غزة ـ محمد حبيب
شاركت جماهير فلسطينية حاشدة في مسيرة يوم القدس العالمي التي نظمت في غزة نصرة للمدينة المقدسة التي تعاني ويلات الاحتلال، وذلك إحياء ليوم القدس العالمي، إلى جانب مشاركة نحو 50 دولة عربية وأوروبية.
وانطلقت الحشود المشاركة في المسيرة من جميع مساجد قطاع غزة، وجابت الجماهير شوارع القطاع المركزية وتوجهت إلى وسط مدينة غزة "شارع الوحدة"، حيث أقيم مهرجان خطابي كبير، وندد المشاركين في المسيرة بحالة الصمت العربي والدولي إزاء الممارسات العنصرية التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية والمسحية، ورفع المشاركون العلم الفلسطيني ومجسمات للمسجد الأقصى وقبة الصخرة، بمشاركة قادة الفصائل الوطنية والإسلامية وشخصيات اعتبارية.
وطالبت الجماهير المنتفضة في عواصم العالم نصرة لمدينة القدس، بزوال الاحتلال عن المدينة مؤكدين على عربية وإسلامية المدينة التي يحاول الاحتلال نزعها من عمقها العربي والديني.
وأكد المتحدثون خلال المهرجان على ضرورة العمل لنصر القدس, وأهالي المدينة ودعم صمودهم خاصة من ناحية اقتصادية ومعنوية، وطالبوا المفاوض الفلسطيني بضرورة إنهاء مسلسل التفاوض العقيم مع الاحتلال، وضرورة عدم المساس بالثوابت الفلسطينية كالتفريط بالقدس وحق اللاجئين، مطالبين بالوقت ذاته العرب والمسلمين بضرورة تبني قضية القدس على سلم أولوياتهم.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في كلمة ألقاها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبدالفتاح حجاج الفصائل والقوى إلى التوحد ونبذ الانقسامات التي تضر بالقضية الفلسطينية وثوابتها حيث قال:"عار على امة تتشرذم وبين ظهرانيها كتاب الله وسنة المصطفى، لذا علينا التوحد للتفرغ لإنقاذ قضايانا المركزية وثوابتنا التاريخية".
وطالب القيادي حجاج العرب والمسلمين بضرورة جعل القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية، والتصدي للمشاريع الهادفة لسلخ القضية الفلسطينية عن عمقها التاريخ والديني، وحصرها بـ"شأن فلسطيني داخلي"، وتوجه بالتحية إلى الشعوب والحكومات العربية الداعمة للمقاومة والقضية الفلسطينية.
وأوضح أن الاحتلال يستغل انشغال العرب والمسلمين بصراعاتهم الداخلية للاستفراد بالقدس المحتلة وتنفيذ مخططاتهم القذرة، وتمنى على العرب والمسلمين تسخير إمكانياتهم لصالح تحرير المدينة، حيث قال :" كنا نتمنى أن تراق الدماء التي نراها اليوم في المنطقة العربية على الأرض المقدسة لتساهم في تحريرها".
كما وتوجه الشيخ حجاج بالتحية إلى الأسرى القابعين خلف القضبان، مشدداً على ضرورة العمل الجاد والفعلي لتحريرهم.
من جهته قال الشيخ سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين في كلمة له:"القدس الشريف هي البوصلة التي يجب أن يتوجه نحوها المسلمين والعرب، ولا يجوز لأي بشر أن يتنصل من هذه العقيدة الأصيلة في منهجنا وديننا، ولا يتمُ إسلامنا وإيماننا إلا بها".
وأكد أن المفاوض الفلسطيني غير مخول للمفاوضة عن الثوابت الفلسطينية، كالقدس واللاجئين والحدود، متمنياً أن يتنحى المفاوض الفلسطيني وأن يبتعد عن المساومة في الدين والعرض والأرض .. "المفاوض الفلسطيني كان الأجدر أن لا يقترب من المساس بعرضه وأرضه وثوابته المقدسة التي دفعنا أغلى ما نملك من اجلها، لان تلك الثوابت والمقدرات الوطنية والإسلامية لا تحتمل الخدش أو التنازل".
وطالب سلامة أذرع الفصائل الفلسطينية بالضفة المحتلة بضرورة تفعيل العمل المقاوم ضد المحتل الإسرائيلي، مطالباً العرب والمسلمين بعدم التناسي والانشغال عن القضية الفلسطينية وضرورة العمل الجاد والفعلي وليس الشعاري لتحرير القدس المحتلة وإنقاذها من المخططات التهويدية العفنة.
وكان من أبرز المسيرات الجماهيرية التي نظمت في إطار الدعوة لمسيرات يوم القدس العالمي كل من غزة والأردن ومصر وتونس وموريتانيا والمغرب، وكذلك في اليمن وماليزيا وباكستان وتركيا، وإيران بالإضافة لوقفات احتجاجية في عدد كبير من العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية، وخاصة أمام سفارات الاحتلال الإسرائيلي .
أرسل تعليقك