابيهم وجدهم".
وباتت البلاد تترقب اعلانا وشيكا عن وفاة بطلها الوطني لكن جاكوب زوما تحدث عصر 27 حزيران/يونيو عن تحسن.
لكن ذلك التحسن لم يكن كافيا ليغتنمه الرئيس الاميركي باراك اوباما المتواجد في بريتوريا، لزيارة "بطلها" في 29 حزيران/يونيو. وتحولت زيارته الى جنوب افريقيا الى تكريم طويل لمانديلا "مصدر الهامه" في سويتو وزنزانة روبن آيلاند.
وما زالت حالة مانديلا "حرجة لكنها مستقرة"، بحسب العبارة الرسمية التي لم تتغير لا سيما ان الرئاسة ترفض قول المزيد متذرعة "بالسرية القائمة بين المريض والطبيب".
وصرحت زوجته غراسا ماشيل الخميس ان نلسون مانديلا "رغم انه لم يكن في احسن حال، الا انه لم يعان من الالم الا قليلا"، في حين اكد احد المقربين منه دوني غولدبرغ الجمعة ان الاطباء يستبعدون وقف الاجهزة طالما لا تزال اعضاؤه تعمل.
وتحول سياج مستشفى بريتوريا الى نصب تذكاري علقت عليه رسائل وصور وزهور وبالونات، وحول جيش من المراسلين الشارع الى مخيم لكنهم عندما تاخر اعلان الوفاة المرتقب رحلوا مجددا.
وانتقل الاهتمام الى الخلافات التي تمزق عائلة مانديلا التي رفع 15 من افرادها دعوى قضائية مطالبين بنبش قبور ثلاثة من ابناء نلسون مانديلا لاعادة دفنها في قرية كونو (جنوب) التي قضى فيها الرئيس السابق طفولته واعرب عن رغبته في ان يدفن فيها، وذلك لمعارضة حفيده ماندلا الذي نقل رفات الثلاثة الى قريته في 2011.
ويرجح ان تكون المشاكل الرئوية المتكررة التي يعاني منها مانديلا ناجمة عن اصابته بمرض السل عندما كان في الجزيرة-السجن روبن آيلاند قبالة مدينة الكاب، حيث قضى 18 سنة من سنوات الاعتقال السبع والعشرين في سجون نظام الفصل العنصري.
وسيحتفل بميلاده الخامس والتسعين في 18 تموز/يوليو، فيما اطلقت عليه الامم المتحدة "يوم مانديلا" ودعت مواطني العالم الى ان يقوموا بعمل خيري في ذلك اليوم تكريما له.
أرسل تعليقك