بيروت ـ جورج شاهين
اعتبر السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، أن ما يجري في سورية اليوم، يُثبت أنّ حلّ الأزمة لا يمكن إلاّ أن يكون سلميًا، ووفقًا للبنود التي نصّ عليها "بيان جنيف" الصادر في حزيران/يونيو العام 2012.
وأشار زاسبكين، في حديث إلى صحيفة "الديار" نُشر صباح الأحد، إلى حقيقة استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ومدى تأثير هذه المجزرة على العرقلة أو الإسراع في عقد مؤتمر "جنيف 2"، موضحًا أنّه "يجب المضي قُدمًا في المحادثات السياسية، ويجب أن يُثبت للعالم أنّه لا يوجد حلّ عسكري، وأنّ الاجتماع التحضيري لمؤتمر (جنيف2) الذي سيُعقد في 28 آب/أغسطس الجاري في لاهاي، سيبحث المسائل السياسية لا سيما إذا ما اعترف الأميركيون والأطراف الإقليمية الأخرى بالمصلحة العامة، وبأنّ أحد أهداف مجزرة الغوطة الشرقية عرقلة انعقاد المؤتمر، فإذا حصل ذلك سنتجاوز المسألة، أمّا بالنسبة لاستخدام السلاح الكيميائي فإنّ التقييم السياسي يحدث بحسب مصلحة كلّ طرف، لهذا فإنّ التقييم الفني مطلوب الآن من الخبراء الأمميين، الذي يحقّقون في سورية".
وأضاف الدبلوماسي الروسي، أن "ما يريده الروس من الأميركيين خلال الاجتماع المقبل، شيئًا بسيطًا وهو أن يضغطوا على المعارضة، لكي توافق على المشاركة في مؤتمر (جنيف 2) من دون أي شروط مسبقة، وفقًا لما نصّ عليه (بيان جنيف) الصادر في حزيران/يونيو من العام الماضي، ولكن إذا ما استمرّوا عاجزين عن الضغط على المعارضة فسيتم تأجيل المؤتمر، أمّا إذا ضغطوا فسيكون انعقاده في أقرب وقت ممكن، أي في تشرين الأول/أكتوبر المقبل على الأرجح".
وتساءل ألكسندر، "لماذا يجب أن يربح الطرف الذي يرتكب الجريمة، ومن ثمّ يستثمر ذلك سياسيًا؟ من هنا يجب وضع حدّ للموجة الإعلامية (على ما أسماها) التي شُنّت ضدّ الحكومة السورية، واتهمتها على الفور بأنّه يقف وراء مجزرة الغوطة رغم التصريحات التي صدرت عن القيادة العامة للجيش والقوّات المسلّحة السورية، والتي أكّدت فيها أنّ الادعاءات بأنّ الجيش العربي السوري قد استخدم الأسلحة الكيميائية في مناطق ريف دمشق، باطلة جملة وتفصيلاً وعارية تمامًا عن الصحة، وتندرج في إطار الحرب الإعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول إعلاميًا ضد سورية، إضافة الى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية وأعلنت فيه أنّ الصاروخ على الغوطة الشرقية تمّ إطلاقه من مواقع المسلّحين"، مؤكدًا أنّ "هناك الآن محاولة لاستخدام حادثة السلاح الكيميائي لطرح مواضيع أخرى مثل فرض الحظر الجوي على سورية، أو مسألة التسليح، وغير ذلك، ونحن نقول إنّه يجب أن نتفق مع الاميركيين بشأن هذه الأمور قبل تحديد موعد انعقاد المؤتمر".
وعن التقدّم الذي أُحرز حتى الساعة في المفاوضات الأميركية الروسية، قال سفير موسكو، "نحن نرى العراقيل والصعوبات، ولكن الكرة أصبحت اليوم في الملعب الاميركي، إذ من خلال علاقتنا مع الحكومة السورية واتصالاتنا بها، حصل الجانب الروسي على الوعود من دمشق، ويعترف الأميركيون بأنّه يجب العمل مع المعارضة، ولهذا عليهم استكمال جهودهم في هذا الصدد".
وبشأن عدم التوافق بعد على قائمة المشاركين في "جنيف2"، أفاد زاسبكين، "إذا تمكّنا من حلّ مسألة مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر، فإنّ التفاصيل الأخرى مثل تشكيل الوفد وشكله مو،حّد أو مجتزأ أو من سيترأسه، أو مشاركة بعض الدول الإقليمية أو غير ذلك من الأمور، يُصبح التوافق عليها أسهل بكثير، لا سيما أنّنا من جهتنا قد حصلنا على موافقة مشاركة ممثلي الحكومة السورية في المؤتمر".
وفي ما يتعلّق بموقف الجانب الأميركي من مسألة استخدام السلاح الكيميائي وإعلانه أنّه يصعب تحديد الجهة التي استخدمته، رأى زاسبكين، أنّه "يجب الاحتكام إلى رأي الخبراء الفنيين الأمميين، الموضوعي والدقيق في هذا الموضوع".
أرسل تعليقك