جوبا - أ.ف.ب.
دعا نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار الخصم السياسي للرئيس سلفا كير الذي اقاله الثلاثاء مع كل اعضاء الحكومة، الجمعة الى الهدوء، مؤكدا ان اقالته متطابقة مع الدستور، واعلن مجددا انه سينافس الرئيس الحالي للدولة في انتخابات 2015.
وقال مشار في مؤتمر صحافي في منزله "اريد دعوة كل المواطنين الى الهدوء. الدستور يفوض الرئيس تشكيل الحكومة واقالتها وهذا جزء من سلطاته، ينبغي ان لا يحصل اي عمل عنف"، داعيا الجيش الى عدم "التدخل في السياسة باي طريقة كانت" والى "احترام الدستور".
واضاف مشار الذي تحدث علنا للمرة الاولى منذ اقالته "عندما تاتي سنة 2015 سانافس" كير، مجددا نيته مواجهة رئيس الدولة في الانتخابات الرئاسية المتوقعة في تلك السنة في جنوب السودان.
ورياك مشار المتحدر من ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان الغنية بالنفط، هو شخصية مثيرة للجدل منذ ان انشق موقتا عن حركة التمرد الجنوبية لحساب الخرطوم خلال الحرب الاهلية.
ومشار الذي يمثل وجها محترما في صفوف قبيلته النوير التي ينتمي اليها قسم كبير من كبار قادة الجيش في جنوب السودان، يثير الريبة داخل قبيلة الدينكا التي يتحدر منها ابرز المسؤولين الكبار في جنوب السودان.
واضافة الى مشار، اقال كير مساء الثلاثاء وزراءه الثمانية والعشرين ونوابهم وتوقع جعل عدد الحقائب الوزارية في الفريق الحكومي المقبل 19. ولم يحدد اي موعد لتشكيل حكومة جديدة.
وبصفته رئيسا للحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة التمرد الجنوبية السابقة) الحاكمة في جنوب السودان، علق كير ايضا مهام الامين العام للحركة باقان اموم الخصم السياسي الاخر واعلن فتح تحقيق ضده بتهمة "سوء ادارة" و"عصيان مفتوح" وسلوك يؤدي الى تقويض "وحدة الحزب".
وهو قرار اعرب مشار، نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ايضا، عن "قلقه" حياله الجمعة.
من جهة اخرى، منع اموم الذي اعلن بدوره نيته الترشح لمنافسة كير في انتخابات 2015، مساء الخميس من التحدث امام وسائل الاعلام ومن مغادرة جوبا قبل انتهاء التحقيقات المتعلقة به.
وكان باقان اموم يتولى حتى هذا الوقت المحادثات الجارية مع الخرطوم حول سلسلة من المسائل التي لم تجد تسوية لها في اتفاق السلام الموقع في 2005 والذي وضع حدا لحرب اهلية طويلة بين الشمال والجنوب (1983-2005) وادى الى انقسام السودان وانشاء دولة جنوب السودان في التاسع من تموز/يوليو 2011.
وهذه الخلافات - مسالة النفط وترسيم الحدود ومنطقة ابيي المتنازع عليها ومسائل اخرى - ادت في 2012 الى دفع البلدين الجارين الى شفير الحرب.
أرسل تعليقك