رام الله- نهاد الطويل
دعا نشطاء فلسطينييون في الأراضي المحتلة عام 1948 الخميس، إلى مظاهرات "يوم الغضب الثاني" وذلك وفق دعوات أطلقتها حملة "برافر لن تمر" الشبابية احتجاجًا على مخطط "برافر" الإسرائيلي والذي يوصف بالإقتلاعي.
ويشهد النقب ومنطقة المثلث، مظاهرتي غضب مركزيتين في إطار سلسلة فعاليات احتجاجية انطلقت الشهر الماضي.
ودعت المجموعات الشبابيّة الرّافضة للمُخطط إلى تصعيد النضال الشعبي في مواجهة المخطط في الأوّل من آب/أغسطس، والمشاركة في المظاهرات المركزيّة في النقب على مفترق العراقيب، وفي مفترق عارة عرعرة في منطقة المثلث.
وأشارت إلى أنّ الأول من أغسطس سيكون "يوم غضب ثانيًا لتصعيد النضال ضد المخطط، وتوسيع دائرة المشاركين والتحشيد للمظاهرتين المركزيّتين، بالإفادة من التجارب السابقة ليكون نموذجًا تنظيميًا وإعلاميًا ونضاليًا يغذّي المبادرات القادمة".
وطالبت أطر شعبية بعدم الانجرار وراء محاولات الاستفزاز التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتصل الرسالة واضحة إلى العالم بأسره أن هذا القانون لن يمر أبدًا.
وفي السياق ذاته، أطلقت مجموعة شبابية حملة كتابة ورسم على الجدران (جرافيتي)، تحت شعار "برافر لن يمر"، تتضمن شعارات ورسومات منددة بالمخطط ، مؤكدة على رفضه ومواجهته.
ووفقًا لأحد الشباب المشاركين في الحملة ويدعى محمد علي، فإن "أسلوب الجرافيتي هذا يأتي بهدف توعية الناس حول المخطط العنصري، من خلال إيجاد ما يندد به في الحيز العام، على الجدران في الشوارع، ما يذكر الناس به طيلة الوقت."
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي غير مستخدمة من جميع شرائح المجتمع، وأن العودة للأساليب التقليدية في الإشهار والإعلان والتوعية أمر يتيح الوصول إلى الناس الذي لا علاقة لهم بالعوالم الافتراضية.
وأشار إلى أن "الجرافيتي" أحد أهم وسائل التعبير عن الرأي لدى الشعوب المضطهدة، وأنه شكل من أشكال التعبير المنتشر في كثير من دول العالم، وكان له دور كبير خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واليوم عاد ليكون له دور مركزي في الثورات العربية، وهي طريقة لزيادة وعي الناس حول القضية التي يتناولها."
ونشر الناشطون فيديو على موقع "يوتيوب" تحت مسمى "كيف تخلي الحيطان تحكي؟ تعلم تحضير الغرافيتي | برافر لن يمر"، يشرح تفاصيل صناعة لوحات لرسم "الجرافيتي".
وقد استجاب للحملة العشرات من الشبان والشابات العرب في مختلف أنحاء فلسطين، وكتبوا ورسموا على الجدران في مدنهم وبلداتهم رسومات وشعارات حول مخطط "برافر"، الذي يهدف إلى مصادرة قرابة الـ 850 ألف دونم من أراضي النقب المتبقية في ملكية العرب، وهدم 36 قرية فلسطينية، وتشريد 40 ألفا من سكانها.
ومن أبرز الأماكن التي كتبت فيها لوحات "جرافيتي" هي الجامعة العبرية في القدس المحتلة.
وفي السياق، أعلن ناشطون وحركات في عدد من دول العالم عن تنظيم أنشطة تضامنية واحتجاجية ضد مخطط "برافر" التهجيري، الخميس، استجابة لدعوات أطلقها ناشطون في الداخل الفلسطيني تحت شعار "برافر لن يمر".
وكان النائب في الكنيست الإسرائيلي طلب أبو عرار بعث أخيرًا برسائل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبه فيها بتنسيق جلسة للقاء وجهاء وأصحاب أراض، لإسماعه رفض العرب لهذا المخطط، ولإظهار كذب من يدعي أن "الوزير السابق بيني بيغن جلس مع أصحاب الأرض".
ويسعى مخطط "برافر"، الذي تمت المصادقة عليه بالقراءة الأولى في "الكنيست" الإسرائيلي أخيرا ليتحول إلى قانون، يفضي إلى مصادرة 800 ألف دونم من أراضي فلسطينيي النقب، وتهجير وترحيل قرابة الأربعين ألف من العرب-البدو، إضافة إلى هدم 36 قرية من القرى التي لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية، وحصر 30% منهم في مساحة تقدر بـ1% من مساحة النقب، علما أنهم يطالبون بالاعتراف لهم بـ2% فقط من مساحة النقب، بعد أن تم مصادرة غالبية أراضيهم.
أرسل تعليقك