بيروت – جورج شاهين
عقد عدد من النشطاء السياسيين المستقلين مؤتمراً صحافياً ظهر، الأربعاء، في نادي الصحافة، فرن الشباك تحت عنوان" أمنوا مطار بيروت، أهلوا مطار القليعات" في حضور نائب رئيس لجنة متابعة تشغيل مطار القليعات المحامي محمد نمر الحسن، وعدد من أعضاء اللجنة، وتحدث في المؤتمر الناشط السياسي كريم الرفاعي الذي أحاط به في المؤتمر كلاً من فيليب بستسرس وراسيا سعادة، وأعلن عن النية في إطلاق أول رحلة بين مطاري بيروت والقليعات تحت اسم "من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الرئيس الشهيد رينيه معوض".
وقال الرفاعي "دَعَونا اليوم لعقد هذا المؤتمر الصحافي، بعدما أصبح من غير الممكن السكوت عن ملف أمن مطار بيروت الدولي والطرقات المؤدية إليه".
وأضاف "إن حادثة خطف بعض أفراد طاقم الطائرة التركية بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ومن ثم التهديد بقطع الطرقات المؤدية إليه وشل حركة الملاحة فيه تقتضي التحرك السريع باتجاه الضغط على المسؤولين والمطالبة بتأمين المطار ومحيطه وبتأهيل وتشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض".
وأشار "أن حادثة الخطف التي وقعت منذ أيام أعادت إلى أذهان اللبنانيين ما يلي:
"سيطرة حزب الله على أمن مطار بيروت على نحو يمكّنه من رصد تحركات خصومه ويمحو أثار تحركاته، إذ إننا نعلم جميعاً أنه تم استهداف الشهداء جبران تويني، أنطوان غانم واللواء وسام الحسن بعدما تم رصد وصولهم إلى مطار بيروت.
إن حادثة خطف الأتراك أعادت إلى أذهان اللبنانيين تحويل مطار بيروت إلى معبر غير شرعي للتهريب الأمني في الاتجاهين، بما يشمل المال والعتاد والرجال وذلك تحت إشراف مباشر وبالوكالة من حزب الله، الذي راح يعتدي على اللبنانيين في 7 أيار 2008، بعدما قررت الحكومة اللبنانية نقل الضابط المسؤول عن مصالح هذا الحزب في المطار.
إن حادثة خطف الأتراك أعادت أيضاً إلى أذهان اللبنانيين عملية خطف جوزيف صادر التي نجحت بسبب رفض حزب الله المشبوه لوضع كاميرات مراقبة على الطريق المؤدي إلى المطار، بحجة أنها تكشف تحركاته، هذا المطار الذي حوّله حزب الله إلى مصيَدة لقادة الرأي، اللبنانيين منهم والسوريين.
أما التهديد بقطع الطرقات المؤدية إلى المطار، فهي ذكرت اللبنانيين، بأنهم تحت رحمة حزب الله الذي يمكنه أن يصدر في أي لحظة قرار اعتقال الأربعة ملايين لبناني وعزلهم عن العالم بأسره، فضلاً عن قطع أرزاقهم، خصوصاً وأن الحال ليس بأفضل في مرفأ بيروت البحري وبعد اشتعال الحرب في سورية.
حزب الله الذي شوّه بأفعاله تلك صورة لبنان واللبنانيين في العالم، يستطيع أن يحول لبنان إلى سجن كبير حينما يشاء، إن كان ذلك من خلال قطع الطرقات المؤدية إلى مطار بيروت، أو من خلال دفع شركات الطيران العالمية إلى مقاطعة لبنان، ونحن بالتأكيد لن نقبل بأن نبقى تحت رحمة هذا الحزب.
لذلك فإن مطالبنا واضحة وهي التالية:
تأمين مطار بيروت ومحيطه وبسط سيادة الدولة عليه، وتأهيل وتشغيل مطار القليعات فوراً، والعمل على تأهيل مطارات أخرى بما فيها مطار حامات (مطار بيار الجميل)، تأهيل مطارات أخرى لا يعتبر استسلامًا وتسليماً لحالة الأمر الواقع الأمني في مطار رفيق الحريري الدولي".
وأضاف الرفاعي "وبهذا الصدد سوف نقوم بتحرك يوم الجمعة المقبل، تحت شعار "أمّنوا مطار بيروت، أهِّلوا مطار القليعات". لقد قررنا تسيير أول رحلة طيران مدني إلى مطار القليعات بمبادرة هي الأولى من نوعها من قبل نشطاء المجتمع المدني، وذلك في تمام الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر بعد غد الجمعة 16 آب، وذلك بغية كسر المحظورات الأمنية والسياسية الموضوعة على مشروع إعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات. وسوف يلي هذا التحرك سلسلة لقاءات مع نشطاء آخرين من المجتمع المدني ومع اللجان المعنية بهذا الملف، قبل رفع هذا الأخير إلى نواب الأمة، الذين نتوجه إليهم بدورهم من أجل تفعيل هذا التحرك بالسبل القانونية". متسائلين "هل أن نواب الأمة يقبلون بوضع اللبنانيين رهينة بيد حزب الله الذي يستطيع اعتقالهم داخل لبنان، أم أنهم سيتخذون قراراً سليماً ليس ضد أحد وإنما لمصلحة كل اللبنانيين؟، إن الموضوع لا يحتاج إلا إلى قرار سياسي شجاع وجريء، مع العلم أن التمويل اللازم لإعادة تأهيل هذا المطار ليس بضخم، ويمكن حتى الاستعاضة عنه بتلزيم المشروع لشركات خاصة عبر عقود".
وتوجه الرفاعي إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ودولة الرئيس المكلف تمام سلام بالقول "نطالبكم بإدخال بند إعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات والمطارات الأخرى إلى البيان الوزاري الذي ستنال الحكومة المرتقبة الثقة على أساسه".
وختم قائلاً "تحركنا هذا يأتي ضمن إطار حماية سيادة الدولة، لذلك نطلب من السلطات المعنية إعطاءنا جميع التراخيص والتصاريح اللازمة، لأننا نعمل على ألا يكون في لبنان وجود لأي سلطة إلا لسلطة مؤسسات الدولة اللبنانية الشرعية، ومن جهة أخرى، فإن إعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات هو ضرورة اقتصادية وإنمائية ملحة، بحيث أن من شأن ذلك أن ينعش منطقة الشمال اقتصاديًا، وأن يؤمن ما لا يقل عن ستة آلاف فرصة عمل لأهالي منطقة الشمال التي تعاني من نسبة بطالة مرتفعة جداً، وتحركنا هذا ليس ضد أي لبناني، إنما هو لأجل كل اللبنانيين، "ونتمنى على حزب الله ألا يطلق صواريخه على طائرتنا، عفوياً، حتى ولو أطلقنا على رحلتنا أسم "من الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى الرئيس الشهيد رينيه معوض".
أرسل تعليقك