الخرطوم- عبد القيوم عاشميق
فرضت قوات الشرطة السودانية في الخرطوم طوقًا أمنيًا حول السفارة المصرية في الخرطوم لمنع المتظاهرين من الوصول إليها بالتزامن مع تجمعات لآلاف المصلين، عقب صلاة الجمعة، وقال مصدر أمني لـ"العرب اليوم"، إن الإجراء احترازي لحماية الجميع.
وخرجت مسيرات من مساجد الشهيد، والنور، ومسجد جامعة الخرطوم، ومساجد أخرى، وتجمعت في ساحة الشهداء بالقرب من القصر الجمهوري وسط انتشار شرطي كثيف، ونددت المسيرة بقتل الأبرياء في مصر، ورددت شعارات أعلنت من خلالها التضامن مع المصريين، وطالبت بعودة الشرعية وصدور إدانات دولية واضحة، وحملت السيسي مسؤولية إراقة دماء جديدة، وطالب المتظاهرون، بتدخل العقلاء في مصر لتهدئة الأوضاع.
ودان عدد من خطباء المساجد في الخرطوم وعدد من الولايات السودانية في خطبهم قتل الأبرياء في مصر، وأعربوا عن رفضهم لما حدث في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وقال إمام وخطيب مسجد الشهيد في الخرطوم الشيخ عبد الجليل النزير الكاروري، أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية في السودان، إن ما حدث في مصر يخدم العدو، وإن في مصر قوتان الآن، هما الجيش و"الإخوان"، وأضاف في خطبة الجمعة، كلنا يعلم ماذا يعني حكم "الإخوان" في مصر وفي تونس وفي بلدان أخري لإسرائيل التي قالت إن ثورات الربيع العربي لو انتصرت فإن "حماس" ستصبح في قوة "حزب الله". وانتقد فض اعتصام أنصار مرسي بالقوة والذي أدي إلى مقتل المئات من الأبرياء المتظاهرين سلميًا، ودان العالم كله ما حدث ووصفه بالكارثة والجريمة التي لا تغتفر، وألمح أن المخطط الحالي يرمي إلى تحجيم مصر ودورها عربيًا وإسلاميًا. مضيفًا أن مصر ظلت أسيرة لاتفاق "كامب ديفيد"، وأصبحت تطلب الإذن من إسرائيل إذا أرادت القيام بأي عمل في سيناء، وأشار أن "كامب ديفيد" ليست مقدسة، فإسرائيل تحرض الآن بعض دول حوض النيل على اتخاذ مواقف ضد اتفاق مياه النيل، وحذر من أن الجيش المصري يراد له أن يفقد دوره كما جيش العراق والجيش السوري الذي يطحن بعضه بعضًا الآن.
وأكد الكاروري أن المتآمرين لم يتعظوا من التاريخ جيدًا، وانتقد حركة "تمرد" المصرية، وقال أنها حركة تتمرد على كل شئ، مضيفًا، كنا نريد لمن يحكم مصر أن يعمل لصالح أمنها واستقرارها حيث تواجه مصر مشكلات تتطلب أن تتضافر جهود الجميع لحلها.
وعبر حزب "الأمة" الذي يتزعمه الصادق المهدي، عن أسفه لأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر بالقوة، وقال الحزب في بيان له إن العنف لن يحقق الاستقرار، مؤكدًا أن الحفاظ على الديمقراطية غاية ومصلحة كبرى، كما انتقد حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يقوده، الدكتور حسن الترابي، فض الاعتصام بالقوة وعمليات القتل والعنف ضد أنصار الرئيس محمد مرسي، ودانت الحركة الإسلامية وعلماء السودان وجماعات أخرى الأحداث، وقالت أن ما جرى يقلق ويغضب كل ضمير حي.
أرسل تعليقك