بيروت ـ جورج شاهين
شارك الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله شخصيا في مهرجان "يوم القدس العالمي"، الذي نظمه الحزب تحت شعار "القدس تجمعنا"، في مجمع سيد الشهداء، في الرويس، واستقبل بالتصفيق الحار وهتافات "لبيك يا نصر الله".
حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي والنائب غازي زعيتر، سفيراً إيران الدكتور غضنفر ركن أبادي وسوريا الدكتور علي عبد الكريم علي، وحشد من المؤيدين.
وتحدث نصر الله فاستذكر " احداث 7 آب 1979 في الاشهر الأولى لانتصار الثورة الاسلامية في إيران، وإعلان الإمام الخميني أن يكون آخر جمعة من شهر رمضان يوما للقدس العالمي. وأكده السيد الإمام الخامنئي بعده، والهدف من الدعوة تذكير العرب والمسلمين والعالم بفلسطين والحشد لانقاذ القدس. وفي 2 آب 2013، نحن أحوج ما نكون فيه لإحياء هذه المناسبة، لتأكيد ثوابتها وقيمتها ومعانيها".
أضاف: "يجب التأكيد أن فلسطين هي كل فلسطين من البحر إلى النهر، ويجب أن تعود كاملة، وأي ملك أو أمير أو رئيس أو سيد أو دولة لن يتنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين أو مائها أو نفطها أو قطعة من أرضها".
وتابع: "إن الإمام الخميني وصف وصفاً دقيقاً وجود الكيان الصهيوني بأنه سرطان، وأن الحل الوحيد هو الاستئصال. إن إسرائيل هي خطر دائم وهائل على كل شعوب المنطقة، وليس على أهل فلسطين فقط، ومن ينكر ذلك فهو مكابر. وبالتالي، فهي تهديد وجودي لكل دول هذه المنطقة وكياناتها وشعوبها".
وأردف: "إن إزالة إسرائيل هي لمصلحة العالم الإسلامي والعربي كله، وتشكل أيضا مصلحة وطنية لكل بلد من بلدان المنطقة، فإسرائيل خطر على الأردن ومصر وسوريا ولبنان. إذا، إزالتها مصلحة وطنية مصرية وسوريا ولبنانية".
وقال: "كل من يقف في وجه المشروع الصهيوني في أي مكان وأي وسيلة فهو يدافع عن وطنه، هو وشعبه، وكرامته، وعن مستقبل أولاده وأحفاده".
وتابع: "إن فلسطين مسؤولية عامة وشاملة، لكل مسلم ومسيحي، لكل إنسان في العالم. وإن حجم المسؤولية قد يتفاوت من دولة إلى أخرى ومن شعب إلى آخر، تبعا للموقع الجغرافي. ولو عملت الأمة منذ البداية كما يجب، لما وصلنا إلى هذه المآسي التي وصلت إليها شعوب المنطقة". وأسف لمواقف بعض الدول العربية وحكوماتها ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية بدفع شعوبها إلى اختراع أعداء غير الصهيونية، فكانت مواقفهم ضد الشيوعية، ومنها الحرب في أفغانستان التي ذهب إليها من كل أنحاء العالم وتركوا فلسطين، ثم استبدلوا العداء للشيوعية بالعداء للثورة الإسلامية في إيران، وشنوا حروباً عليها ووصفوا الإيرانيين بالفرس والمجوس، وأنفقت بعض الدول العربية مئات مليارت الدولارات على تلك الحرب ضد إيران، ولكن لو انفق ربع المبلغ المذكور لتحررت فلسطين".
وقال: "إن السلاح الذي تشتريه الدول العربية يعطي ضمانات لأميركا بعدم استخدامه ضد إسرائيل".
وأضاف: "بعد فشل تهمة المجوس للإيرانيين بدأوا باستخدام تهمة الشيعة والمد الشيعي واستخدام الإعلام، ولم تعد إسرائيل عدواً لهم بل صارت إيران".
وتحدث عن "الانقسام السياسي الحاد في مصر" متسائلاً "هل هو صراع مذهبي؟". وقال "كلا إنه سياسي ومثله ما يحصل في تونس وليبيا، أما عندما يحصل صراع سياسي في البلدان المتنوعة طائفيا مثل سوريا ولبنان والبحرين والعراق فأنهم يقولون إنه صراع مذهبي".
وتابع نصر الله: "أما آن لكل شعوب المنطقة أن تدرك بأن هناك من يريد تدمير وتفكيك شعوب المنطقة، وأما آن لهذه الشعوب أن تدل بأصبعها على هذه الدول التي ترعى هذا المشروع التدميري الحاقد؟"، واصفاً المشروع بأنه "من أخطر ما تمر به منطقتنا".
ودعا الجميع "إلى وعي المخاطر وبذل الجهود المضنية لحل صراعاته بالسياسة ووقف نزيف الدم"، وقال "إنه في كل مكان يوجد جماعات تكفيرية توجد صراعات دموية".
وأعلن أن "حزب الله لطالما بحث عن الحلول السياسية"، مؤكداً أن الخلافات باتت مدمرة".
وحذر من "الخطابات التي تثير النزاعات والاحقاد بين السنة والشيعة"، مؤكداً أن هذا الجنون والغوغاء والفوضى الهائلة ستؤدي إلى الخراب".
وأكد نصرالله "التزام حزب الله المواقف والثوابت التي يعادينا عليها أعداؤنا، وأحيانا يعتب علينا بها أصدقاؤنا وكلها تتعلق بالقدس".
وأضاف: "سنبقى بجانب فلسطين وشعبها، ونحن حرصون على العلاقات الطيبة مع كل القوى الفلسطينية، وإن اختلفنا مع بعضنا حول أولويات معينة لكن القدس تجمعنا، وأي خلاف أخر فكري أو عقائدي أو عقائدي أو ديني أو فقهي أو قطري، فيجب أن يبقى الالتزام بفلسطين فوق كل اختلاف".
وشكر "ايران وسوريا على كل ما قدمتاه من اجل فلسطين والقدس، وكل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، والتي الحقت أكثر من هزيمة بالعدو"، وقال: "إن حزب الله سيبقى المقاومة اليقظة ضد العدو وبجانب الجيش اللبناني الوطني، الذي نوجه له التحية الكبيرة ولقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وجرحاه".
أضاف: "نستذكر الإمام موسى الصدر الذي أخذ بايدينا إلى القدس، ونطالب السلطات الليبية الجديدة بأخذ المسؤولية على محمل الجد".
وأعلن أنه سيتكلم "من منطلق شيعي هذه المرة"، وقال: "أنا أعرف ما يحصل من تحريض مذهبي في الإعلام وما يطلق من أوصاف لا تليق بأن يتلفظ بها إنسان ضد الشيعة، يقابلها فضائيات تستضيف شيعة ممن يشتمون أهل السنة، فهذا أمر مقصود لإثارة الفتن، والهدف من الهجوم على الشيعة كي ينسوا القدس ويكرهوا فلسطين، وأن يؤدي ذلك إلى إخراج الشيعة من معادلة الصراع مع إسرائيل، أي إخراج إيران من هذا الصراع".
وخاطب "أميركا واسرئيل والانكليز وأدواتها من دول إقليمية في المنطقة"، بالقول: "في هذا اليوم، يوم القدس في 2 آب 2013، أقول نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم ولن نتخلى عن فلسطين وشعبها ومقدسات الأمة في فلسطين".
وسخر من "التهم الموجهة للشيعة بأنهم رافضة وإرهابيون"، وقال: "قولوا ما شئتم، ولكن نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نترك فلسطين، ونحن حزب الله من بين هؤلاء الذين تربينا في مشروع المقاومة وقدمنا خيرة الشهداء وفلذات الأكباد"، "ونحن حزب الله سنتحمل مسؤولياتنا بمقدار ما علينا من مسؤوليات، ونحن حزب الله الحزب الإسلامي، الإمامي، الإثني عشري، الشيعي، لن نتخلى عن فلسطين ولا مقدسات هذه الأمة.
أرسل تعليقك