بيروت – جورج شاهين
جدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي دعوة جميع الأطراف اللبنانية إلى اعتماد النأي بالنفس عن الأحداث في سورية، والتعاون لتشكيل حكومة جديدة، تعالج الملفات الكثيرة المطروحة، ولملمة الوضع اللبناني الداخلي، في ضوء التطورات الخطيرة في المنطقة".
وشدد ميقاتي على "أهمية إبعاد لبنان عن الصراعات، ومساعدته على معالجة القضايا الكثيرة التي يعاني منها، لا سيما منها ملف النازحين السوريين".
وكان الرئيس ميقاتي عقد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية، والاجتماعات الوزارية في السرايا، الاثنين، واستقبل سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، الذي قال عقب اللقاء "تبادلنا الآراء بشأن الوضع في المنطقة، لاسيما الوضع في سورية، وأكدتُ أن روسيا في هذه الظروف الراهنة الخطيرة تبذل كل الجهود لتجنيب سورية الضربة العسكرية، وإعادة الأوضاع إلى مجرى التسوية السياسية، أما بالنسبة للبنان فنحن نُصر على ضرورة تحييد لبنان عما يحدث في المنطقة، لاسيما في سورية، ليكون وضع لبنان آمنًا ومستقرًا، وهذا من أولويات السياسة الخارجية الروسية في المرحلة الراهنة".
وعن ما إذا كان الحل العسكري سيسبق الحل السياسي، رغم كل المشاورات التي تجريها روسيا وسائر أعضاء مجلس الأمن الدولي، أوضح زاسبكين "نحن نريد أن تسبق التسوية السياسية الحل العسكري، لكن على ما يبدو هناك نوايا أخرى للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، ونحن نحاول الآن إقناعهم لتغيير قرار الضربة على سورية، ونحذر الجميع من التداعيات الخطيرة عليهم نتيجة الضربة، بما في ذلك تراجع أفق التسوية السياسية".
واستقبل الرئيس ميقاتي سفير إيطاليا لدى لبنان جيوسيبي مورابيتو الذي أمل "عدم مغادرة الرعايا الإيطاليين لبنان"، وقال في هذا الشأن عقب اللقاء "إننا لا نحض رعايانا حتى الساعة على مغادرة لبنان، لأن الوضع هادىء".
وعن خطورة الوضع في المنطقة أضاف "إن الوضع صعب بالطبع، إلا أن الأهم بالنسبة إلينا أن يبقى لبنان محميًا، وأن تتم المحافظة على الاستقرار فيه، والالتزام بإعلان بعبدا، وبنوده التي تشير إلى عدم تدخل أي من القوى السياسية في الأزمة السورية".
ورأس الرئيس ميقاتي إجتماعًا خصص لبحث الوضع في مدينة طرابلس، وتفعيل جهوزية الإدارات والأجهزة الأمنية، لتثبيت الهدوء والاستقرار في المدينة، ومتابعة الخطوات التنفيذية، للتعويض عن الأضرار التي حصلت في المدينة، وتقييم التحرك الميداني لأجهزة الدولة، إثر انفجاري طرابلس، للإفادة من هذا التقييم في مختلف المناطق اللبنانية.
وشارك في الاجتماع وزير الدفاع فايز غصن، ووزير الداخلية والبلديات مروان شربل، ووزير المال محمد الصفدي، ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، ووزير الدولة أحمد كرامي، والنواب روبير فاضل، وسمير الجسر، ومحمد كبارة، وسامر سعادة، وبدر ونوس، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي بالإنابة العميد إبراهيم بصبوص، ومدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة العميد إبراهيم بشير، ومحافظ الشمال ناصيف قالوش، ورئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، ورئيس بلدية طرابلس نادر غزال، وضباط من قيادة الجيش والأمن الداخلي، إضافة إلى عدد من المعنيين.
وفي خلال الاجتماع أثنى الرئيس ميقاتي على "الإجراءات المتخذة من قبل الجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط الأوضاع في المدينة، ومعالجة الخروقات الفردية، التي تحصل من حين إلى آخر"، آملاً في "استمرار تجاوب جميع الأطراف مع التدابير، حفاظًا على أمن طرابلس وأهلها"، وشدد على "ضرورة استمرار التنسيق بين مختلف الإدارات والأجهزة، لمعالجة المستجدات، ورفع الجهوزية للتدخل فورًا وبسرعة، حال حصول أي طارئ".
وقد تقرر، في خلال الاجتماع، تكليف لجنة مصغرة برئاسة المحافظ، تتألف من الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، وقائد السرية في قوى الأمن الداخلي، ومندوب عن الصليب الأحمر اللبناني، وضابط من الجيش اللبناني، ورئيس بلدية مركز المحافظة، ومندوب عن الدفاع المدني، ومندوب عن المستشفى الحكومي، إضافة إلى ممثل عن رئاسة الحكومة، وتكون مهمة اللجنة توزيع الأدوار على كل جهاز أو إدارة رسمية عند حصول أي طارئ، وتوزيع كتيب إرشادي على المواطنين والمدارس في كل لبنان.
وتقرر أيضًا التعميم على البلديات بوجوب التشدد في عدم تعديل أي مخطط توجيهي، نتيجة أي حريق في أي أرض مصنفة زراعية، وذلك لتفادي الحرائق المفتعلة من قبل أصحاب الأراضي، وإعادة هيكلة فوج الإطفاء، وتعزيزه بالتجهيزات اللازمة، والقدرات البشرية المطلوبة.
واستقبل الرئيس ميقاتي نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، وبحث معه في الاقتراحات المقدمة بشأن إيجاد الحلول المقترحة لأزمة السير على مدخل بيروت الشمالي، كما استقبل وزير المال محمد الصفدي وبحث معه شؤون وزارته.
أرسل تعليقك